ويخذلون غزة مرة أخرى!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - عطية الجبارين - يتعرض قطاع غزة لحملة همجية وعسكرية شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبصورة ترسل عنوانا واضحا لهذه الهجمة أن هذه الهجمة تهدف لتدمير قطاع غزة كليا وتفريغه من سكانه.


تم منع دخول كل أنواع المعونات والمساعدات الإنسانية، فالقطاع يخضع لحصار كامل قطعت فيه المياه والوقود والإمدادات الغذائية والطبية ليدلل على أن ما يجري ضد غزة ليست حربا بالصورة التقليدية بل إجراما يهدف للتدمير الكلي لكل هذا القطاع الصامد.


وحشية هذا العدوان


فهذه الهجمة تطول كل شيء من بشر وشجر وحجر، ووحشيتها حلت على البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات وكل شيء.


فالجرائم التي شهدتها وتشهدها غزة تخطت كل الآفاق وتجاوزت قدرة العقل على الاستيعاب، فالأشلاء تتناثر في كل حي وزاوية والدماء تسيل في الشوارع والطرقات ورائحة الموت تفوح من كل بيت وناحية ومناظر الشهداء والجرحى تقشعر منها الأبدان.


حتى إجرام هذه الهجمة "الحرب" تجاوز القتل بمنع دخول كل أنواع المعونات والمساعدات الإنسانية، فالقطاع يخضع لحصار كامل قطعت فيه المياه والوقود والإمدادات الغذائية والطبية ليدلل على أن ما يجري ضد غزة ليست حربا بالصورة التقليدية بل إجراما يهدف للتدمير الكلي لكل هذا القطاع الصامد، والتعامل مع هذه البقعة المضطهدة بهذه الصورة تهدف لشيطنة أهل القطاع وخاصة المقاومة لإخراجهم من تعريف الإنسانية ليسهل الخلاص منهم بهذه الأساليب وليصبح العالم كله يقبل بما يحل عليهم من بشاعة هذا العدوان.


إن هذا الاحتلال بأساليب عدوانه الكثيرة والمتوحشة يسقط مع كل قذيفة يسقطها على رؤوس الأطفال والنساء والعزل تلك القيم الزائفة التي يدعيها، وتسقط معها كل القيم التي يتبجح بها الغرب كذبا وهو يرى هذه الوحشية دون أن يحرك ساكنا، بل هو يدعم ويساند هذا الاحتلال ويشرعن جرائمه مهما بلغت ذروتها ووحشيتها ويوفر لهذا الكيان الغطاء الشرعي مهما كان حجم جرائمه وفظاعتها.


حالة الخذلان التي يتعرض لها قطاع غزة كبيرة جدا وهي بكلام واضح تخلي الجميع عن غزة في معركة حرقها وإبادتها، فيا ترى ما يثير الحمية في قلوب ونفوس أبناء الأمة وقواها الحية لتتجاوز حالة الخذلان هذه وتتحرك الحركة المطلوبة لتخليص غزة.


خذلان كبير لغزة وأهلها


وفي الصورة المقابلة نجد حالة الخذلان الكبيرة التي يتعرض لها قطاع غزة وأهله فبعيدا عن المواقف المعتادة لدول الغرب والتي تصطف مع دولة الاحتلال قلبا وقالبا في كل حدث، وبعيدا عن كل الأنظمة والدول العربية والإسلامية التي تسير في فلك وسياسة الغرب علنا وتحمل راية ولواء التطبيع العلني مع هذا الاحتلال وجدنا خذلانا كبيرا لغزة وأهلها من أولئك الذين يدعون صداقة غزة وإنهم مصطفون في محورها لتكشف هذه الحرب كذب وادعاء الوقوف مع غزة، وإن كان الجميع يخذل غزة بصورة أو أخرى. كما يصطف في صف المتخاذلون كذلك الذين يعملون بخبث على حصر ما يحصل في غزة ضمن زاوية المساعدات الإنسانية وبالتالي حرف البوصلة من أرض تحرق وشعب يباد إلى قضية طعام وشراب.


إن حالة الخذلان التي يتعرض لها قطاع غزة كبيرة جدا وهي بكلام واضح تخلي الجميع عن غزة في معركة حرقها وإبادتها، فيا ترى ما يثير الحمية في قلوب ونفوس أبناء الأمة وقواها الحية لتتجاوز حالة الخذلان هذه وتتحرك الحركة المطلوبة لتخليص غزة وسائر أرض فلسطين من هذا الاحتلال الغاشم؟!، وهل ستبقى مكامن المروءة وشيم الرجل تغيب من بلادنا؟


أليست مواقف الخذلان هذه تفت في عضد أهل غزة وتكون مساعدة للاحتلال على حسم معركة الإبادة ضدهم؟ إن الذين خذلوا غزة لولا الحرج لأعلنوا حملة تبرعات بأكفان الموتى لشهداء غزة!


إن أهل غزة بعد هذا العدوان سيدركون أن أولئك الذين كانوا يتحدثون عن الأخوة معهم وأنهم السند لهم في وقت المحن والشدائد لم يكونوا إلا بائعي شعارات وأوهام فهم تخلوا عنهم في أشد أوقات الحاجة لهم.


الأجيال ستلعن كل الذين خذلوا غزة


إن ما يحل على غزة هذه الأيام ستبقي لعنة الشهداء والجرحى على كل المتآمرين وكل المتخاذلين أبد الدهر وستبقى أجيال الأمة المتعاقبة وعلى مر التاريخ تلعنهم، وستكتب صفحات التاريخ أن هؤلاء لطخوا جبين الأمة بالعار والخزي وفي الآخرة ستجتمع عند الله الخصوم.


أهل غزة سيدركون بعد هذا العدوان حقيقة الذين أدعوا أنهم في صفهم!


إن أهل غزة بعد هذا العدوان سيدركون أن أولئك الذين كانوا يتحدثون عن الأخوة معهم وأنهم السند لهم في وقت المحن والشدائد لم يكونوا إلا بائعي شعارات وأوهام فهم تخلوا عنهم في أشد أوقات الحاجة لهم ليؤكد هؤلاء بمواقفهم هذه أنهم كانوا باريعي التمثيل. فكيف لمثل هؤلاء الخاذلون أن تحدق عيونهم في وجوه أطفال ونساء غزة وهم خذلوهم؟! وكيف لهم غدا أن يتحدثوا عن العون والحماية والإغاثة بعد أن كانت معركة "طوفان الأقصى" لهم فاضحة كاشفة؟


إن الجميع قد تركوا غزة وحيدة ولقمة سهلة لهذا العدو الذي تغدق عليه كل قوى العالم المساعدات العسكرية والمالية واللوجستية وتركوها فريسة سهلة لآلة دماره ووحشتيه، تركوها ولكنهم يذرفون دموع التماسيح كذبا ويتوعدون "لمجيء الوقت المناسب للرد"! فلذلك كان موقف جميع الأطراف من حرب غزة هذه دليل كسطوع الشمس على خذلان الجميع لغزة.


تخليص غزة مسؤولية الأمة


تبقى الحقيقية الدامغة والمطلقة أن قضية تخليص غزة مما هي فيه مسؤولية الأمة بأكملها وخاصة أهل القوة فيها فوجب على الجميع التحرك بالعمل الفعلي والجاد من أجل تحرير وتخليص غزة وسائر أرض فلسطين من الاحتلال وشروره هذه أو سنبقى نعد الشهداء والجرحى ونبكي دما.

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology