افراسيانت - السفير - استحضر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أمس، مصطلح «النفير العام» لحثّ أبناء العشائر العراقية على الانضمام إلى برنامج التسليح والتدريب، الذي أعدّته الولايات المتحدة لهم مؤخراً، بغية إدخالهم بشكل رئيسي ضمن منظومة «الحرس الوطني»، في ظل إصرار واشنطن التي عاد المسؤول العراقي من جولة فيها مؤخراً، على «حشد» من تسميهم «المقاتلين السنة»، تمهيداً لاستعيابهم ضمن «الحرس»، الذي بشّر الجبوري بقرب التصويت على القانون المعدّ له مطلع الشهر المقبل.
ويأتي حديث الجبوري، في ظل دعوة المتحدث باسم تنظيم «داعش» أبو محمد العدناني، أمس، لأبناء العشائر العراقية للانضمام إلى تنظيمه، وقال إن «أهل السنة عامة بدأوا يلتفّون حول المجاهدين وارتاعت اليهود وارتعبت من بيعات شيوخ ووجهاء العشائر للمجاهدين كل يوم»، وأشار في هذا السياق إلى بيعات «شيوخ العشائر السنية» للتنظيم، وحذّر أبناء عشيرة الجغايفة في منطقة الحديثة في الأنبار من مواصلة قتاله، وقال إن أبو بكر البغدادي منحهم «فرصة للتوبة».
وخصص العدناني معظم كلمته التي استغرقت 29 دقيقة لمناشدة «السنة» في العراق للانضمام إلى «داعش»، قائلا إن «أعداءهم هم الكفّار والشيعة يريدون طردهم من العراق وتحويل البلاد إلى دولة شيعية»، ولفت إلى أنه «يتم تدريجيا اخلاء المناطق التي يسيطر عليها الروافض من أهل السنة عبر القتل واعتقالهم وتهجيرهم».
وحضّ العدناني «المسلمين في كل مكان» على أن يكون رمضان شهر «الجهاد» و «الشهادة»، وقال «نبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك.. فاغتنموه يا عباد الله، وبادروا لصالح الاعمال، وتحرّوا افضلها، وإن افضل القربات الى الله الجهاد، فسارعوا اليه، واحرصوا على الغزو في هذا الشهر الفضيل والتعرّض للشهادة فيه»، وأضاف «بادروا ايها المسلمون وسارعوا الى الجهاد، وهبّوا ايها المجاهدون في كل مكان، واقدموا لتجعلوا رمضان باذن الله شهر وبال على الكافرين».
من جانبه قال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن «على العراقيين شد العزم وتحشيد كل الجهود وإعلان النفير العام في سبيل مواجهة الإرهاب بدءاً باستكمال التدريب وانخراط ابناء العشائر، خصوصاً في المناطق التي دخل فيها الإرهاب»، داعياً إلى مساندة القوات الأمنية و «الحشد الشعبي» وجميع الاطراف التي تواجه الإرهاب، كونه يمثّل تحدياً خطيراً ويحتاج الى جهد مكثّف يقوم به الجميع.
وشدّد الجبوري على أن «الجميع مدعو الى تفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي ينطلق من احترام الاتفاقات السياسية ووثيقة الاتفاق السياسية وإنجاز تشريعات أساسية مهمة»، ولفت في هذا السياق إلى أن البرلمان العراقي سيصوت على مشروع قانون «الحرس الوطني» المثير للجدل، مطلع تموز المقبل، بالإضافة إلى قوانين «العفو العام» و «المساءلة والعدالة» المتعلق بشكل أساسي بمن طالتهم أحكام «الإرهاب» من ضباط وقيادات في «حزب البعث» المنحلّ.
وتطرق الجبوري إلى زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، وأشار إلى أنه تقدم خلالها بطلب تقديم الدعم الإنساني للنازحين، وتسليح القوات العراقية، مؤكداً «أن هناك استعداداً للعراقيين لمقاتلة داعش، بشرط توفر المستلزمات كالتدريب والتسليح».
وفي هذه الأثناء، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم، إنه تم استكمال الاستعدادات للبدء في عملية أولية من أجل «تحرير» مدينة الموصل من تنظيم «داعش»، خلال الأيام المقبلة.
وأشار إبراهيم إلى أن العملية تهدف إلى تطهير جنوب الموصل ومنطقة السد من عناصر «داعش»، معتبراً أنها ستكون خطوة أولى من أجل تحرير مركز المدينة، وفي حال نجاحها ستؤسس لعملية عسكرية أوسع.
وأكد إبراهيم أن قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية ستشارك في العملية، وتوقع أن لا يتمكن مقاتلو «داعش» من الحركة بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة. كما أشار إلى أن «قوات سنية» مؤلفة من 4 آلاف عنصر، مستعدة للمشاركة في العملية، إلا أنها بحاجة إلى أسلحة وذخائر.
ودعا إبراهيم إلى الإسراع في تسليح تلك القوات التي تتولى الحكومة المركزية تدريبها بالقرب من أربيل. ولفت المسؤول العسكري إلى شن طائرات التحالف غارات على مواقع تابعة لـ «داعش» في الموصل، الأسبوع الماضي، ما تسبب في إشاعة التوتر بين عناصر التنظيم.
وتخطط الحكومة العراقية للضغط على «داعش»، عبر التقدم تجاه مناطق سيطرته منطلقة من الأماكن التي توجد فيها قوات البشمركة شمال وشمال غرب الموصل. والتقى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، ورئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري، رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، في أربيل الأسبوع الماضي، وبحثوا تفاصيل عملية «تحرير المدينة».
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية، أمس، عن مقتل قيادي كبير في تنظيم «داعش» في غارة جوية على مدينة الموصل، منتصف الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن في بيان إن القتيل يدعى طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي، وأشار إلى أنه قيادي تونسي في تنظيم «داعش» كان يؤدي دورا مهما في تجنيد المتشددين من دول شمال افريقيا وارسالهم للقتال في صفوف التنظيم في سوريا والعراق.
ولفت وارن إلى أن القيادي كان «يهمّ» الولايات المتحدة أيضا لدوره المفترض في الهجوم الذي استهدف قنصليتها في بنغازي في شرق ليبيا في أيلول العام 2012، وأسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.
وقالت القوات العراقية إنها صدت هجوما شنه تنظيم «داعش» على بلدة الحصيبة في الأنبار. وأكد أحد الجنود العراقيين أن عددا من أعضاء التنظيم قتلوا في الهجوم، وأضاف «تمكنا من صد تنظيم داعش وحرقنا عدداً من آلياته ومعداته وقتلنا العديد منه وجثثهم باقية حاليا بالصحراء وإن شاء الله إن شاء الله منتصرون».
واستعادت القوات العراقية الحصيبة القريبة من الرمادي في أيار الماضي. وأكد مصدر عسكري لـ «رويترز» أن الحصيبة ما زالت تحت سيطرة القوات العراقية وهي آمنة.