فتح الله غولن : هل يكون الورقة الامريكبة الاحتياطية لاحداث الفوضى ضد تركيا ؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 


افراسيانت - ذات مساء تصدر خبر تراجع العملة التركية أمام الدولار الأمريكي. ثمة كثير من الناس يرون السبب وراء الأزمة هي احتجاز القس الأمريكي في تركيا بعدما كشفت الحكومة التركية علاقة القس مع جماعة غولن. لكن الأمر أكبر وأعظم من هذا. كانت أمريكا تدرس تركيا سياسيا واقتصاديا منذ زمن بعيد وخاصة بعد أن وصل الحزب الحاكم -حزب العدالة والتنمية- إلى سدة الحكم والذي أيضا أوصل تركيا إلى تقدم لم يتوقعه أحد وفقط خلال خمسة عشر سنة.

إن طعن أمريكا في السياسة التركية لم تكن جديدة بل كانت هناك تدخلات متتالية من زمن بعيد، فقرار واشنطن عن عدم تسليم غولن إلى أنقرة وتسليح الأكراد والذي يزعزع الأمن التركي كانت رسالة واضحة من واشنطن إلى أنقرة التي تبين مدى عدم جاهزية أمريكا لتكون حليفة لتركيا، ولكن كما في العادة واشنطن تسعى مصالحها الخاصة فقط.  

تصف السلطات التركية منظمة "فتح الله غولن" - المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ "الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.

كانت شروط الولايات المتحدة الامريكية في حينها كالتالي 
 
1- احترام أنقرة موقف واشنطن عن قضية القدس والقبول بها عاصمة لإسرائيل.

2- أن تتراجع أنقرة صفقة شراء منظومة صواريخ من روسيا.

3- تخلي تركيا عن حقول النفط والغاز الطبيعي في جزيرة قبرص.

4- التزام تركيا بالعقوبات المفروضة على إيران من قبل أمريكا.

5- أن تفرج تركيا عن القس الأمريكي الذي اتهمته الحكومة التركية بالتورط في المحاولة الانقلابية في ١٥ تموز ٢٠١٦.

6- أن لا تطلب تركيا تسليم فتح الله غولن من الولايات المتحدة.

إن جواب انقرة حول هذه البنود كانت واضحة وأبلغت الجانب الأمريكي رفضها التام وبعد هذا بحثت أنقرة بديلها الجديد بعد زمن طويل من المكر والخيانة الأمريكية والتي لا تعرف مصلحة الأخر غير مصلحتها.

 إن حرب واشنطن على اقتصاد تركيا جاءت في وقت تستطيع تركيا أن تخرج منها بسهولة بفضل اقتصادها القوي وأصدقاءها الأوفياء في المنطقة وفي أوروبا، لأن سقوط اقتصاد تركيا الآن لن تكون مصلحة لأي أحد. أن واشنطن اختارت الحرب على اقتصاد تركيا في وقت غير مناسب لأن تركيا الآن أقوي من سابقها فأصدقاء أنقرة اليوم أكبر أعداء لواشنطن فلن يتركوا تركيا لوحدها ضد أمريكا . وايضا وذات مقال : تقول  "وول ستريت جورنال" إن واشنطن "قد تتخذ إجراءات صارمة ضد تركيا على دعمها موسكو في تخطي العقوبات

 الغربية"، فيما يسجل التعاون الروسي التركي مستويات غير مسبوقة رغم هذه العقوبات.  

وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى قلق واشنطن من ازدياد التجارة بين تركيا وروسيا منذ فرض العقوبات على الأخيرة.

لا تخفي واشنطن قلقها من السياسة التركية واذ تعتبرها في بعض الاحيان موجهة ضدها فهي لن تتوانى عن استخدام اي شئ لمعاقبة تركيا كما جرت العادة في تعاملها مع تعتبرهم خصومها حتى لو كانوا حلفاء سابقين كما حدث في اكثر من مرة وعلى سبيل المثال كما حدث في فيتنام وبنما وايران وغيرها حيث لا حليف لامريكا بل ان مصالحها فوق كل شئ حتى لو استخدم في ذلك كل السبل الشريرة واللاخلاقية .

لطالما مرت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بفترات صعبة، وبالرغم من تمكن الرئيس السابق دونالد ترامب من إقامة علاقات جيدة مع تركيا، إلا أن الكونغرس فشل في حل المشكلات المختلفة التي تعكر صفو العلاقات بين الطرفين.

هنالك الكثير مما يقف عائقا امام تحسين العلاقات وابرزها وجود غولن في الولايات المتحدة .فهو مؤسس وزعيم «حركة كولن»، وهي حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، ومئات المدارس خارج تركيا، بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا . وتصنف تركيا هذا التنظيم بالارهابي وتطالب الولايات المتحدة بتسليم غولن بدعوى انه كان وراء الانقلاب ضد اردوغان .

يقول روبرت أمستردام، المحامي الدولي المتعاقد مع الحكومة التركية للتحقيق في أنشطة تنظيم "فتح الله غولن"، إن "وكالات معينة (لم يسمّها) في الحكومة الأمريكية تقوم بحماية (غولن)"، مُعبّرا عن شعوره بقلق كبير بشأن ما إذا كانت واشنطن ستقوم باتخاذ أي إجراءات ملموسة بخصوص قضية تسليمه إلى أنقرة، وأكد، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أنهم قاموا بـ"دور مهم في الولايات المتحدة، وبعض البلدان الأفريقية، في جذب الاهتمام إلى تلك المنظمة التي حاولت إخفاء نفسها".
 
