أمريكا تغذى الحرب بغزة وتواصل الخداع لما بعد غزة !!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - حذر مستشار سابق بوزارة الدفاع الأمريكية ، عمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، من التداعيات الإقليمية والدولية للحرب التي تقودها إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة، والتي خلفت علي مدار أكثر من شهر ما يقرب من 12 ألف شهيد حتي الآن.


وفي تغريده علي حسابه بموقع X ، قال العقيد دوجلاس ماكجريجور إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يملك "خطط واضحة" ، ويجر بممارساته الولايات المتحدة إلى حرب محتملة.


وأضاف ماكجريجور: " لا يوجد فهم حقيقي للمخاطر التي تجد إسرائيل نفسها فيها.. لقد شرعت إسرائيل نظرياً في محاولة  تدمير حماس، وهم يواجهون الآن عالماً إسلامياً موحداً على نحو متزايد، فاللمرة الأولي يتحد الشيعة والسنة، وبدلاً من احتواء الأمر يقوم رئيس الولايات المتحدة بتصعيد هذا الأمر"


وفي تغريدة أخرى أشار مستشار ترامب السابق إلى أن أمريكا لديها دور في تغذية الحرب في غزة وكتب: " الأنظار موجهة إلى إسرائيل في واشنطن بفضل توزيع الثروة، وقد وقع عدد كبير من الأشخاص في مجلسي الشيوخ والنواب لأنه تم شراؤهم بالفعل، أصواتهم 100% مع إسرائيل، هناك أيضًا قدر معين من العقلية الفرعية المرتبطة بذلك، لكنني لن أقلل من تأثير تغذية هذا النهج في واشنطن"


وفي مقال لصحيفة يو أس نيوز، حذر دوجلاس ماكجريجور، من أن الجيش الأمريكي على وشك إشعال شرارة "حرب نهاية العالم".


وقال ماكجريجور إن المسرح الآن مهيأ لمعركة إبادة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر. وحذر من أن الولايات المتحدة على وشك التعثر في الصراع وحث بايدن على الانفصال عن الطبقة السياسية الحاكمة في واشنطن ودعم وقف إطلاق النار.


وكتب ماكجريجور: "مع القوة البحرية الأمريكية ، من المؤكد أن واشنطن مستعدة للتعثر في الصراع إذا اتسع نطاقه، لكن استخدام القوة البحرية الأمريكية لن ينهيه يجب على إدارة بايدن أن تفكر في أخذ زمام المبادرة في دعم وقف إطلاق النار، حتى لو كان ذلك يعني التعاون مع الأتراك والمصريين والروس لتأمين وصول المساعدات الإنسانية"


كل هذه الاقوال لا تعني الا شيئا واحدا وهو التاكيد على ان الولايات المتحدة الامريكبة هي التي تخوص الحرب ومن ورائها الاطلسي والناتو .


هي الولايات المتحدة التي اندفعت منذ اليوم الاول لطوفان الاقصى وانكسار الجيش الذي "لا يقهر" لترسل اساطيلها وطائراتها ووزرائها وحتى رئيسها انجدة الكيان المنكسر .


لا تمثل هذه التحذيرات دون ادنى شك سوى القليل مما تعانيه ادارة بايدن من انتقادات داخل ادارته وحتى من قبل الراي العام الامريطي لكن الامر وطبقا للمصالح الاسنعمارية لادارته يحاول ان لا يصغي الى كل هذه الانتقادات فيما ان الامر لا يبدو كذلك في حقيقة الامر .


يذكر تقرير نشره موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يرسل بعد قوات للانضمام إلى الصراع في الشرق الأوسط، إلا أن احتمال تورط الولايات المتحدة في الحرب أصبح الآن "أكثر ترجيحا مما يدركه معظم الناس"، وذلك وفقا لمايكل ديمينو، الباحث في قضايا الدفاع والذي عمل كمحلل لمكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية خلال عدة أزمات إقليمية.


و"ريسبونسبل ستيت كرافت" هي مجلة إلكترونية تابعة لمعهد كوينسي "ريسبونسبل ستيت كرافت"، وتنشر تحليلات لخبراء يناقشون التطورات العالمية وعلاقتها بالمصالح الأميركية.


