افراسيانت - رام الله - "القدس" دوت كوم - ترجمة خاصة - أفردت وسائل الإعلام العبرية امس الثلاثاء مساحات كبيرة من صفحاتها الأولى للحديث عن عملية بيت إيل التي نفذها الشاب محمد تركمان أحد أفراد الأمن الفلسطيني مساء أمس الاثنين، وأدت إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين، وصفت اصابة أحدهم بانها متوسطة.
وركزت وسائل الإعلام العبرية في تقاريرها وتحليلاتها حول العملية على هوية المنفذ، باعتباره رجل أمن وناشطا في حركة فتح، كما وركزت على متابعة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لدوافع هذه العملية، وتأثيراتها في ظل ما شهدته مؤخرا بعض المخيمات من مواجهات بين نشطاء فتح فيها وأجهزة الأمن.
واشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أن عملية "بيت إيل" هي الثالثة التي ينفذها رجل أمن فلسطيني، بعد نجاح ضابط المخابرات مازن عربية في الحادي والثلاثين من شهر كانون أول 2015 بتنفيذ عملية إطلاق نار على حاجز حزما أدت إلى إصابة جندي، ونجاح رجل الأمن أمجد السكري بتنفيذ عملية إطلاق نار في الـ 31 كانون ثاني 2016 على حاجز بيت إيل أيضا، أصيب فيها ثلاثة جنود بجروح.
وبحسب الصحيفة فإن عناصر الأمن الثلاثة نفذوا هجماتهم باستخدام أسلحة تعود للسلطة الفلسطينية، مشيرةً إلى حادثة وقعت في بداية العام الجاري، حيث قام اثنان من عناصر الامن الفلسطيني بإطلاق النار باتجاه قوة عسكرية قرب بلدة سلواد.
وأشارت الصحيفة إلى مشاركة ضابط فلسطيني في إعداد عبوة ناسفة استهدفت حافلة في "بات يام" أدت لإصابة مستوطن في نهاية عام 2015، بالإضافة للعملية التي قتل فيها مستوطن بإطلاق النار على سيارته قرب مستوطنة "دوليف" شارك فيها عناصر من حركة فتح بينهم ضابط أمن من سكان قلنديا.
وتقول الصحيفة أنه وبالرغم من أن تلك العمليات فردية، إلا أن "هناك مخاوف حقيقية لدى أجهزة الأمن (الاسرائيلية) من انخراط عناصر الأمن الفلسطيني ونشطاء حركة فتح في تلك العمليات ما سيشكل في حينها نقطة تحول خطيرة".
واعتبر المحلل العسكري لموقع "واللا" أمير بوحبوط في عدة تقارير نشرت له اليوم الثلاثاء، أن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تنظر بعين الخطورة والقلق إزاء العملية الأخيرة في ظل معطيات بإمكانية تنفيذ عناصر أمن فلسطينيين عمليات مماثلة، ما يعتبر "تجاوزا من قبل الفلسطينيين للخطوط المعروفة"
وأشار بوحبوط إلى أن هذه العملية ستشكل إحراجا للسلطة، خاصةً في ظل مطالبها بتزويدها بكميات أخرى من الأسلحة.
وقال ضابط عسكري إسرائيلي لموقع "واللا" أن استخدام الأسلحة في الهجمات الفلسطينية ازداد مؤخرا، الأمر الذي دفع رئيس الأركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت لإصدار توجيهات "بتشديد قبضة الأمن على ضبط الأسلحة والورش التي تعمل على تصنيعها".
وقال الضابط بأن العمليات التي وقعت منذ عيد الأضحى الأخير تستهدف جنود الجيش الاسرائيلي وليس المستوطنين، مشيرا إلى أن العمليات الثلاثة التي وقعت في الأيام الماضية جميعها استهدفت جنودًا.
وبينما اعتبر بوحبوط أن المشاحنات التي تشهدها المخيمات الفلسطينية بين نشطاء فتح وأجهزة الأمن "تثير القلق لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن تؤثر سلبا وتزيد عدد الهجمات (ضد اهداف اسرائيلية)".
وحذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن الضفة الغربية شتشهد في الفترة المقبلة تقلبات قد تؤدي إلى زيادة مستوى الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي.
وترى أن "الخلافات داخل فتح وكذلك تقليصات الأونروا وإمكانية وقف الدعم المالي للسلطة في ظل خلافات بعض الدول العربية مع الرئيس محمود عباس ستزيد من واقع الأزمات الداخلية الفلسطينية التي ستؤثر بشكل مباشر على إسرائيل".