افراسيانت - يبدو أن دوامة البحث عن الاتهامات والذرائع في عملية التشويه والتحريض ضد روسيا لن تتوقف عند حد معين، وما دامت الأطراف الممعنة في التآمر مصرةً على مواصلة التعبير عن كرهها وحقدها ، بتحالف هذه الأطراف مع الإرهاب سرّاً وعلناً.
تقود أميركا والأوروبيون حملة حراك مبكرة من خلال التحذير بان روسيا قد تلجأ لاستخدام السلاح الكيميائي في اوكرانيا مما يعيد الى الاذهان ما فعلته امريكا في سوريا حين ادعت بان الجيش السوري استخدم هذا السلاح .
هنا يكفي الاشارة الى تصريح لكارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة أشار فيه إلى وجود شهادات من ضحايا الحرب الاهلية السورية وموظفين طبيين تفيد بأن مسلحي المعارضة استخدموا غاز الاعصاب السارين.
وغير بعيدا عن ذلك . تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، عن أن روسيا تملك أدلة قاطعة على أن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما “كان مسرحية بمشاركة مخابرات أجنبية، وتحديدًا على يد مخابرات دولة، تسعى لتكون في الصفوف الأولى للحملة المناهضة لروسيا”.
إن ما يثير الدهشة والاستغراب أن لا يشار إلى وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية من قبل من يسمون أنفسهم ”المعارضة” السورية المدعومة من الغرب إلا عندما تكون القوات المسلحة السورية في حالة تفوق ونصر على الإرهابيين المدعومين من الغرب، وتكون تلك القوات قد حققت انتصارات ومكاسب كبيرة.
ويجب الإشارة، أن التركيز على امتلاك دولة أو استعمالها الأسلحة الكيمائية مسألة لها عدة أهداف منها على سبيل المثال تعريض الدولة المتهمة بحيازته للتفتيش الدولي عبر خبراء متخصصين في ذلك من منظمات دولية معنية بالأمر ما يعرض سيادة الدول للانتهاك وأمنها القومي للخطر ولكن الأخطر من ذلك ـ وهو ما يقع في دائرة اهتمامنا ـ هو أن ثبوت استعمال الأسلحة الكيماوية في أي نزاع أو صراع أو حرب يجعل مجلس الأمن قادراً على اتخاذ أي قرار بمواجهة تلك الدولة ولا يحق لأي دولة عضو من الأعضاء الدائمين بالمجلس استعمال حق النقض أو الفيتو لإفشاله أو الحيلولة دون صدوره وهنا تكمن خطورة المسألة وأهميتها والنتائج التي يمكن أن تترتب على أي تحقيق يمكن أن تقوم به جهة أو فريق تفتيش دولي تحت هذا العنوان.
كما يذكر ايضا بما فعله ”بوش” في العراق وكان جريمة لا تغتفر لدى شعوب العالم حين برر غزوه للعراق بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل وقد ثبين كذب هذا الادعاء .
فالأسلحة الكيميائية تعدّ واحدة من الذرائع الوهمية التي اخترعها ”أوباما” في عهده للتدخل العسكري في بلد آخر من بلدان الشرق الأوسط، وكان الدور هذه على سورية… المطلوب تفتيتها كدولة وتقسيمها إلى دويلات طائفية متنازعة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي يجب أن تحاسب اليوم على ما تقوم به من إبادة لشعوب العالم بواسطة أسلحتها الكيماوية، فما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا يفوق ما قتل ودمر في الحربيين العالميتين، وتقوم أمريكا الآن بإجراء اختبارات يستخدم فيها غاز الخردل وغيره من الوسائط الكيماوية وعرضّوا آخرين لاختبارات إشعاعية وتعّرض آخرون أيضاً لأنواع مختلفة من جينات مرضية دون علم أو رضا من جرت عليهم هذه الاختبارات، كما استخدمت أسلحة نووية في اليابان وأخرى بيولوجية في كوريا، واستخدمت أسلحة كيماوية في فيتنام.
وأمريكا التي تعارض هذا السلاح الآن تواصل تطوير أسلحة دمار شامل، على سبيل المثال جيل جديد من الأسلحة النووية ومدافع العاصفة المعدنية التي تطلق مليون قذيفة من بطاريات المدفعية الثقيلة في الدقيقة، كما استخدم صبية متخلفون عقلياً في تجارب إشعاعية، وإن تجارب أمريكية على مواطنين ليست لديهم فكرة عما يجري بهم قد نفذت على مدى سنوات، و وزارة الدفاع البريطانية اعترفت بأنها أجرت طوال 40 عاماً اختبارات إشعاعية على البشر وأنها أجرت اختبارات سريعة للغاية على الحرب البيولوجية في شواطئ الكاريبي وأمرت المسؤولين بأن يكذبوا بشأنها وأن اختبارات مماثلة في لندن، كما أن أمريكا ولندن أجرتا تجارب سرية بغاز الخردل على نحو ألفين من رجال الخدمة العسكرية الأستراليين.
يقول ”شيلدون هاريس” أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا الحكومية عام 2012 م (إن التجريب البشري وإنتاج وسائل الحرب البيولوجية ازدهرا في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها على الرغم من الاتفاقات الدولية التي تحظر مثل هذه النشاطات).
وهكذا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوربيين العامل الرئيسي في قتل شعوب العالم وأكثر من هذا أنهم ينتهكون كل المعاهدات والمواثيق الدولية.
أميركا التي تتاجر بدماء الشعوب وتدّعي الحرص على حقوقهم في آن، توزع اتهاماتها الباطلة على كل بلد يرفض سياساتها الإجرامية، وتتجاهل حقيقة أنها صاحبة اليد الطولى في ارتكاب الجرائم والأعمال الإرهابية المنظمة في كل أصقاع العالم، وتتناسى أيضا أنها الدولة الوحيدة والأولى في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945، وصور الأطفال الذين يولدون مشوّهين بتلك المدينتين مازالت خير شاهد على إرهابها.
من المؤكد والثابت بأن الجهات المدعومة من الغرب قد اشترت العديد من وسائل الإعلام لكننا نتساءل لماذا يهدر أولئك الناس أموالهم في التسويق لأكاذيب يصعب تصديقها؟ وماذا يمكن أن يقال عن الادعاءات التي يروج لها حول استخدام الأسلحة الكيماوية؟
وفي هذا السياق نستذكر ما أدلى به ”دونالد رامسفيلد” من ادعاءات وأكاذيب عندما قال بأن صدام حسين يملك أسلحة الدمار الشامل في بغداد وتكريت والشمال والجنوب والشرق والغرب من بلاده.
أمريكا تعرف هي وجوقتها الغربية من بريطانيا وفرنسا… وأدواتها في سباق الماراثون القاطعة البحار إليها، أنها في حالة صنع مخاض سيناريو جديد بعد فشل كل ما صنعته وأعدته العقول البحثية من مخططات تآمر كوني
الموضوع إذاً: بُعد مؤامراتي جديد في لعبة جديدة لسيناريو قادم، بدأت تلوح آفاقه” عندما تمّ حشد الرأي لكذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 2003.
ويعيد إلى الذاكرة مأساة تدمير العراق بعدوان أميركي ـ بريطاني ـ وقح متوحش غاشم، ويرسم في الأفق توجهاً متوحشاً نحو عدوان مشابه على روسيا،
ومثلما خرجت المنظمة الدولية من البوابة الكبرى للمؤامرات القذرة في مجلس أمنها ضد العراق يوم أن ألقى ”كولن باول” وزير الخارجية الأميركي في الولاية الأولى لجورج بوش ”الصغير” كذبة التحريض والفبركة الأولى أمام المجتمعين والعالم، ها هي منظمة الأمم المتحدة تحاول الدخول من البوابة ذاتها .
لقد ثبت دون شك ان الكيمياوي الذي استخدم في سوريا كان بفعل ما سمي بالخوذ البيضاء لكن التحقيقات طمست لصالح الذين تامروا وليس من المستبعد ان يعاد السيناريو من قبل من يسمون بالقوميين او النازيون الجدد في اوكرانيا لتلفيق التهم الى روسيا .
لقد كان موضوع الأسلحة الكيميائية البوابة التي نفذ منها الغرب للتدخل في الشأن السيادي العراقي، وهي مسألة حاضرة في ذاكرتنا ووعينا الجمعي ولا تخفى على ذي بصر أو بصيرة، بخاصة وأننا أمام عدو لا يحترم شرعة أو شريعة، فالغاية لديه تبرر كل الوسائل، ومن أجل مصالحهيدوس على كل المبادئ والقيم.
أن موازين القوى العالمية تتغير بسرعة وبثبات باتجاه انزياح الهيمنة الأميركية على القرار الدولي.
والسؤال: ما الشرعية التي استندت إليها الولايات المتحدة في تحديد إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية من عدمه في بلدان أخرى؟ وما الذي تقوله الأمم المتحدة بشأن هذا التدخل السافر، وهل تقبل تدخلاً في شؤونها وتجاوزاً لصلاحياتها كالذي تفعله الولايات المتحدة، ولاسيما أن الجميع يعلم أن ما تقوم به أمريكا هو من اختصاص الأمم المتحدة؟
يقول كبير محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ”كارلا ديل بونتي”: ”وفقاً للشهادات التي جمعناها، استخدم ”المتمردون” في سورية الأسلحة الكيميائية واستفادوا من غاز السارين”… إذاً، مرة أخرى يؤكد أحد ممثلي الأمم المتحدة أن ”المتمردين” في سورية هم من استخدم الأسلحة الكيميائية، وليس الحكومة السورية. كما أشار العديد من المحللين إلى حقيقة واضحة مفادها أن الحكومة السورية لا مصلحة لها في استعمال الأسلحة الكيميائية، ولاسيما أنها قادرة على الوصول لأهدافها من خلال استخدامها أسلحة تقليدية. وكذلك الحال في روسيا الان .