وقال التقرير إن رد تل أبيب حظي بدعم مؤكد من الولايات المتحدة، التي أعطت الضوء الأخضر لإرسال شحنات الأسلحة الطارئة لإسرائيل، وحركت مجموعة حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتعهدت بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لتل أبيب. كما حذرت واشنطن "حلفاء حماس -بما في ذلك إيران وحزب الله- من الدخول في القتال".


ونقل الكاتب عن ديمينو قوله إنه بمجرد فتح هذا الصندوق -حتى لو كان ذلك بسبب حادث أو سوء تقدير- لا يمكن إغلاقه بسهولة، مضيفا أنه لا يعتقد أن هذه الإدارة تريد التورط في حرب ساخنة جديدة في الشرق الأوسط لأسباب عدة "لكن النية في بعض الأحيان لا تكون كافية لمنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة".


وأوضح ديمينو أن التزامات الولايات المتحدة تجاه شركائها وحلفائها، يتم اختبارها، وذلك يضغط بالفعل على صنّاع السياسات ويدفعهم إلى اتخاذ موقف لا يريدون به فقدان مصداقية الولايات المتحدة أو قدرتها على الردع.


ووعد إسرائيل بالتدخل بشكل مكثف إذا قرر حزب الله إرسال قواته واحتمال حدوث ذلك قد يؤدي إلى "تفاقم الوضع".


في تلك المرحلة -حسب ديمينو- لن يكون من المفاجئ أن تصبح القوات الأميركية في العراق وسوريا أهدافا لمجموعات المليشيات الشيعية في تلك البلدان، ثم سيكون هناك ضغط من إسرائيل لمحاولة دعم إجراء محدود ضد إيران.


ومن الواضح أن ذلك سيكون بمثابة كارثة لجميع الأطراف المعنية، وخاصة الولايات المتحدة. ومع أن هذه الإدارة لا تريد فعل ذلك، إلا أنه بمجرد أن تبدأ هذه الأحداث وتصبح مصفوفات القرار والجداول الزمنية التي يجب اتخاذها بشأن تلك القرارات أضيق فأضيق، فإن هذا النوع من الأشياء يمكن أن يحدث.


بكل خبث تتحدث الولايات المتحدة الامريكية عن ما بعد الحرب على غزة وتحاول في نفس الوقت ان تلقي ببالونات سبق وان اصبحت مكشوفة عندما تقول انها لا تنصح الكيان الصهيوني باجتلال غزة وهو لم يسنطع ذلك حتى الان .


«عملة لا مفعول لها، مختوم عليها مصطلح حل الدولتين».. ربما هذا أفضل ما قيل عن هذا التداول الواسع لعبارة «حل الدولتين» بين الإسرائيليين والفلسطينيين لصحفي وسياسي كان يوما ضمن نركيبة السلطة الفلسطينية التي هرولت الى اوسلو لكن النتائج ربما اخرجته من اللعبة فقال ما قال.


عاد هذا المصطلح مرة أخرى مع استمرار هذه الحرب الوحشية المجنونة على غزة، ليتسلل رويدا رويدا إلى حديث المسؤولين العرب والدوليين، ولو على استحياء، بعد أن تحوّل عمليا إلى ما يشبه التعويذة تردد دون خشوع تعود بالخصوص في كل مرة تتفجّر فيها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


حين تتفجّر، يتم الهروع إلى كثرة ترديد هذه التعويذة كنوع من مساعي الإطفاء عبر التلويح بأنها الحل الحقيقي، وحين تهدأ الأوضاع تصبح نوعا من مسكّنات الألم، وفي كلتا الحالتين لا مصداقية لها.


السبب وراء ذلك، أن حل الدولتين يستلزم، بداهة وبالضرورة، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي استولت عليها بالقوة في حرب 1967 وهي الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة حتى تقوم عليها الدولة الفلسطينية بعد أن ارتضى الفلسطينيون، وخاصة بعد إعلان منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 في الجزائر، قيام دولتهم على هذه الرقعة من فلسطين التاريخية لتكون بجوار دولة إسرائيل بحدود معلومة ومعترف بها هذه المرة.


