افراسيانت - السفير - دخلت المفاوضات حول النووي الإيراني في فيينا ربع الساعة الأخير، من دون أن يلوح في أفق جلسات التفاوض الماراتونية، التي عقدت في فيينا، أمس، على مستوى وزراء الخارجية، أي إشارات لانفراجات كبرى. ففي وقت يدخل المفاوضون في سباق مع المهلة التي تنتهي اليوم، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الاجتماع الوزاري كشف عن استمرار وجود خلافات كبيرة بين الجانبين.
ونقلت الوكالة عن مصدر قريب من فريق التفاوض الإيراني أن «الاجتماع الوزاري بين إيران والقوى الست كشف أنه لا تزال هناك خلافات كبيرة.. لكن الجانبين يتسمان بالجدية أيضاً لحل الخلافات»، في ظل إعلان البيت الأبيض عن أن المحادثات في فيينا يمكن أن تتجاوز المهلة المحددة لها، ما يعني انه لم يتم التوصل حتى الآن إلى حلول للقضايا العالقة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست لدى سؤاله عما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتوقع «تجاوز» المهلة: «لن أقدم أي توقعات في هذه المرحلة.. أفضل القول إن هذا ممكن بالتأكيد».
وفي هذه الأثناء، أجرى وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولون إيرانيون في طهران «مشاورات مكثفة» حول البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني، وهي أحد أبرز المسائل العالقة، وفق ما ذكر مسؤول إيراني، أمس.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة النووية بهروز كمالوندي، أن وفد الوكالة الذرية المؤلف من خمسة أشخاص التقى خصوصاً مسؤولين في المنظمة المكلفة القضايا الإستراتيجية في البلاد وممثل الوكالة الذرية في إيران. وأوضح أن المحادثات التي ستتواصل تتناول «تفاصيل التفاهم الذي تم التوصل إليه خلال الزيارة الأخيرة» لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو لطهران الأسبوع الماضي.
إلى ذلك أوحى مصدر ديبلوماسي ألماني بأن سيناريو فشل المفاوضات قائم، قائلاً إنه «ليس مستبعداً»، وذلك خلال استراحة للمفاوضين في فيينا. وقال المصدر الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نتوصل بعد (الى اتفاق). علينا ألا نقلل من أهمية أنه لم تتم بعد تسوية عدد من القضايا المهمة. لن يتم التوصل الى اتفاق بأي ثمن، وإذا لم يحصل تحركٌ يتصل بهذه القضايا الحاسمة فالفشل غير مستبعد».
وتأتي هذه التصريحات بعد اليوم الطويل من المحادثات بين وزراء خارجية إيران والدول الست - الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، ألمانيا وفرنسا - في فيينا، وألمح مسؤول إيراني بدوره إلى أن وفد بلاده لم يعتبر مطلقاً أن اليوم هو المهلة النهائية للتفاوض، وقال «7 أو 8 تموز نحن لا نعتبر هذه تواريخ يجب أن ننهي فيها المهمة».
ويبقى الخلاف حول عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على برنامج إيراني للصواريخ الباليستية وحظر أوسع على الأسلحة، ضمن القضايا التي تؤخر التقدم في المفاوضات، وقال ديبلوماسي غربي لوكالة «رويترز»، إن الجانب الإيراني «يريد رفع العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية، ويقول إنه لا يوجد سبب لربطه بالمسألة النووية، وهي وجهة نظر من الصعب قبولها.. لا توجد رغبة في ذلك من جانبنا».
من جانبه قال مسؤول إيراني إن «الجانب الغربي لا يصر فحسب على إبقائها (الصواريخ الباليستية) تحت نطاق العقوبات بل وأنْ تعلق إيران برنامجها كذلك». وأضاف «لكن إيران تصر على حقوقها وتقول إن كل العقوبات بما في ذلك على الصواريخ الباليستية ينبغي أن تُرفع عندما تُرفع عقوبات الأمم المتحدة»، كما أبلغ مسؤول إيراني كبير الصحافيين أن طهران تريد رفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة أيضاً.
وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف سلسلة اجتماعات أمس الأول في محاولة للتغلب على العقبات المتبقية، ومن بينها رفع عقوبات الأمم المتحدة عن إيران وما هي الأبحاث المتقدمة وأعمال التطوير التي يمكن أن تقوم بها طهران، إلا أن جولة يوم أمس، لم توحِ سوى بالتأجيل.