افراسيانت - رام الله - "القدس" دوت كوم - يرى محللون ان التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية ربما تقود الى نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية وجزيرة غوام الامريكية التي هددت كوريا الشمالية بتوجيه ضربات صاروخية لها.
وأشار بعض المحللين الى ان التهديدات وصلت الى نقطة لا يمكن لأي من الطرفين التراجع عنها، حيث يحاول كل طرف تأكيد سيطرته النووية.
وقال الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات، في حديث لـ"القدس" دوت كوم، ان التهديدات من الطرفين بلغت القمة ومن الصعب تراجع أيا من الطرفين، خاصة وأن التهديدات هذه المرة اختلفت كثيرا عما كان يدور بين البلدين خلال السنوات الماضية.
واشار عريقات الى ان "هناك نماذج حصلت على ارض الواقع كان يقودها ترامب، منها القاء قنبلة على افغانستان من طراز جي.بي.يو-43 المعروفة باسم /أم القنابل/ خلال نيسان الماضي، فضلا عن اطلاق مجموعة من صواريخ /توما هوك/، على مطار الشعيرات في سوريا، وهي نماذج تم تطبيقها من قبل الرئيس الامريكي ترامب، وتؤشر على أنه ربما يرتكب /حماقة/ من هذا النوع ويوجه ضربة لكوريا الشمالية" مشيرا أن سوابق الاحداث التي أقدم ترامب على تنفيذها ربما تصعد من اتخاذ أي قرار عسكري في كوريا الشمالية.
ويرى عريقات ان القانون يسمح للرئيس الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية لأي هدف كان، دون الرجوع الى الكونجرس، كما أنه يسعى في الوقت ذاته لاظهار الترسانة النووية للولايات المتحدة، وأظهارها في المرتبة الأولى في العالم، موضحا ان كوريا الشمالية لديها هي الاخرى صواريخ بالستية قادرة على الوصول للعديد من المدن الأمريكية وان كوريا لديها بنك من الأهداف الامريكية وقادرة على الحاق الاضرار بها.
وبين عريقات "ان وجود روسيا والصين في الطريق ربما يعد عائقا في تنفيذ أي قرار وليس مانعا له".
من جانبه، قال اللواء يوسف الشرقاوي المحلل العسكري والسياسي، في حديث لـ "القدس"دوت كوم ان "الولايات المتحدة الامريكية لن تتوانى في توجيه أي ضربة عسكرية لمن تسميهم /محور الشر/، لكن ما يدور حاليا من تراشقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والحديث الأمريكي المتواصل عن توجيه ضربة لها يبدو غير صحيح، فالولايات المتحدة لن توجه ضربة عسكرية لكوريا الشمالية لأن الأخيرة تشكل رأس حربة ولديها امتدادات وتحالفات دولية تتمثل في الصين وروسيا بالدرجة الأولى.
وأضاف الشرقاوي" ان الموقف الصيني سيشكل سدا منيعا في وجه القرار الأمريكي في ضرب كوريا الشمالية، وستكون الصين بمثابة خط الدفاع الأول امام تنفيذ أي خطوة عسكرية ضد كوريا الشمالية مشيرا الى ان "الرئيس الامريكي سيحاول البحث عن مخرج آخر للخروج من هذه الحالة، وربما تكون الضربة العسكرية في مكان آخر، من أجل اعادة انتاج الانتصارات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية".
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" ، أن الرئيس الصيني "شي جين بينج "دعا نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى التحلي بضبط النفس .
وقالت الوكالة أن الرئيس الصيني دعا، خلال اتصال هاتفي مع ترامب الأطراف المعنية إلى "تجنب التصريحات والأفعال التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية".
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني اتفقا خلال الاتصال الهاتفي، على أنه "يجب على كوريا الشمالية أن توقف سلوكها الاستفزازي والتصعيدي".
وأضاف البيت البيض في بيان له أن الرئيسين أكدا أن العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بيونج يانج كانت "خطوة مهمة وضرورية"، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.