وطالما أنه لا توجد إرادة، وربما رغبة أو قدرة، على جعل إسرائيل تنسحب من الأراضي المصنّفة «محتلة» من قبل القانون الدولي، فإن الإكثار من ترديد «حل الدولتين» لا يخرج عن لغو الحديث الغرض منه رفع العتب أو الإيهام بعدم نسيان التسوية السياسية المنشودة، ولكن لا شيء عمليا يجري لتجسيده حتى بات تدريجيا مجرّد شعار تهرّأ من كثرة رفعه دون ترجمته، أو حتى مجرّد السعي الجاد نحو ذلك.


في مقابلة تلفزيونية مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش سألته لماذا لا أحد يدعو صراحة إسرائيل إلى ضرورة إنهاء احتلالها المستمر منذ 56 عاما؟ أجاب بأن المطالبة بحل الدولتين يعني ضمنيا ذلك. تلك هي المعضلة إذا، وهي تحوّل العنوان العريض لتسوية أجمع عليها العالم كله تقريبا إلى مجرّد تورية عن المطلب الأساسي التي تقوم عليه أصلا وهو ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعودة إلى حدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967.


الأنكى، أن إسرائيل لا تبدي أي استعداد للتجاوب بل وتعمل بعكسه تماما، ليس فقط بالضم الرسمي للقدس الشرقية منذ 1981 وإعلانها رسميا «عاصمتهم الأبدية» التي اعترفت بها واشنطن نفسها، وإنما أيضا في تكريس هذا الاحتلال عبر تكثيف الاستيطان داخل هذه الأراضي المحتلة حتى أن عدد المستوطنين تضاعف أربع مرات منذ توقيع أوسلو 1993، التي كان يفترض أن تكون البداية التدريجية لترجمة قيام الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات.


المشكل في كل ذلك أن أمريكا استمرأت هذه «اللعبة» حتى صارت أشبه بمصّاصة تعطى إلى الطفل الرضيع الباكي حتى يتوقف عن الصراخ المزعج في غياب طعام يعطى إليه حتى يشبع ويسكت وينام.


لجأت واشنطن كثيرا إلى هذه المصّاصة في أعقاب كل حرب أو أزمة هزت المنطقة وأحرجتها حول القانون الدولي وانتقائية تعاملها معه، خاصة حاليا في ضوء ما فعلته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا:


فعلت ذلك بعد غزو العراق 2003، وكذلك في انتفاضة 2000 وأيضا في أعقاب كل حروب غزة السابقة وفي كل توتر وصدامات في الضفة الغربية. مؤخرا جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزامه بإقامة دولة فلسطينية رغم الحرب المستمرة في غزة معترفا خلال زيارته التضامنية إلى إسرائيل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي بأن إحلال السلام «بالغ الصعوبة ولكن علينا أن نستمر في مواصلة السعي نحوه، علينا أن نواصل السعي نحو مسار يمكِّن إسرائيل والشعب الفلسطيني من العيش بأمان وكرامة وسلام» مضيفا في ختام هذه الزيارة «بالنسبة لي، هذا يعني حل الدولتين» كذلك فعل وزير خارجيته أنتوني بلينكن حين قال «ساعدونا على التوصل لهذا الحل (من يساعد من؟!)


ومنع انتشار حرب ستبعد آفاق حل الدولتين والسلام في المنطقة برمتها». المشكل كذلك، أن العالم كله وجد راحته في مثل هذا الوضع المائع وكذلك السلطة الفلسطينية نفسها ومعها كل الدول العربية، بمن فيها حتى الدول التي طبّعت علاقاتها مؤخرا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي رأيناها تحاول أن «تسوّق» ذلك على أنه خدمة لحل الدولتين المنشود! هل هذا يعني أن حل الدولتين ليس مطلوبا ولا قيمة له؟


أبدا بل هو مطلوب ومشروع وبه الحد الأدنى من الإنصاف لشعب سلب وطنه وطرد منه ولكن حل الدولتين لا يجب أن يتحول إلى ملهاة أو ضحك على الذقون، كما هو الآن، ثم إنه لن يتحقق لأن القانون الدولي ينص عليه، كما أنه لن يأتي على طبق من فضة بل عبر مقاومة الاحتلال حتى تفرض موازين القوى ذلك كرها على الإسرائيليين ومن وراءهم. أما غير ذلك فهو كذب على النفس لمن ارتضى أن يلدغ مليون مرة من نفس الجحر.

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology