افراسيانت - تخوض حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل المعروفة اختصارا بـ (BDS) افراسيانت - معركة مفتوحة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وهي معركة تتعدد جبهاتها وساحاتها مع مرور الأيام وباتت كل يوم تسجل نجاحا جديدا، ما دفع إسرائيل الى اللجوء لكل الوسائل من اجل شيطنة هذه الحركة واعلان الاستنفار لمواجهتها.
العضو المؤسس في حركة المقاطعة والناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان عمر البرغوثي استعرض في مقابلة مع "القدس" دوت كوم، سياق انشاء هذه الحركة ونشاطاتها والانجازات التي حققتها وكذلك التحديات التي تواجهها.
وقال البرغوثي أن اداء المؤسسة الرسمية الفلسطينية والمتمثلة هنا في البعثات الدبلوماسية يتسم غالبا بالتقاعس واللا-مبالاة والشلل لجهة دعم نشاطات المقاطعة، مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبي هو شريك للاحتلال في انتهاكاته كونه يواصل دعم إسرائيل رغم تجاوزها لكل المواثيق الدولية وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان.
واكد البرغوثي ان خسارة إسرائيل جراء المقاطعة بلغت مليارات الشواقل، فيما تراجع حجم مبيعاتها من الأسلحة.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة :
* ما تأثير المقاطعة على اسرائيل ؟
البرغوثي : يقول غاندي، "في البدء يتجاهلونكم، ثم يسخرون منكم، ثم يحاربونكم، ثم تنتصرون".. نحن الآن في مرحلة "المحاربة" وبضراوة من قبل إسرائيل وأذرعها، ولكننا بدأنا نرى بوادر نصر هنا وهناك.
واضاف "إسرائيل الآن في ذروة قوتها الاقتصادية والعسكرية، إضافة الى فرض هيمنتها على دوائر صنع القرار الأميركي، وبالرغم من التواطؤ والتطبيع الرسمي العربي والفلسطيني وتكبيل القيادة الفلسطينية باتفاقية أوسلو المذلة التي وفرت الغطاء الأنسب لتكريس استعمار أرضنا وتشريد شعبنا، فإن إسرائيل تشعر اليوم بتهديد (استراتيجي) بل (وجودي) بفعل حركة المقاطعة باعتبارها ركيزة رئيسية من ركائز النضال الشعبي والمدني وكأهم شكل تضامن عالمي مع نضال شعبنا من أجل حقوقنا غير القابلة للتصرف".
وتابع البرغوثي "نلاحظ حالة هلع في أوساط أصحاب القرار والمؤسسة الأمنية والسياسية في اسرائيل في مواجهة حركة المقاطعة وهي حالة تعكس إدراك إسرائيل لفشل محاولاتها الحثيثة لوقف وتيرة النمو السريع لهذه الحركة، رغم كل المليارات التي أنفقتها على الدعاية والبروباغاندا ورغم استمرار تمتع إسرائيل بنفوذ هائل في أروقة القرار في واشنطن وبروكسل".
* لم نعد نسمع الاتحاد الأوروبي يتحدث بنفس اللغة والوتيرة فيما يخص فرض مقاطعة على إسرائيل، هل بدأ الموقف الاوروبي بالتراجع؟
البرغوثي : "نحن لا نعوّل على تغيّر الموقف الأوروبي من تلقاء نفسه، وهو لم يقاطع إسرائيل بالأساس ليتراجع عن ذلك، فالاتحاد الأوروبي متواطؤ حتى أخمص قدميه فيما يتعلق بانتهاكات إسرائيل المتواصلة للقانون الدولي، وهو مستمر بل ويسعى إلى تعميق علاقاته العسكرية والتجارية والمالية والثقافية والأكاديمية مع إسرائيل رغم المجازر والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، والإعدامات شبه اليومية لشبابنا وشاباتنا، بالذات في القدس والخليل، ورغم تصاعد الهجمة الاستيطانية و"تهويد" القدس والتطهير العرقي في الأغوار والنقب".
