افراسيانت - بعد الالحاح المستمر والابتزاز الواضح من قبل الولايات المتحدة الى دول الغرب التي تصنفهم بالحلفاء , لتزويد اوكرانيا بالمزيد من الاسلحة والعتاد العسكرية تتجه اوكرانيا علنا لطلب الدعم البشري ايضا بعد ان بلغت خسائرها حدا كبيرا باعتراف العديد من القادة العسكريين في الغرب رغم ان اوكرانيا لطالما اخفت خسائرها .
يقول وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا: "أنصح جميع المنتقدين بأن يصمتوا، " في اشارة الى الذين يؤكدون فشل ما يسمى الهجوم الاوكراني المضاد " وأن يأتوا إلى أوكرانيا ويحاولوا تحرير سنتيمتر مربع واحد بأنفسهم.
الكلام هذا بالطبع موجها الى حلف الناتو الذي يعمل بالاساس على توسيع تمدده ليشمل المزيد من الدول حتى لو كان ضمها يتعارض مع قوانين الناتو بشان ضم هذه الدول . فما الذي يحدث ؟
هنا لا بد من الحديث عن الهستيريا التي اصابت الولايات المتحدة وحلفاؤها من جراء فشل كل شئ حاولت فعله ضد روسيا من خلال العقوبات ثم الدعم العسكري اللامحدود لاوكرانيا والذي لم يستطع ان يغير شيئا في معادلة طبيعة الخسائر الاوكرانية ومن خلفها خسائر الغرب .
لم يتوقف الناتو عن مخالفة قوانينه وانما دفع بما كان يخفي من انه يعادي بشكل فج الاسلام والمسلمين وانه تحول الى ناد للدول المسيحية كما الحال في الاتحاد الاوربي الذي كشف ذات يوم عن توجه الاتحاد بلسان احد مسؤوليه الذي قال تعليقا على انضمام تركيا للاتحاد والذي طال انتظاره : ان على تركيا الا تحلم بالانضمام الى الاتحاد الاوربي لانه ناد للمسيحيين ولا مكان لدولة مسلمة مثل تركيا اللانضمام الى هذا الاتحاد .
في المثال هنا دولة السويد .لقد شهد حلف شمال الأطلسى 8 موجات للتوسع ارتفع نتيجتها عدد أعضائه إلى 30 دولة حاليا ، ومن المتوقع أن يشهد حلف الناتو فى المستقبل المنظور موجة جديدة للتوسع، (وهى السادسة منذ تفكك الاتحاد السوفيتى)، بعدما أعلنت فنلندا والسويد نيتهما الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى. وقد انضمت فنلندا اليه بالفعل.
تم تأسيس الناتو فى الرابع من أبريل 1949 بمشاركة 12 دول، وهى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك وإيطاليا وكندا ولوكسمبورج وهولندا والنرويج والبرتغال وآيسلندا.
والموجة الأولى - 18 فبراير 1952 (اليونان وتركيا)
الموجة الثانية - 9 مايو 1955 (ألمانيا الغربية)
الموجة الثالثة - 30 مايو 1982 (إسبانيا)
الموجة الرابعة - 12 مارس 1999 (هنغاريا وبولندا وجمهورية التشيك)
الموجة الخامسة - 29 مارس 2004 (بلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا)
الموجدة السادسة - 1 أبريل 2009 (ألبانيا وكرواتيا)
الموجة السابعة - 5 يونيو 2017 (الجبل الأسود)
الموجة الثامنة 27 مارس 2020 (مقدونيا الشمالية)
توسع الناتو بعد تفكك الاتحاد السوفيتى فى عام 1991 يخالف التعهدات الشفهية التى قدمها الغرب إلى موسكو أوائل التسعينيات، بالإضافة إلى مبدأ الأمن المتكافئ غير القابل للتجزئة المنصوص عليه فى "ميثاق الأمن الأوروبي" الذى تم تبنيه ضمن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا.
تحول الناتو الى شبه دولة عسكرية تحاول ان تلعب دور الشرطي في العالم لتثبيت هيمنة الولايات المتحدة الامريكية التي تهيمن على برامج الناتو وتوجهاته , فقد أجرى الناتو عشرات العمليات فى مختلف أنحاء العالم، منها يوغوسلافيا وليبيا وأفغانستان والبحر الأبيض المتوسط والقرن الإفريقى والعراق والصومال، فى بعض الحالات بالتعاون مع دول من خارج الحلف.
واستخدم الناتو لأول مرة القوة العسكرية ضد دولة أخرى فى 28 فبراير 1994 إذ أسقط أربع مقاتلات صربية بدعوى خرقها منطقة حظر الطيران بقصف مواقع فى عاصمة البوسنة سراييفو.
