افراسيانت - حاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري، امس، التقليل من اهمية الحشود العسكرية الروسية في اللاذقية، وامكانية ان تؤدي الى تحول في مسار الحرب السورية ضد التنظيمات التكفيرية، وعلى رأسها «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وهو ما يتناقض مع تسريبات مسؤولين عسكريين اميركيين، بالاضافة الى صور مأخوذة عبر الاقمار الاصطناعية، عن وجود عشرات الطائرات الحربية والطوافات وقطع مدفعية، فيما قالت مصادر عسكرية سورية رفيعة المستوى أن دمشق تسلمت طائرات حربية روسية وطائرات من دون طيار وأسلحة متطورة، وان أثرها بدأ يظهر في الغارات التي استهدفت مواقع تنظيم «داعش» في دير الزور والرقة.
ديبلوماسياً، بدأ المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تنفيذ خطته لحل الأزمة، حيث عقد اجتماعات في جنيف، خلال اليومين الماضيين، مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة المهمات شكلتها الأمم المتحدة.
واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الجيش الإيراني هو «القوة الرئيسية لمكافحة الإرهاب» في المنطقة التي عليها ألا تعتمد على «القوى الكبرى». وقال، في خطاب لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية، «نقول للعالم إن القوة الرئيسية لمكافحة الإرهاب هي القوات المسلحة الإيرانية وهي وحدها قادرة على تدمير الإرهابيين». وأضاف «في العراق وسوريا، وبطلب من حكومتيهما، ساعدنا جيشيهما على مكافحة الإرهاب».
وأعلن كيري أن روسيا زادت عدد طائراتها في سوريا، لكن يبدو أن تلك الطائرات تهدف حتى الآن إلى الدفاع عن قاعدتها الجوية، وليس شن هجوم. وكان كيري في رده يقلل من أهمية التقارير التي أشارت إلى أن تعزيز روسيا لعدد طائراتها وآلياتها ومعداتها في قاعدتها العسكرية في اللاذقية يمثل نقطة تحول في الحرب.
وقال «نعم لقد زادت (روسيا) عدد طائراتها، وهناك أنواع معينة من الطائرات يمكن أن تثير تساؤلات انطلاقا مما ستقرره روسيا بشأن نواياها على المدى الطويل»، لكنه تدارك «لكن في الوقت الراهن فان جيشنا ومعظم الخبراء يرون أن مستوى وطراز (الطائرات) يجعلانها تشكل حماية لانتشارها في قاعدة جوية، بالنظر إلى أن هذه منطقة نزاع».
واعتبر كيري انه وبينما تريد الولايات المتحدة وروسيا هزم «داعش» في سوريا، فان واشنطن تعتقد أن دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد يجذب المقاتلين الأجانب الذين يريدون هزمه. وقال إن «دعم الأسد هو دعم لحكومة أقلية علوية ألقت براميل متفجرة على شعبها، قصفته بقنابل الغاز، وارتكبت جرائم حرب، وجوعت شعبها وعذبته». ودعا روسيا وإيران للمساهمة في جهود حل الأزمة. وأعلن أن الولايات المتحدة مستعدة للبدء فورا في مفاوضات سياسية لإيجاد حل للازمة.
وذكرت مطبوعة «اي اتش اس جين انتلجنس ريفيو» المتخصصة في المعلومات العسكرية أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تظهر أن العمل «ربما يجري على إعداد موقعين» شمال مطار اللاذقية «لاستقبال قوات روسية». وقال محرر المطبوعة روبرت مونكس في بيان «يبدو أن الاستعدادات تجري لاستقبال قوات روسية» في مجمع استامو لتخزين الأسلحة ومجمع الصنوبر العسكري.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية سورية، لوكالة «فرانس برس»، إن الجيش السوري «بدأ باستخدام» أسلحة روسية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش».
وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى «نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع الجمعة الماضي» إلى قاعدة عسكرية في اللاذقية. وأضاف «بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور والرقة، تحديدا في استهداف أرتال لتنظيم الدولة الإسلامية»، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل ما لا يقل عن 38 من عناصر الدولة الإسلامية في ضربات جوية محددة شنها الطيران الحربي السوري» أمس الأول.
وأشار المصدر العسكري الرفيع المستوى إلى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتا إلى أنها «أسلحة دفاعية، وهجومية ولا تقتصر على الطائرات». وتابع «يرافق المقاتلات الروسية طائرة شحن كبيرة وطيارون روس مهمتهم تدريب الطيارين السوريين». وأكد أن الجانبين الروسي والسوري «لا يخفيان وجود عدد من الضباط أو الجنود الروس» مهمتهم تدريب نظرائهم على الأسلحة الجديدة.
وأكد مصدر عسكري آخر في اللاذقية لـ «فرانس برس» انه بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة «وصلتنا أيضا أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية، بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية». وأضاف «منذ نحو 20 يوماً بدأت القوات البرية في المنطقة الشرقية تلاحظ فرقاً كبيراً في العمليات العسكرية، وأصبحت القوات البرية مرتاحة أكثر بسبب التغطية الجوية التي تصيب أهدافها بدقة».
وقال احد المسؤولين الأميركيين إن من شأن الطائرات الروسية أن تتيح لموسكو «شن ضربات بعيداً في سوريا، وحتى في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال مصدر عسكري في الدائرة العسكرية الجنوبية الروسية إن أربع سفن حربية روسية بدأت مناورات في شرق المتوسط.
وكشفت مصادر روسية عن أن سفينة الحراسة «سميتليفي» أبحرت من قاعدة سيفاستوبول في البحر الأسود قاصدة جزر إيوني اليونانية في زيارة رسمية، لتلتحق عقب ذلك بمجموعة سفن المتوسط الروسية المرابطة في المنطقة.
دي ميستورا
ديبلوماسيا، اجتمع دي ميستورا ليومين مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة المهمات، شكلتها الأمم المتحدة، تمهيداً لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية.
وأعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي جيسي شاهين، في بيان، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وافق على أسماء الأشخاص المكلفين ترؤس هذه المجموعات. وهؤلاء هم النروجي يان ايغلاند (الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين) لشؤون السلامة والحماية، والسويسري نيكولا ميشيل (الرئيس السابق للشؤون القانونية للأمم المتحدة بين العامين 2004 و2008، وقد اضطلع بدور فعال في إنشاء المحكمة الخاصة للبنان) للمسائل السياسية والقانونية، والخبير السياسي الأستاذ الجامعي الألماني المتخصص في الشؤون السورية فولكر برتيس للجوانب العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، والسويدية بريجيتا هولست آلاني لإعادة اعمار البلاد والتنمية.
وتشكل مجموعات العمل الأربع هذه أساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا أواخر حزيران الماضي من اجل التوصل إلى السلام في سوريا، وذلك بعدما اخفق مؤتمرا جنيف حول سوريا في وقف الحرب.
وأشارت شاهين إلى أن دي ميستورا ومساعده رمزي عز الدين رمزي التقيا رؤساء المجموعات، موضحة أنهم ناقشوا خطط العمل لضمان التنسيق بين المجموعات و «إحراز تقدم». ونقل البيان عن دي ميستورا قوله «نأمل في أن تمهد النتائج الطريق لاتفاق سوري من اجل إنهاء النزاع على قاعدة بيان جنيف». وأضاف «تهدف مجموعات العمل إلى توفير منبر للسوريين للتعامل مع القضايا بعمق، وهي ليست جديدة بالطبع لكنها افتقرت حتى الآن لمناقشات مستدامة بين السوريين»، موضحاً أن مشاركة السوريين محورية لكن مجلس الأمن «شدد أيضا على ضرورة المساعدة الدولية والإقليمية النشطة».