"إن حركة مقاطعة إسرائيل تنمو على الصعيد الشعبي وبين المثقفين والفنانين والحركات الاجتماعية والنقابات والكنائس وحتى على صعيد البلديات وكل هذا يراكم الضغط على المستوى الرسمي حتى يحدث التغيير".
"يجب أن يستمر ضغط ناشطي المقاطعة على المستوى الشعبي لإجبار صانعي القرار في الاتحاد الأوروبي على الإيفاء بجميع التزامات أوروبا بموجب القانون الدولي، بدءاً بفرض حظر عسكري شامل على إسرائيل وتجميد اتفاقية الشراكة الأوروبية - الإسرائيلية (بسبب خرق إسرائيل لبندها الثاني المتعلق باحترام حقوق الإنسان) وحظر منتجات الشركات المتواطئة مع الاحتلال. قبل قيام الاتحاد الأوروبي بذلك لا يمكننا اعتباره إلا متواطئا مع جرائم إسرائيل ضد شعبنا".
*هل تراجع الاتحاد الاوروبي عن وسم منتجات المستوطنات؟
البرغوثي : لا توجد أدلة ملموسة على تراجع الاتحاد الأوروبيعن وسم منتجات المستعمرات، رغم كل البروباغاندا (الدعاية) الإسرائيلية بهذا الشأن. في كل الأحوال، لا يمكن اعتبار قرار وسم منتجات المستعمرات خطوة جدية على طريق وقف التواطؤ الرسمي الأوروبي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق يمكن تلخيص موقفنا في اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل بالتالي : إن كان الاتحاد الأوروبي جاداً لجهة تطبيق سياسته التي لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة عام 1967، فلماذا لا يحظر بالكامل استيراد منتجات الشركات الإسرائيلية التي تعمل بشكل غير شرعي في الأرض المحتلة؟
إن الاكتفاء بتمييز بضائع غير قانونية بدلأ من حظرها ينمّ عن نفاق سياسي بامتياز والاتحاد الأوروبي هو سيّد النفاق دون منازع على الصعيد العالمي.
* ماذا تستهدفون بحملات المقاطعة؟
البرغوثي : نستهدف نظام الاحتلال - الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي برمته، كما نستهدف الشركات والمؤسسات المتورطة في دعم هذا النظام وإدامته أو التربّح منه. أيضاً نستهدف التطبيع بأشكاله، فهو من أقوى الأسلحة الإسرائيلية المسلطة على حركة المقاطعة.
رغم سعينا لفرض مقاطعة شاملة على إسرائيل، فإن المقاطعة تتبع مبدأ (الحساسية للسياق)، أي أن نشطاء المقاطعة في كل موقع هم الأكثر قدرة على تحديد الشركات أو المؤسسات التي يستهدفونها بحملاتهم وكيفية النضال للوصول إلى هذه الأهداف المحلية. إن أغلبية حلفائنا في الغرب، مثلاً، يستهدفون الشركات المتورطة في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في الأراضي المحتلة عام 1967 فقط، ولكن بعضهم بدأ في تجاوز ذلك فتبنى المقاطعة الشاملة لإسرائيل ومؤسساتها المتواطئة.
* كيف تواجهون الضغوط الإسرائيلية التي تمارس ضدكم؟
البرغوثي: سرب الإعلام الإسرائيلي نتائج اجتماع سريّ للحكومة الإسرائيلية عُقد في شباط (فبراير) 2014، حيث قررت فيه رسمياً نقل صلاحيات محاربة حركة المقاطعة (BDS) من وزارة الخارجية إلى وزارة الشؤون الاستراتيجية، ورصد مبالغ طائلة لشن حرب قانونية واستخباراتية ضد الحركة وناشطيها، خصوصا في "الدول الصديقة" لإسرائيل.
