افراسيانت - فيما تعاني الإنسانية اليوم أكثر من أي وقت مضى هاجس حرب عالمية ثالثة، فهناك احتمالات لأن تبدأ هذه الحرب في مكان ما، مثل بحر البلطيق أو بحر الصين الجنوبي والخليج العربي أو سوريا.
حيث تخوض واشنطن وخصومها "مباريات" يومية بالمقاتلات والقوات البحرية.
وبعيدا عن تعزيز الأمن الأمريكي، فإن نشر القوات المسلحة في تلك المناطق الساخنة وغيرها في جميع أنحاء العالم يمكن أن يضع بقاء الولايات أمام خطر محدق من خلال حث القوى العسكرية الأخرى، حسبما أفاد موقع ناشيونال إنترست الأمريكي.
وأضاف الموقع ذاته أن نشر القوات والتدريبات والعمل الاستخباراتي قد يؤدي إلى استفزاز غير ضروري يصعد الموقف إلى صراعات لا يمكن السيطرة عليها.
الدب الروسي
المثال الأكثر وضوحا، هو روسيا، التي ما فتئ كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يذكرون بأنها تشكل تهديدا وجوديا على الولايات المتحدة بحكم ترسانتها النووية الضخمة.
وبحسب الجنرال الأمريكي جيف هاريغيان، فإن خطر الحرب مع روسيا سيتصاعد، في صورة ما، إذا حاولت الولايات المتحدة فرض حظر للطيران في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين أمريكيين أكدوا الأسبوع الماضي أن مقاتلة روسية اقتربت إلى مسافة خطيرة من طائرة حربية أمريكية فوق شرق سوريا، في حادث يسلط الضوء على الخطر الكبير بوقوع حوادث في مجال جوي يزداد ازدحاما.
وكاد الاصطدام يقع، في 17 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع أكبر حجما بمناورات قرب طائرة حربية أمريكية، واقتربت منها مسافة أقل من 800م، بحسب الجنرال هاريغيان.
وفي سبتمبر، حلقت مقاتلة روسية على مسافة 10 أقدام من طائرة تجسس تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأسود. وقبل ستة أشهر، وردا على زيادة في مناورات الناتو، قامت الطائرات الروسية بالتحليق بالقرب من مدمرة أمريكية تجري تدريبات مع بولندا في بحر البلطيق.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أعلن أن الولايات المتحدة كان لها كامل الحق في إسقاط الطائرة، فيما أكدت موسكو على أن هذه المناورات كانت تجري بالقرب من قاعدة أسطول بحر البلطيق، مشددة على أن الطائرات الروسية كانت تمارس حقها في الطيران.
وقبل بضعة أيام، اعترضت طائرة روسية طائرة استطلاع أمريكية، في المنطقة نفسها.وقد وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية مناورات الطيار الروسي بالـ"العدوانية" و"غير المهنية"، مضيفا أن ذلك يمكن أن يصعد التوتر بين البلدين. فيما قال المتحدث باسم الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي ردت بحذر على هدف مجهول يقترب بسرعة من الحدود الروسية.
"السخط" بشأن إيران
وفي منطقة الخليج، سجلت البحرية الأمريكية 19 مواجهة خطيرة مع السفن الإيرانية، خلال النصف الأول عام 2016، والتي لم تتجاوز 10 مواجهات في نفس الفترة من العام 2015، علما بأن مواجهة أخرى وقعت، في شهري يوليو/تموز وآب/أغسطس.
وأكثر الحوادث شهرة، وقعت، في يناير/كانون الثاني، عندما اعتقلت البحرية العسكرية الإيرانية 10 بحارة من الولايات المتحدة ليوم واحد بعد أن ضلوا طريقهم إلى المياه الإيرانية.
أما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي كانت تتفاوض بشأن اتفاق نووي مع إيران حينها، فاختارت عدم تضخيم الحادث.
وعلى الرغم من أن إيران ليست قوة نووية، فإن ثمة خطرا إقليميا لو دخلت الحرب بصواريخ بالستية قادرة على الوصول إلى إسرائيل وحقول النفط السعودية، والألغام التي يمكن أن تجعل من مياه الخليج غير سالكة تقريبا.
لعبة "الدجاج" مع الصين
تدخل القوات الجوية والبحرية الأمريكية أيضا في مواجهات خطيرة، كل بضعة أشهر، مع الصين، الدولة النووية والأكثر كثافة من حيث القوة العسكرية التقليدية في العالم.
في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، احتجت وزارة الدفاع الصينية على عدم "قانونية" وعلى استفزازات دورية من قبل مدمرة الصواريخ الموجهة "يو إس إس ديكاتور"، التي كانت تبحر بالقرب من جزر باراسيل في بحر الصين الجنوبي.
وتعهدت الصين بزيادة الدوريات الجوية والبحرية، المخصصة للدفاع، بحزم عن السيادة والأمن القومي.
وفي هذا الصيف، وفي غضون أقل من شهر، اعترضت المقاتلات الصينية مرتين طائرات تجسس RC-135 تابعة للقوات الجوية الأمريكية وأجبرتها على الخروج من الساحل الصيني. وقد انتقد البنتاغون التدخل الصيني، ووصفه بالخطير و"غير الآمن"، فيما أفادت وزارة الدفاع الصينية بأن إصرار الولايات المتحدة على القيام بأنشطة استطلاع ضد الصين يقوض بشدة الأمن البحري في الصين.
وهكذا، فها هي ثلاث بؤر تشهد مواجهات ساخنة، القاسم المشترك بينها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وأحداث، فمع التقاء "الإرادة" والسلاح يمكن أن تقرع طبول حرب عالمية ثالثة، إن اندلعت فستكون نتائجها وخيمة على البشرية.
المصدر: موقع ناشيونال إنتريست الأمريكي