وأضاف أمستردام، الذي يحقق منذ 6 سنوات في أنشطة التنظيم في أنحاء العالم والولايات المتحدة، أن "هناك فهما متزايدا في دوائر التعليم الأمريكية والدوائر المتعلقة بقضايا حقوق الأقليات، بأن منظمة غولن تعمل باستمرار على اغتنام الفرص لأخذ الأموال المُخصصة لأطفال الأقليات، واستخدامها لتحسين نظامها الخاص".

ورغم أن أمستردام لفت إلى أنه تم إضعاف تنظيم "غولن" بشكل كبير في تركيا وفي عدد من الدول الأفريقية، إلا أنه قال إن تلك المنظمة "لا تزال قوية في الولايات المتحدة، لأنها تعتمد على التمويل العام لدعم أكثر من 200 شبكة من المدارس المستقلة، كما أنها لا تزال نشطة في أفريقيا، حيث تشارك في تمويل وتشغيل ليس فقط نظام المدارس، وإنما أيضا نظام تصدير الأسلحة".
 
يشار إلى أن الحكومة التركية كانت قد أوكلت، قبل سنوات، "شركة أمستردام وشركاه" (إل بي) للتحقيق في نشاطات تنظيم الكيان الموازي وزعيمه "غولن"، المُقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ العام 1999.  

والواقع أن هناك تنظيما سريا يصعب تحديد طبيعة نشاطه بوضوح بعد محاولة الانقلاب التي جرت في 15 تموز/ يوليو 2016؛ هناك مشكلة بين تركيا والولايات المتحدة، أمريكا تحمي "غولن"؛ فقد زودت تركيا حكومة الولايات المتحدة بكمية هائلة من المعلومات، بينما لم تفعل الحكومة الأمريكية أي شيء حتى الآن فيما يتعلق بأي شكل من أشكال تسليم زعيم فتح الله غولن. لقد أصبحت تركيا لاعبة أساسية في منطقة الشرق الأوسط الآن على نحو لم تكن عليه قبل خمس سنوات فقط. هذا دون ذكر دبلوماسية الطاقة في تركيا وخط الغاز الجديد المهم للغاية الذي من المحتمل أن يساهم في تحقيق قدرة تركيا على إنتاج 30% أو أكثر من غازها الطبيعي. إن تركيا لاعب تاريخي حاسم في المنطقة.

لا احد يعتقد أن الولايات المتحدة تتمتع بقدر كبير من المصداقية فيما يتعلق بهذه القضايا سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر.  

ما حدث يوم 15 تموز/ يوليو، غيّر الكثير من الأمور.

هناك من كان يسعى إلى تشكيل "جبهة معادية لأردوغان" داخل تركيا، لكن مجال تحقيق ذلك أصبح ضيقا جدا الآن.

كما أنّ الدولة تقوم الآن بعملية تصفية للشوائب العالقة في أجهزتها، وكذلك تُعيد بناء وتشكيل أجهزتها بما يزيد من فعاليتها ويُحسّن أدائها.

لماذا هم مستاؤون من ذلك؟ لأنّ تركيا بدأت تتحرك وفق ما تريد، ووفق مصالحها. أما هُم فلا يريدون أنْ يكون لتركيا أي تأثير في النظام العالمي، بل يريدون أنْ تكون خاضعة له. هكذا يريد الغرب.

لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الغرب تقوده أمريكا، وليس الاتحاد الأوروبي، فالأخير يتحرك وفق الرياح القادمة إليه من الولايات المتحدة الأمريكية. لأنّ أوروبا لو كانت تتصرف لوحدها، لأدركت بأنّ حصول انقلاب في تركيا يعني ربما نهاية الاتحاد الأوروبي. لكن العقل السياسي في أوروبا فقد أهليته منذ زمن طويل.

يتصرّف العقل السياسي الأمريكي بممارسة ضغوطات على الإعلام، ونتيجة لهذه الضغوطات، يقوم الإعلام الأمريكي بإحلال كل قواعد الصحافة الأساسية، وينشر أخبارا كاذبة عن تركيا. بينما تقوم الإدارة الأمريكية بتصوير الأمر على أنه "نزاع بين طرفين على الحُكم" في تركيا. وتحاول تشكيل رأي عام بأنّ الأمور تتجه نحو الحرب الأهلية.

كما أنّ الأمريكيين، يصفون ما تقوم به الدولة الآن ضد منظمة فتح الله غولن، بقولهم "أردوغان يسعى للقضاء على معارضيه". فما سبب هذه التصرفات؟ وما الذي يجعل أمريكا تستمر في وقوفها خلف منظمة غولن؟ ولماذا يعملون على سَتر الأعمال القذرة التي تقوم بها منظمة غولن؟

يُفهم من كل هذا بأنّ أمريكا مُصرة على الاستمرار في استخدام منظمة غولن للقيام بعملياتها في تركيا. والسبب الثاني هو أنهم لا يزالون يؤمنون بأهمية منظمة غولن لخدمة الشبكات الاستخباراتية في العالم.

والسبب الآخر، هو خوفهم من تكشّف العديد من التفاصيل خلال عملية القضاء على منظمة غولن في تركيا، ولذلك يخافون من الكشف عن تورطهم وعلاقاتهم المباشرة والجرائم التي ارتكبوها باستخدام هذه المنظمة.

غولن يعتقد بأنّ: "تاريخ انتهائه لم يحِن بعد"، وهو يعرف انه الاداة الامثل بيد امريكا لاستخدامه في اثارة القلاقل مع تركيا : والواقع اننا سنشهد الاستخدام المستمر لهذه الورقة من قبل امريكا .

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology