افراسيانت - القدس - "القدس" دوت كوم - محمد ابو خضير - كشفت مصادر مطلعة لـ "القدس" ، ان جاريد كوشنير صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيقوم بجولة في المنطقة تشمل قطر وابوظبي والقاهرة قبل رام الله وتل أبيب نهاية الشهر الجاري .
واضافت المصادر الكبيرة لـ "القدس" ، ان المبعوث الاميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات سينضم الى كوشنير في القاهرة أو تل أبيب ، حيث اختار المصرية دينا حبيب بول لترافقه في هذه الجولة لخبرتها الاقتصادية والسياسية واتقانها اللغة العربية بعد ضمها الى طاقم كوشنير .
فيما استبعدت المصادر ، ان يسمح الجانبان الاميركي والإسرائيلي للاوروبيين بلعب دور فيما يجري من تحضيرات لانطلاق مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، مستدركاً ان الدور الاوروبي مكمل ومشابه للدور الذي لعبته اوروبا خلال ال٢٠ عاماً الماضية بعد التوقيع على اتفاق اوسلو .
ووفق المصادر فان الاجابات والمقترحات التي يحملها الوفد الاميركي ذات طبيعة عامة ولا يوجد ما هو مخطط او ما يقدم للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذه الجولة، بل سيتم التشاور ودراسة في اي اتجاه سيتم البدء في التحرك مع الطرفين بغية العودة الى طاولة المفاوضات والشروع ببناء الثقة والتدابير الرامية لإحداث تقدم في كافة القضايا المطروحة.
وبناء على تقديرات المصادر ، فإن " الوفد الاميركي مازال يتلمس الطريق وله رؤية وانطلاقات غير معتاد عليها من قبل الجانبين وخاصة الجانب الفلسطيني الذي هو في امس الحاجة الى تحرك سريع ينزع فتيل الازمة التي تعيشها الاراضي الفلسطينية جراء انسداد الافق في عملية سلام نعتها اطراف عدة بسبب الإجراءات الإسرائيلية واستمرار الاستيطان والاقتحامات والاعتقالات التي لا تتوقف .
وقالت المصادر ان نتنياهو في هذه المرحلة غير معني بتحرك سريع بل يفضل إجراءات بناء ثقة ومشاريع تساعد في خلق أجواء تؤسس لمرحلة جديدة مع طاقم السلام الأميركي الذي في غالبية اعضائه من اليهود يتفق معه على مجمل الخطوات التي تبدأ بالقضايا الاقتصادية وتؤسس لمرحلة خالية من "التحريض "ومشجعة للطرفين لتقديم تنازلات متبادلة بدعم ومساندة إقليمية ومشاركة اطراف عربية .
واضافت المصادر ان هناك رؤية غير مبلورة للتحرك المقبل نظراً لما يدور في المنطقة من ترتيبات واستعدادات لما بعد ما يسمى ب"الحرب على الارهاب ".
ولفتت المصادر الى تأثير السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان على دوائر مهمة في البيت الابيض والكونجرس بالتنسيق مع المبعوثين الخاصين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات وتنسيقهما المتواصل وشبه الاسبوعي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رحب بعد اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي امس ، بالزيارة التي سيقوم بها المسؤولون الاميركيون للدفع بمبادرة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو قد قال لوزرائه في مستهل الجلسة الأسبوعية للمجلس الوزاري امس ، إن “ترامب سيرسل قريبا مستشاره الكبير وصهره جاريد كوشنير والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات لمحادثات في المنطقة، في محاولة لإحياء العملية الدبلوماسية”. وسينضم إلى الإثنين نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الإستراتيجية دينا باول .
وقال وفقا لبيان :“نحن بالطبع نرحب بهم كما هو الحال دائما”. وسيلتقي كوشنير وغرينبلات وباول ، بقادة من السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ، مضيفاً انه تم اتخاذ القرار بإرسال الوفد بعد مشاورات مع مجموعة من كبار مستشاري الرئيس، من ضمنهم رئيس كبير موظفي البيت الأبيض المعين حديثا جون كيلي، ومستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكاماستر، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.
وطلب ترامب من الوفد التركيز على المحادثات في هذه المرحلة ، حول عدد من المواضيع العريضة، بما في ذلك البحث عن “طريق لمحادثات سلام إسرائيلية - فلسطينية جوهرية، ومحاربة التطرف والتعامل مع الوضع في غزة، بما في ذلك كيفية تخفيف الأزمة الإنسانية هناك”، وكُلف الوفد أيضا بمناقشة “تعزيز علاقاتنا مع شركائنا الإقليميين والخطوات الإقتصادية التي يمكن اتخاذها الآن وبعد التوقيع على اتفاقية سلام لضمان الأمن والإستقرار والازدهار للمنطقة” حسب نتنياهو .
الى ذلك ، رحب نبيل أبو ردينة، بزيارة الوفد وقال :“ إننا ملتزمون بالسلام بالإستناد على حل الدولتين”، وأضاف: “ أبلغنا الإدارة الأميركية بأننا على استعداد للسلام على هذا الأساس. ونحن الآن في انتظار الوفد الأميركي للعمل معا من أجل السلام”.
واستبعدت المصادر أن يحدث الوفد الاميركي في المدى المنظور ، اختراقا في حكومة اليمين والاستيطان الإسرائيلية وقالت :" لتكون المفاوضات مدخلاً لإنجاز ما يسمى بصفقة القرن لابد ان تكون هناك جهة محايدة ترعى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية ، وتكون هناك محددات واسس تقوم عليها المفاوضات ومرجعية وجدول زمني لانهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية .
وشككت المصادر بقدرة واهداف الموفدين عن الرئيس الاميركي وقالت :"الحديث عن حل إقليمي وصفقة القرن واستدراج دول عربية كلها شعارات نتنياهو وليبرمان التطبيع مع الدول العربية تحت عنوان مواجهة أخطار الارهاب وخطر داعش والنفوذ الإيراني " .
وختم المصدر الكبير حديثة ل" القدس " بالقول : " ان الإدارة الاميركية تتعامل مع القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى كعنصر ثانوي من عناصر الصفقة الرئيسة وهي التطبيع العربي - الإسرائيلي ، مؤكداً ان هذا التعامل دليل على جهل وعدم قراءة الواقع بشكل دقيق ، فمصر والاردن وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل ولكن لم يتم تطبيع العلاقات ولم يقبل الشارع الاردني والمصري اي شكل من اشكال العلاقات مع إسرائيل والإسرائيليين وهو ما سيبقى طالما لم ينته الاحتلال الإسرائيلي ولم يتم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ".