الاردن - روسيا: شراكة حقيقية واستراتيجية في المجالات المختلفة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - يرتبط الأردن وروسيا بالعديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية التي كان لها دور بارز في تمتين العلاقات بين البلدين وبناء شراكة حقيقية واستراتيجية في المجالات المختلفة، وهناك لجنة أردنية روسية مشتركة تجتمع بشكل دوري لمتابعة مجالات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الزراعة والسياحة والنقل والطاقة.


لقد أصبحت اللقاءات بين جلالة الملك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتم بشكل دوري؛ مما أكسب هذه العلاقات زخما وقوة ومصداقية، أسهمت في تطوير التعاون وتنسيق الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للنزاعات في المنطقة تقوم على مبادئ السلام والأمن والتنمية.


في 1 حزيران/يونيو 2020، بحث جلالة الملك والرئيس الروسي، هاتفيا، آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.


وبحثا الجهود الثنائية والدولية لمواجهة واحتواء وباء فيروس كورونا المستجد، وضرورة مواصلة التعاون للتصدي للآثار الإنسانية والاقتصادية الناجمة عنه، بما يضمن حماية صحة الشعوب وسلامتها، وتم تأكيد متانة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والحرص على تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.


وأكد جلالته أهمية دور روسيا في المنطقة، لافتا النظر إلى أنه دون ذلك الدور في عملية السلام أو في سوريا وغيرها لما كانت هناك فرصة لإحراز التقدم، فيما أكد الرئيس الروسي أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وأهمية الاجتماعات التي ستعقد بين الجانبين الأردني والروسي، لما لها من أثر إيجابي على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.


قبل ذلك وفي 25 كانون الثاني/يناير 2017، ركزت مباحثات جلالة الملك والرئيس الروسي في موسكو، على الوضع الإقليمي، خاصة ما يتعلق بالوضع السوري، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، وجرى تأكيد ترسيخ آليات التنسيق والتشاور بين الأردن وروسيا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب.


وأكد جلالته في هذا الصدد، أن "الدور الروسي من شأنه المساهمة في تجاوز التحديات، وبدون الدور الروسي لن يكون بإمكاننا الوصول إلى حل ليس فقط للأزمة السورية، وإنما لغيرها من أزمات الإقليم".


في السياق التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، نظيره الروسي ⁦سيرجي لافروف في موسكو.


الصفدي قال، إن "اللقاء يأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين بلدين صديقين يسعيان بجد إلى تطور التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات للبناء على الآفاق والإنجازات والمخرجات التي تمت عبر سنوات من العمل المشترك في إطار هذه العلاقة القوية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس فلاديمير بوتين على أسس من الشفافية والثقة والحرص على تعزيز التعاون في مختلف المجالات".


ويؤكد الأردن أنّ العلاقة مع روسيا الاتحادية علاقةٌ تاريخية قائمة على الشراكة الاستراتيجية، كما يؤكد أهمية الدور الذي تقوم به روسيا في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في إيجاد الحلول السلمية لمشاكلها.


الأردن، أكد العمل مع روسيا لإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة في القضية الفلسطينية نحو حل الدولتين "الذي يتعرض لخطر شديد نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تقوضه"، وأبدى اتفاقه مع الجانب الروسي على أهمية تفعيل الرباعية الدولية، وعلى دورها في تحقيق السلام.


وفي السنوات الأخيرة انخرطت موسكو في قضايا الشرق الأوسط بصورة متزايدة، ومن ذلك التدخل الروسي في الأزمة السورية، وإسهامها في محاربة التنظيمات الإرهابية، والتوصل إلى اتفاقيات مناطق خفض التوتر؛ الأمر الذي أدى إلى الحد من العنف في العديد من مناطق سوريا، بحسب وزارة الخارجية.


 تعاون في مجالات عدة


وبحسب موقع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وقّع الأردن وروسيا اتفاقاً لبناء محطة الطاقة النووية. ولتطوير التعاون بين البلدين في المجال السياحي، أهدى جلالة الملك عبدالله الثاني روسيا قطعة أرض قرب منطقة المغطس، شُيّدت عليها كنيسة أسهمت في زيادة أعداد الحجاج المسيحيين لهذا الموقع الديني التاريخي.