ورسميا نفذ الناتو أول عملية عسكرية تحت اسم "القوة المتعمدة"، عندما شن غارات جوية مكثفة على يوغوسلافيا، خصوصا باستخدام قنابل اليورانيوم المنضب المحرمة دوليا، ما أسفر، وفقا لبيانات السلطات المحلية، عن مقتل 5.7 ألف شخص على الأقل، منهم 400 طفل.
وفى السابع من أكتوبر 2001 تدخلت قوات الناتو فى أفغانستان بحملة عسكرية موجهة ضد حركة "طالبان"، وظلت هناك حتى أغسطس العام الماضي، عندما تمكنت الحركة، على خلفية انسحاب قوات الحلف، من العودة إلى سدة الحكم بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب.
وفى مارس 2011 بدأ تحالف غربى مؤلف من دول الناتو عملية عسكرية جوية فى ليبيا لدعم القوات المعارضة لمعمر القذافي، وانتهت هذه الحملة عقب مقتل الزعيم الليبى فى 20 أكتوبر 2011.
وبالإضافة إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، لعب تدخل الناتو فى ليبيا دورا مباشرا فى انهيار مؤسسات الدولة فى هذا البلد، ما جلب نتائج وخيمة بالنسبة للمنطقة وأصبح من أهم عوامل موجة الهجرة التى واجهتها أوروبا فى العقد الثانى من القرن الـ21.
ينظر الأوكرانيون إلى العضوية على أنها وسيلة لإنهاء الحرب من خلال ردع روسيا بدلاً من تصعيدها. وهم يقرّون، كما أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأيام الأخيرة، بحاجة أوكرانيا إلى إجراء إصلاحات يتعيّن على أي عضو محتمل القيام بها.
لكنهم يحاججون بأن حلف الناتو قد تأسس لمواجهة موسكو في الحرب الباردة، ومع ذلك فإن أوكرانيا الآن هي التي تقاتل بفعالية نيابة عن الناتو، وتدافع عن جناحه الشرقي ضد روسيا، في وقت تخسر فيه أرواح جنودها ومدنييها كل يوم.
بالنسبة للعديد في كييف، إن تركيز البعض داخل الحلف علىى مخاطر دعوة أوكرانيا للانضمام، هو خطأ. ويسألون: ما هي مخاطر عدم التحرك؟
المسؤولون الأوكرانيون حذرون من التفاؤل علناً، ولا يدخلون في أي نقاش حول العواقب عند تلقيهم وعودا غامضة و"ضمانات أمنية" خاسرة. لا يريدون أن يظهروا ناكرين للجميل تجاه الأسلحة والذخائر التي ما زالوا بحاجة إليها حالياً.
من دون عضوية رسمية، هناك خشية من أن يمل الغرب من إمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر التي تحتاجها مع استمرار الحرب. هذا أمر يعتمد عليه فلاديمير بوتين وروسيا.
بالعودة الى طلب السويد للانضمام الى الناتو فانه في الظروف العادية، يتطلب الانضمام إلى الناتو، فترة طويلة من المفاوضات، ولكن بالنظر إلى السياق الجيوسياسي الحالي، من المتوقع أن تخضع السويد لعملية أسرع، لكنه يجب المصادقة على القرار من قبل جميع الأعضاء الثلاثين بالإجماع.
مخاوف تركيا بشأن جهود مكافحة الإرهاب أوقفت عملية ضم الناتو لبعض دول الشمال، التي غالبًا ما تُعتبر ملاذًا آمنًا للإرهابيين المرتبطين بتنظيمات "واي بي جي/ بي واي دي" (ذراعي بي كي كي في سوريا) و"غولن" الإرهابية.
وفي البداية، أبدت السويد تشدقًا شفهيًا لمطالب أنقرة دون اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وترى تركيا أن الحلفاء (أو الحلفاء المستقبليين) يجب أن يطوروا ثقة متبادلة وموقفًا موحدًا ضد الإرهاب.
وتم قبول انضمام فنلندا إلى الناتو أخيرًا عندما وافقت تركيا على ذلك في أبريل/ نيسان 2023.
ومع ذلك، اتبعت ستوكهولم نوعًا من استراتيجية حافة الهاوية، حيث سمحت بمظاهرات استفزازية لأنصار تنظيمات "واي بي جي/ بي واي دي" في الشوارع، جنبًا إلى جنب مع التصاعد المقلق للحوادث المعادية للإسلام مثل حرق نسخ القرآن الكريم، بحجة حرية التعبير.