لم يعُد تَقاطُع مصالح إسرائيل، كنظام احتلال واستعمار-استيطاني وأبارتهايد، مع مصالح الفئات الحاكمة في الغرب كافياً لتفسير انصياع بعض الحكومات الغربية غير المسبوق لمشيئة إسرائيل، كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا. هناك عامل آخر أهم، برأيي، في المرحلة الحالية. فإسرائيل تعمل بشكل وثيق مع الحركة الصهيونية العالمية ومجموعات الضغط (اللوبي) القوية التابعة لها، وتحديدا في الولايات المتحدة، لشراء ذمم السياسيين، كما اعترف حتى الكاتب الصهيوني الأمريكي المعروف، توماس فريدمان. وهي تمارس الترهيب وتشويه السمعة والاغتيال المهني لكل من يتجرأ على انتقاد سياسة إسرائيل، فما بالكم بمن يدعو لمقاطعتها.
إن فشل إسرائيل الذريع في مواجهاتها لحركة المقاطعة على مدى العقد الفائت مقابل نجاح الحركة في كسب عقول وقلوب جماهير عريضة حول العالم أدى إلى لجوء إسرائيل إلى سلاحها الأخير: تعبئة الحركة الصهيونية العالمية وتجييش حلفاء إسرائيل في حكومات وبرلمانات الدول الغربية ومن تشتري ذممهم من المسؤولين لقمع التأييد للمقاطعة ولتجريمها.
ولكن هذه مخاطرة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، لأنها قد تنفر بل وتخسر قطاعات واسعة من الرأي العام الليبرالي الذي لم يعد يستطيع تبرير جرائمها وعنصريتها الفجة ووقاحتها في إصدار الأوامر لزعماء العالم لحمايتها من المقاطعة. إن إسرائيل تعمل بمثابرة على خلق جوّ من الترهيب والقمع وانتهاك الحريات المدنية والديمقراطية في دول غربية هامة، بالذات الولايات المتحدة، مما يذكرنا بمرحلة المكارثية (McCarthyism) هناك.
لقد أسقطت حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي الحالية القناع، وتغلغلت فيها عناصر فاشية بشكل غير مسبوق، فظهر وجه النظام الحقيقي للعالم، ما سرّع في انتشار حركة المقاطعة.
* هل لديكم تعاون مع السلطة الفلسطينية ؟
البرغوثي : السلطة الفلسطينية، حسب اتفاقية أوسلو وملحقاتها الأمنية والاقتصادية، صُمّمت لتتحمل بعض أعباء الاحتلال لحين انتهائه. إذاً فهي غير مصممة لتقاوم، بل على العكس، فالسلطة تقمع أشكال المقاومة من خلال ما يسمى بـ "التنسيق الأمني"، وهو أخطر أشكال التطبيع على الإطلاق.
إن المستوى الرسمي الفلسطيني يساهم، برأيي الشخصي، في التغطية من خلال "عملية السلام" الزائفة على تكريس الاستعمار الإسرائيلي لأرضنا والتطهير العرقي لشعبنا وتقويض حقوقنا الوطنية بشكل عام. كما يساهم في تكريس احتلال إسرائيل لعقولنا من خلال تبنيه ونشره خطاب التكيّف مع الاحتلال وعدم معاداته ولا مواجهته في القضايا الجدية حول العالم. وقد لخصت مسؤولة فلسطينية هذه النفسية المهزومة بجملتها الشهيرة، "لا نريد أعداءً لإسرائيل، نريد أصدقاء لفلسطين".
إن الحصانة المنيعة الي تتمتع بها حركة المقاطعة (BDS) أمام محاولات البعض لإضعافها أو مصادرتها أو خفض سقفها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، تنبع من كون اللجنة الوطنية الفلسطينية التي تقود الحركة هي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني، ويضم الطيف الشعبي والنقابي والسياسي ، ما حقق للحركة ما يشبه الإجماع الفلسطيني. إن التمثيل القوي لحركة (فتح) في أطر اللجنة الوطنية أيضاً شكل ضمانة ضد تعدّي حكومة السلطة، المعروفة بميولها القمعية وانتهاكاتها للحقوق الديمقراطة والمدنية.
