افراسيانت - اعترف السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، بأن بلاده لا تملك نفوذا على الأطراف اليمنية لفرض وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بينها، وسط انتقادات لدور واشنطن في هذا الصراع.
وأضاف السفير في مقابلة مع راديو Public Radio International (PRI): "الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتطبيق وقف لإطلاق النار... نحن ببساطة لا نملك قوة على الجماعات التي تتقاتل على الأرض. هذه حرب أهلية. اليمنيون يتقاتلون فيما بينهم، وإلى حين حصولنا على بعض الآليات لإجبار اليمنيين على التراجع وتقديم التنازلات السياسية، فإن الصراع سيتواصل".
وأشار تولر إلى أن ما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية في اليمن "هو التباحث مع جميع مكونات المجتمع اليمني في المنفى، ونحن نضع وسائل فريدة ومبتكرة من أجل البقاء على اتصال مع حلفاء … داخل اليمن. ومن ثم، بطبيعة الحال، نحن أيضا نتباحث بانتظام مع حكومات التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات".
يذكر أنه بعد اندلاع الحرب الأخيرة في اليمن عام 2014، اتخذت السفارة الأمريكية في اليمن من مدينة جدة السعودية مقرا لها.
وقال تولر: "طبعا نحن شريك أساسي للسعودية في مجال الأمن ونزودها بالسلاح"، لكنه سرعان ما أضاف أن "الصراع في أساسه هو بين اليمنيين، وليست السعودية طرفا فيه... إن السعوديين تدخلوا نيابة عن هؤلاء اليمنيين الذين يشعرون بأنهم في وضع عسكري أضعف ويريدون أن يستأنفوا الانتقال السلمي".
واعتبر أن الحل السياسي في اليمن يجب أن تشارك فيه كل الأطراف وعلى جميعها تقديم بعض التنازلات.
قلة القوة وقلة الإرادة؟
وقال تولر إنه يمارس العمل الدبلوماسي في اليمن على الرغم من صعوبته، وبشكل خاص في ظل الظروف الحالية، "لأننا نرى أن المصالح الأمريكية مهمة جدا، وأنه إذا لم نشارك، فمن المؤكد أن الصراع سيصبح أسوأ".
وتابع: "في نهاية المطاف سوف تصبح مصالحنا أكثر عرضة للخطر في هذه المنطقة، إذا لم نكن جزءا من الحل الذي سيؤدي إلى استقرار اليمن وبقائه موحدا".
لكن كثيرين يرون أن واشنطن لا تبذل كل ما بوسعها لتقريب الحل في اليمن أولا، وأنها ليست وسيطا نزيها في تسوية الأزمة اليمنية ثانيا.
وتعتبر كاثرين زيمرمان الباحثة في American Enterprise Institute في واشنطن، أن الولايات المتحدة "اختارت ألا يكون لها تأثير على الأطراف المتحاربة في اليمن، لأنها تقيد نفسها فيما يخص اختيار المتحاورين وطريقة التعامل معهم".
وأوضحت الباحثة، "أن سفارتنا في اليمن ينقصها كادر لإقامة الاتصالات مع جميع الأطراف اليمنية وإدراك جوهر مطالبهم". وحتى تواجد السفارة على الأراضي السعودية يوحي بأن واشنطن تتحالف مع طرف ضد طرف آخر في الصراع اليمني، وذلك فضلا عن توريدات السلاح الأمريكي للرياض التي يرى الكثيرون أنها تغذي نيران الحرب الدائرة في اليمن.
واعتبرت زيمرمان أن واشنطن تفتقر النهج المستقل في اليمن، وتسير بإيقاع موحد مع العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ومع السعودية.
ولفتت الباحثة إلى أهمية استدارة الولايات المتحدة نحو التعامل بشكل أوثق مع مزيد من الأطراف اليمنية، ومع قطاعات خارج النخبة القائمة في واجهة الحياة السياسية في البلاد: "هناك ملايين من الناس خارج العاصمة لهم مصالح ومطالب، وهذا هو سبب وجود نزعات معارضة قوية عبر البلاد".
وأضافت: "إن الجهود من أجل إعادة تأهيل الحكومة المركزية، وهو ما تركز عليه السفارة على ما يبدو، لا تكفي. حتى وإن تسنى حل الخلافات السياسية، فإن هذا لن يوقف الحرب، لأن هناك صراعات تجري على مستوى المحافظات من أجل مطالب محلية، وليس في الأفق عملية سياسية تعالج هذه المطالب والتطلعات المحلية".
المصدر: www.pri.org