ولروسيا دور كبير في استقبال الآلاف من الطلبة الأردنيين الذين درسوا في جامعاتها، وأسهموا بعد تخرجهم في بناء الأردن.


رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أشار خلال لقائه بسفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى المملكة غليب ديسياتنيكوف، إلى أهمية تفعيل العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين والارتقاء بها؛ انطلاقا من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.


ودعا الفايز إلى فتح الأسواق الروسية أمام الصادرات والمنتوجات الزراعية الأردنية، وتخفيض رسوم دخولها السوق الروسية، وإزالة أي معوقات تعترض تفعيل الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والسياحية والاستثمارية.


وعلى صعيد القضية الفلسطينية ذات التماس الأقوى مع الأردن ومستقبله السياسي، فإن روسيا عارضت بوضوح ما يسمى بصفقة القرن الإسرا-أمريكية السرابية، وإن تمكنت واشنطن ومن خلفها تل أبيب من تحويلها إلى واقع مؤسف وعلى شكل خطوة واحدة، وأضرت بمعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية 1994، ومست الوصاية الهاشمية على المقدسات في فلسطين، رغم عمقها التاريخي الذي يعود إلى عهد ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي 1924.


ودعا وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى نقل ملف ترحيل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى قبة مجلس الأمن. وهي، أي روسيا، من كشفت الزيف الأمريكي الإسرائيلي المشترك عندما رفض مجلس الأمن التصويت إلى جانب الصفقة المشؤومة. وتصويت ساحق لصالح رفض أي تغيير قانوني لمدينة القدس المحتلة بحجم (128) دولة من قبل الدول المعتمدة في الأمم المتحدة، وفي مقدمتها روسيا. والمعروف بأن روسيا من أهم الدول المطالبة بحل الدولتين، وباعتماد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن (181/194/ 242، 338) المتضمنة حدود الرابع من حزيران. وفي المقابل على العرب أن يتحملوا سياسياً إخفاقهم في وضع القضية الفلسطينية فوق طاولة لقاء بوتين – ترمب في هلسينكي في فنلندا، هذا العام 2018، بينما استبق نتنياهو اللقاء بزيارة لموسكو وقبلها لواشنطن لطمس القضية الفلسطينية، ونجح في تحويل أنظار امريكا وروسيا لأهمية مساعدة إسرائيل فقط.


وتمكنت روسيا وبعد تدخلها عسكرياً من التعاون والتنسيق مع الأردن، ومن قلب الطاولة على الخطة (ب) العسكرية الأمريكية التي هدفت للإطاحة بنظام الأسد بعد زج العرب في مقدمة المشروع، فنجح خيارها العسكري ومطاردتها للإرهاب ، وحتى للإرهاب الخارج من بلاد السوفييت السابقة وبحجم (5000) خمسة آلاف مقاتل، والسياسي، واللوجستي كذلك، وتفوق حتى على الأمريكي، رغم التنسيق والحذر، وتم تقديم الحلول السلمية على العسكرية، ومن ثم دفعهما معاً إلى الأمام، والتمسك بصناديق الاقتراع في دمشق، والإشراف على صياغة دستور ديمقراطي عادل في سوريا، وإصرار أردني روسي مشترك أكده الصفدي ولافروف لحل الأزمة السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن (2254)،

وعيون موسكو قلقة على إدلب البوابة الأخيرة للسلام السوري. وهي تتحرك وسط العرب من منطلق التوازن العسكري العلني مع أمريكا والتفوق عليها سراً.


ان العلاقة الاردنية – الروسية راسخة في توجهاتها ولا يمكن لها ان تتحول الا الى المزيد من الايجابية ولا شك ان الاردن وروسيا يعيان تماما الاعيب السياسة الامريكية التي تحاول فك الارتباط بين البلدين لكنها لن تفلح يذلك بالتاكيد .

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology