افراسيانت - أصوات ارتفعت في احتجاجات متفرقة قبل سنوات، نادت بتحسين الخدمات البلدية، وصرف الرواتب المتأخرة، فضلاً عن العديد من الأصوات العراقية التي رفعت شعار المظلومية.. هكذا بدأت المشاهد اليومية في ساحات الاعتصامات في الأنبار قبل أن تخترق فيما بعد من قبل خلايا داعش.
إلا أن هذا السيناريو المرعب قد يتكرر في العاصمة العراقية بغداد هذه المرة. فمشاهد المطالبات بتحسين الأداء الحكومي مع قرب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، تضاف إليها الخروقات الأمنية في كركوك وحديث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن وجوب توحيد الصف الوطني لمنع الانهيار العسكري، وتفادي عودة داعش، يجعل المواطن العراقي يعيش في ريبة، متسائلاً عما إذا كانت القوات العسكرية جاهزة لمواجهة الإرهاب من عدمه.
من سيتحمل الانهيار العسكري القادم؟
فحديث مسؤول عراقي كبير، كقائد العام للقوات المسلحة عن احتمالية انهيار القوة العسكرية العراقية كما حدث في عام 2014، يطرح استفهامات عديدة حول ما إذا كان كلام العبادي رسالة موجهة لأشخاص معينين، لا سيما في ظل الظروف الأمنية الحرجة التي تمر بها كركوك من اعتداءات متفرقة على القوات الأمنية، أبرزها حادثة خطف وقتل جنود الشرطة الاتحادية قبل أيام، ما ينذر بنذير شؤم، خاصة أنه لم تمر سوى أشهر على تحقيق النصر العراقي بالتخلص من عصابات داعش.
وفي هذا السياق، تحدث رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية الدكتور عدنان السراج عن الظروف الأمنية المقلقة والتظاهرات الأخيرة في مناطق مختلفة من بغداد، قائلاً: "حديث رئيس الوزراء مع وجهاء أهالي منطقة المعامل في العاصمة بغداد الذين تذمروا من استمرار سوء الخدمات المتراكمة، رغم حقهم بالتظاهرات، إلا أن توقيت تناغم مع التوجهات والطموحات الإعلامية لقوى الشر التي تسعى للصيد بالماء العكر، بحسب وصفه.
وأوضح قائلاً: إن تحذير رئيس الوزراء من موضوع انهيار القوة العسكرية العراقية جاء تذكيراً بما حدث في عام 2014 عندما تزامنت التظاهرات مع دخول داعش".
وأضاف: "حديث العبادي كان موجهاً إلى الوسائل الإعلامية التي تتعمد تضخيم الأعمال الإجرامية لداعش، منها قضية خطف جنود الشرطة الاتحادية في كركوك وما تلاها من أحداث"، كما حصل عام 2014، معتبراً "أن الإشاعات كان لها تأثير نفسي مباشر على معنويات الجيش العراقي وسائر القوى الأمنية العراقية، التي انسحبت من دون قتال"
وتابع: "إن بعض الكتل السياسية وعن طريق منصاتها الإعلامية تقوم بهندسة الإشاعات، لذا على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل أي خبر والتأكد من المصدر قبل نشره".
تطهير المناطق المحررة وحماية الحدود
يذكر أن الأسبوع الماضي في العراق كان ملتهباً بأحداث أمنية وسياسية استدعت توضيحاً من رئيس السلطة التنفيذية حولها.
ففي المؤتمر الصحافي الأسبوعي، الثلاثاء، قال العبادي: "نتابع وبدقة الأوضاع الأمنية في المناطق التي تم تحريرها، ومستمرون بعمليات التطهير على قدم وساق، كما مستمرون بحماية حدودنا مع حفظ السيادة الوطنية، لأن هناك عناصر إرهابية مازالت تسيطر على الأراضي السورية الحدودية معنا".
وأشار العبادي إلى بعض وسائل الإعلام التي تعطي مساحة كبيرة لداعش في إعلامها. وقال: "بعض وسائل الإعلام تقدم خدمة مجانية للإرهاب بنشرها أخباراً كاذبة ودعاية لداعش والترويج لعمليات لم يقم بها."
أما في ما يتعلق بالانتخابات، فدعا العبادي مفوضية الانتخابات للإسراع في إجراءاتها كي لا تتعرض العملية الانتخابية إلى الخطر. وقال: "على المفوضية إيصال بطاقة الناخب لمنع سوء استخدامها، مشيراً إلى أن الحكومة مستعدة لإيجاد آلية بالتعاون مع مفوضية الانتخابات لإيصال البطاقة إلى الناخبين".
وختم حديثه قائلاً:" لمن يريد الإبقاء على النزاعات القومية والاثنية من أجل ضمان الأصوات الانتخابية من الآن، نقول: إن المواطنين لن يعطوا أصواتهم لمن يميز الناس على أساس طائفي أو قومي، لأن الناس تريد السلام والأمن، وما حققناه من أمن لم يتحقق إلا بالتعاون و بوحدة العراقيين."