ونظرًا لأن استراتيجية حافة الهاوية في ستوكهولم أثارت رد فعل أنقرة، وجاءت بنتائج عكسية، بدأ صناع القرار السويديون في التراجع في الفترة التي سبقت قمة الناتو.
وبالتالي، شدد البرلمان السويدي بشكل كبير الإطار القانوني لمكافحة الإرهاب، ما أدى إلى حل وسط جماعي يرضي جميع الأطراف المعنية.
دائمًا ما يزعم الناتو ان هنالك تهديدات جديدة للأمن الغربي كالصين وروسيا، وحتى اندماج تغير المناخ مع سلامتنا، ما يجعل "Thucydides Trap" لعبة لا نهاية لها لحلف الناتو.
ومصيدة ثوكيديدس، يُشار إليه أيضًا باسم Thucydides' Trap، هو مصطلح أشاعه عالم السياسة الأمريكي كرام أليسون لوصف ميل واضح نحو حرب عندما تهدد قوة ناشئة بإزاحة قوة عظمى موجودة كقوة مهيمنة إقليمية أو دولية.
جددت الأعمال المتطرفة المعادية للإسلام في السويد، تزامنًا مع أول أيام عيد الأضحى، ومعها تراجعت آمال ستوكهولم في انضمام قريب لحلف شمال الأطلسي مرهون بموافقة تركيا الغاضبة من حرق "دنيء" للمصحف تكرر للمرة الثانية هذا العام.
تجاوز جديد ...أمام مسجد ستوكهولم المركزي وخلال مظاهرة اندلعت، أول أيام عيد الأضحى، مزّق رجل مصحفًا وأضرم فيه النار وسط نحو مئتي شخص، فصاح بعضهم باللغة العربية معترضًا "الله أكبر"، فيما حاول آخر إلقاء حجر قبل أن تعتقله الشرطة.
المظاهرة رسميًا كانت نظامية وغير مخالفة للقانون، إذ سمحت الشرطة السويدية بها ومنحتها تصريحًا بذلك، بعد أن رفضت عدة طلبات تهدف لإحراق المصحف، في الآونة الأخيرة، لكن حكمًا قضائيًا أبطل هذا القرار باعتباره ينتهك حرية التعبير التي تكفلها البلاد.
وبطريقة استفزازية مزق أحد منظمي المظاهرة صفحات من المصحف و"مسح بها حذاءه قبل أن يضع فيها لحم الخنزير ويضرم النار فيها"، وفق ما نقلته وكالات أنباء بينها "رويترز".
وندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بحادث حرق المصحف، ووصفه بـ"العمل الدنيء"، مؤكدًا رفض بلاده السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير.
وكتب "فيدان" عبر حسابه على موقع "تويتر" يقول: "أندد بالاحتجاج الدنيء في السويد ضد كتابنا المقدس في أول أيام عيد الأضحى المبارك". وأضاف أنه "من غير المقبول السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير".
فهل من شأن هذه الخطوة أن تعرقل تقدمًا كبيرًا قطعته السويد مع تركيا لقبول انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد نحو أكثر من عام من المفاوضات.
يقول رئيس الوزراء أولف كريسترشون في مؤتمر صحفي، إنه لا يستطيع التكهن بمدى تأثير المظاهرة التي شهدت حرق المصحف على عملية انضمام بلاده إلى حلف الناتو.
وعلّقت تركيا في أواخر يناير من العام الجاري، المحادثات مع السويد بشأن طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد أن أحرق زعيم حزب يميني دنماركي متطرف، نسخة من المصحف بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السويد تنظيم مظاهرات تتخللها محاولات لحرق نسخ من القرآن، تحت حماية الشرطة.
وفي يناير الماضي، أحرق سياسي مناهض للهجرة من اليمين المتطرف مصحفًا بالقرب من السفارة التركية، ودعت وقتها العديد من الدول الإسلامية والغربية اتخاذ خطوات ملموسة ضد معاداة الإسلام.
وترافقت تلك الدعوات مع بيانات إدانة رسمية من مؤسسات بارزة، بينها منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الأزهر ومجلس التعاون الخليجي، ووزارة الخارجية التركية، وعدته تجاوزًا للخطوط الحمراء.
بعد كل ذلك لا ينظر الناتو الى هذا الامر على انه سوف يضم دولة تضج بالكراهية محاولا ان يخضع تركيا للموافقة على هذا الضم , اما تركيا فهي مترددة لم تحسم امرها بعد وان كانت لغة المصالح احيانا تتجاوز المسائل الاخلاقية المطلوب التعامل معها بين الدول .