*ما هو دور السفارات والممثليات الفلسطينية؟
البرغوثي: السفارات والبعثات الدبلوماسية الفلسطينية حول العالم، ورغم بعض الحالات المضيئة حقاً، فهي بالمجمل مزيج من اللا-مبالاة والشلل أو حتى الفساد في بعض الأحيان. كما إن بعضها لعب دوراً في محاولات إضعاف المقاطعة وتقويض النضال من أجل حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقوق شعبنا في أراضي العام 1948.
* ما هي خطواتكم المقبلة لتوسيع دائرة المقاطعة ؟
البرغوثي: بالطبع ستؤثر الهجمة الإسرائيلية الأخيرة علينا، وقد عدّلنا استراتيجياتنا للتصدي لها، ولكن معظم استراتيجيتنا لا تزال مستمرة، انطلاقاً من المبدأ الذي أضاء طريقنا على مدى عشر سنوات، وهو مقولة شاعرنا الراحل محمود درويش "حاصر حصارك". كلما صعّدت إسرائيل حصارها لنا، فعلياً في غزة والضفة أو مجازياً في محاولتها لحصار حركة المقاطعة، فنحن نكثف جهودنا وحملاتنا لزيادة عزلتها وحصار نظامها الاستعماري والعنصري.
"دون كشف تفاصيل خطتنا لمواجهة الحرب القانونية ضدنا، يكفي أن أشبهها بالكيد المرتد (boomerang)، أي قلب السحر على الساحر".
* هل تضم الحركة ناشطين إسرائيليين؟
البرغوثي: نعم: لدينا حلفاء إسرائيليون من القوى المعادية للصهيونية والمتفقة على نداء المقاطعة بأكمله. ورغم قلة عدد مناصري (BDS) من الإسرائيليين، إلا أن تأثيرهم كبير وهام في الحركة العالمية للمقاطعة. نعتز بدورهم كشركاء لنا في مقاومتنا المشتركة للنظام الإسرائيلي الاستعماري.
واستعرض البرغوثي ابرز الانجازات التي حققتها حركة المقاطعة في مختلف المجالات وهي على النحو التالي :
في المجال الأكاديمي والثقافي :
انضمت في أواخر 2015 جامعة برشلونة المركزية للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، فيما أيدت خلال العامين المنصرمين 9 جمعيات أكاديمية في أمريكا الشمالية المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، وكان آخرها جمعية الأنثروبولوجيا الأمريكية التي صوت أكثر من 88% من أعضاء مؤتمرها لصالح المقاطعة.
انضمت اتحادات الطلبة في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وبلجيكا وكندا وجامعات الولايات المتحدة لحركة المقاطعة، فيما تتزايد قرارات اتحادات الطلبة في الولايات المتحدة بسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في جرائم الاحتلال.
خلال العام 2015، صوت 73% من أساتذة وطلبة وعاملي كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن لصالح مقاطعة إسرائيل أكاديميًا. كما صوت 68% من طلبة جامعة (Sussex) بـ "نعم" لمقاطعة إسرائيل.
تبنى أكثر من 1000 فنان وكاتب بريطاني مقاطعة إسرائيل وكذلك فعل قبلهم آلاف الأكاديميين والفنانين في إسبانيا وإيرلندا وجنوب أفريقيا. كما تعهد مؤخرًا مئات الأكاديميين البريطانيين بمقاطعة إسرائيل أكاديمياً والالتزام بنداء المجتمع الفلسطيني للمقاطعة.
أيدت أربعة مهرجانات أفلام كولومبية المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، في حين أصدر أكثر من مائة ناشط أسود ومنظمة تعنى بحقوق السود الأمريكيين نداءً تاريخياً لدعم حركة المقاطعة (BDS) والتأكيد على الروابط المشتركة بين نضال الشعب الفلسطيني ونضالهم من أجل الحرية والعدالة والمساواة.
في المجال الاقتصادي:
أظهر تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) انخفاض حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الإسرائيلي خلال العام 2014 بنسبة 46% مقارنة مع عام 2013. وعزت إحدى معدات التقرير هذا الانخفاض الحاد لنشاط حركة المقاطعة (BDS) ومجزرة غزة، فيما توقعت مؤسسة (راند) الأمريكية الهامة أن تلحق حركة المقاطعة خسارة بالناتج القومي الإسرائيلي بنسبة 1-2 % ، أي بين 28 و56 مليار دولار خلال السنوات العشرالقادمة، إذا استمرت في صعودها.
