افراسيانت - عوض ضيف الله الملاحمه - إستغربَ كثيرون الأسلوب العنصري في تعامل رومانيا مع الفارين من أوكرانيا عندما لم تسمح بدخول الأفارقة والآسيويين الى أراضيها . كما استغرب الناس تعنصر بعض الإعلاميين الغربيين وقولهم ان النازحين الأوكرانيين بشرتهم بيضاء ، وعيونهم زرقاء ويشبهونهم وانهم ليسوا مثل لاجئي الشرق الأوسط !؟
يبدو أننا إما شَطبت تاريخ ، او اننا لا ندرس التاريخ ، او لا نفهمه ، او اننا لا نعتبر من حوادث التاريخ ، أو ان ذاكرتنا ذاكرة سمكة . كيف لإنسان عاقلٍ ، مُطلع ، ومتابع للأحداث والحروب العالمية ان يستغرب ، او يندهش من عنصرية الغرب عامة !؟
الغرب قاتل ، عنصري ، مُحتل ، مُختل ، ومزودج في معاييره . الغرب إستعماري ، إنتهازي ، مصلحي . الغرب سادي ، الغرب سارق ، الغرب بدون وفاء ، وبدون إنسانية . الغرب متسلط ، متوحش ، بدون أخلاق ، بدون قيم ، وبدون دين وهم على النقيض من سماحة المسيحية ، هذا الدين السماوي العظيم ، لأن غالبيتهم مُلحِدون ، لذلك فالمسيحية منهم براء .
كل ما ذُكر أعلاه توصيف فعلي ، وليس إنفعالي للغرب . ولتتضح الصورة فان التوصيف أعلاه يصف تعامل الغرب مع غيره من المجتمعات والدول . لأن تعامل دول الغرب مع شعوبها ، ومواطنيها مختلف تماماً ، لا بل متناقض تماماً مع تعاملهم مع الغير . أي ان الغرب في تعامله مع مواطنية : حضاري ، متقدم ، متطور ، إنساني ، قيمي ، أخلاقي ، عادل ، ومُنصف .
قِيم الأفراد والمجتمعات والدول تظهر عند التعامل مع الآخر الذي هو ليس جزءاً منه ، ولا صلة جينية او عرقية او دينية او وطنية بينهم . لأنه على المستوى الفردي تجد ان أعتى عتاة المجرمين يكون في قمة الحرص والرقة والحنان والدفء بتعامله مع عائلته مثلاً ، بينما يُقْدِم على إقتراف أقسى وأفظع الجرائم ضد الآخرين . وما ينطبق على الأفراد او الأشخاص ينطبق على الدول .
وأجد انه لابد من ان أُذكِّر ببعض الأمثلة الحقيقية والواقعية لتأكيد صحة موضوع المقال :-
١)) علينا ان نسترجع ونتذكر من هم السكان الأصليون للولايات المتحدة الأمريكية !؟ ألم يكونوا الهنود الحمر !؟ ألم تتم إبادتهم بكل وحشية ، وإحلال خليط من شعوب الأرض مكانهم !؟
٢)) ماذا فعلت امريكا في أفغانستان !؟
٣)) ماذا فعلت في العراق !؟
٤)) ماذا فعلت امريكا مع حليفها نورييغا !؟ ألم تختطفه من قصره في بلده وهو حليفها عندما غزت بنما !؟
٥)) ماذا فعلت امريكا في فيتنام !؟
٦)) ألم تساند امريكا الكيان الصهيوني وتحميه وتدعم توسعه وغطرسته وضربه عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة !؟
٧)) ألم تتخلى امريكا عن حليفها الشاه عندما وقعت ثورة الخميني عام ١٩٧٩ !؟ ورفضت استقباله ودفنه !؟
٨)) أما بريطانيا الامبراطوية التي كانت لا تغيب عنها الشمس فاجرامها يصعب حصره ، ومنه إعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
٩)) وماذا فعلت في الهند !؟ ألم يُجبروا الرجال والنساء الهنود على حمل البريطانيين على ظهورهم ، وكأنهم دواب !؟ ألم يثيروا الفتن بين السكان على أسس دينية وعرقية !؟
١٠)) ألم تنقل بريطانيا أعتى المجرمين من سجونها الى استراليا كمواطنين !؟
١١)) الم تعمل بريطانيا مع فرنسا على تقسيم الوطن العربي باتفاقية سايكس بيكو !؟
١٢ )) اما فرنسا فأقل ما فعلته قتل ( ١,٥ ) مليون جزائري ، وشيّدت من عظامهم وجماجمهم المتاحف والمباني !؟
١٣ ) ماذا عمل الامريكان مع الافارقة ، ألم يستعبدوهم !؟
١٤ )) قبل أيام صرح المرشح الفرنسي للرئاسة / إريك زمور بما يلي :- نعم لإستقبال لاجئي أوكرانيا المسيحيين ذوي البشرة البيضاء ، وأرفض إستقبال العرب المسلمين في فرنسا . هل هذا التصريح الغارق في العنصرية البغيضة يتناسب مع مرشح لرئاسة فرنسا !؟
١٥ )) كما إستمعنا لتصريحات عدد من الإعلاميين الغربيين الذين كانت تصريحاتهم في قمة العنصرية . وسمعنا عن إنزال الطلبة الدارسين في أوكرانيا من وسائط النقل لأن بشرتهم ليست بيضاء وعيونهم ليست زرقاء ، ورفضت دول غربية إستقبالهم
. ١٦ )) ومن أبلغ الأدلة على إجرام الأنظمة الغربية ، قتل عشرات الملايين في الحربين العالميتين الأولى والثانية .
١٧ )) من ألقى القنبلتين النوويتين على ناغازاكي وهيروشيما في الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ !
؟ ١٨ )) من أوجد منظمة داعش الإرهابية !؟ اليست امريكا !؟ التي هدفت منها إستخدام السذج من المسلمين ليقتتلوا فيما بينهم ، دون ان يعرفوا لماذا يقتتلون ، والقاتل والمقتول يهللان ب ( الله أكبر ) .
١٩ )) الم يسطوا الغرب على ثروات بلدان العالم وإتباع سياسات رديئة ولا أخلاقية لإفقارهم وتجهيلهم حتى يستمر إستنزاف ثرواتهم !؟
٢٠ )) ألم يقُم الغرب بافتعال عشرات ان لم يكن مئات الإنقلابات في العالم الثالث لتنصيب عملاء لهم يسهل إنقيادهم ونهب ثروات بلادهم !؟
٢١)) من أفقر وجهّل دول العالم الثالث !؟
٢٢)) أليس الغرب هو من يفتعل ويثير الحروب في العديد من بلدان العالم لتشغيل مصانع القتل والدمار لإنتاج أسلحة فتاكة !؟
وحشية الأنظمة الغربية تفوق وحشية الغاب مع الغير ، مع الذين ليسوا من أبناء جِلدتهم . يقتلون ، ويشوهون ، دون اي رادع أخلاقي ، او قيمي ، او ديني . الغرب عدو الإنسانية . الغرب عدو شرس لكل البشرية . والضعفاء ، العملاء ، المنتفعون ، المصلحيون من دول العالم الثالث يمهدون لهم ما يحقق أهدافهم الإجرامية ، غير الإنسانية.
لا يغيب عن بالي قولٌ للمفكر العربي البروفيسور / الهادي المنجرة عندما قال بما معناه :-(( لا تصدقوا جميع دول الغرب عندما تنادي بتطبيق الديمقراطية في بلدان العالم الثالث ، فهي تنادي بها فقط ، ولا تطالب الأنظمة بتطبيقها ، لان تطبيق الديمقراطية يضر بمصالحهم ، هم يطبقون الديمقراطية في اوطانهم فقط )).
إبتلي العالم أجمع بالغرب المتوحش . فوقعت الشعوب بين ضنك العيش ، وعمالة انظمتهم للغرب ، ولغياب الإنسانية عند الغرب ووحشيتهم التي يمارسونها على غير أبناء جِلدتهم ، فقدوا حياتهم ، وكراماتهم ، ولقمة عيشهم حتى لو مغموسة بشيءٍ من ذُلّْ . فلا تصدقوا أنظمتكم العميلة ، التي مهدت للغرب إستباحة أوطانكم ، ونهب ثرواتكم ، وخسرتم كل شيء حتى كراماتكم . وأختم : علينا ان لا نستغرب وحشية وعنصرية الغرب مع الغير ، لان حضاريته محصورة في تعاملهم مع شعوبهم .