كما اشار البنك الدولي إلى أن الصادرات الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية انخفضت في الربع الأول من 2015 بنسبة 24%.
بدأت شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية تشكو من "أزمة" حقيقية في المبيعات جرّاء تراجع سمعة إسرائيل في العالم، حيث اظهرت الأرقام مؤخرا انخفاض صادرات الأسلحة الإسرائيلية من 7.5 مليار دولار عام 2012 إلى 5.5 مليار دولار في عام 2014. وتتوقع شركات الأسلحة الإسرائيلية الكبرى أن تنخفض مبيعاتها هذا العام بنسبة 53% لتصل 4 مليار دولار، وذلك بسبب حملات المقاطعة ضدها. على سبيل المثال لا الحصر، نجحت حركة المقاطعة والمجتمع المدني البرازيلي بإنهاء عقد بين حكومة إحدى ولايات البرازيل وشركة الأسلحة الإسرائيلية (إلبيت)، فيما قررت شركة (G4S) وهي أكبر شركة أمنية في العالم، الشروع في الانسحاب من كل مشاريعها الإسرائيلية خلال العامين القادمين، بعد خسارة عقود كبيرة حول العالم تحت ضغط حركة المقاطعة.
بعد خسارة تجاوزت الـ 23 مليار دولار، انسحبت شركة (فيوليا) للبنى التحتية من كل مشاريعها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في 2015 بعد حملة مقاطعة ضدها انطلقت في عام 2008.
في بداية 2016 انسحبت شركة الاتصالات العملاقة (أورانج) من السوق الإسرائيلية بعد حملة مقاطعة قوية قادتها(BDS) مصر وحملة إعلامية واسعة من قبل (BDS) فرنسا. كذلك في 2016، سحبت أكبر شركة إيرلندية لمواد البناء كل استثمارها في شركة الإسمنت الإسرائيلية (نيشر).
كما قرر صندوق الاستثمار التابع للكنيسة الميثودية الموحدة (United Methodist Church)، وهي من أكبر الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة، سحب جميع استثماراته من البنوك الإسرائيلية في بداية 2016، بينما قررت في 2015 كنيسة المسيح الموحدة سحب استثماراتها من الشركات المتورطة في الاحتلال. تلاحقت خسائر شركة (صودا ستريم) الإسرائيلية حتى اضطرت إلى إغلاق مصنعها في مستعمرة (معاليه أدوميم) في الضفة الغربية المحتلة ونقله إلى مصنع جديد في النقب، متوهمة أن ذلك سيجنبها حملة المقاطعة ضدها. ولكن حملة المقاطعة مستمرة ضدها حتى الآن.
قام أحد أكبر صناديق الاستثمارات السيادية في العالم، الصندوق الحكومي النرويجي (810 مليار دولار) بسحب استثماراته من شركتين إسرائيليتين، كما قام ثاني أكبر صندوق تقاعدي في هولندا ( 200 مليار دولار)، بسحب استثماراته من البنوك الإسرائيلية الكبرى لتورطها في الاحتلال.
* حركة المقاطعة (BDS)
هي حركة حقوق إنسان عالمية ذات قيادة ومرجعية فلسطينيتين، وهي تعتمد على الجهود الطوعية والمبدعة للأفراد والمؤسسات المؤيدة لحقوق الإنسان وإعلاء شأن القانون الدولي.
وتضم الحركة اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني يضم كل الطيف السياسي الفلسطيني والأطر النقابية والشعبية، وهي التي تقود حركة المقاطعة العالمية (BDS)، حيث تضع معاييرها وتنسق مع الشركاء والحلفاء حول العالم حملات مقاطعة أو سحب استثمارات عينية. كما إن هناك عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية التي تعمل في نفس الاتجاه بشكل مستقل، ما يرفد عمل حركة المقاطعة.