-العرب يتفككون...!
-"اسرائيل" تكرس الاحتلال والضم..!.
-آفاق التسوية مغلقة بالحواجز والمعابر والبوابات والجدران والاستيطان...؟!!!
- والفلسطينيون يتساءلون: ماذا تبقى لنا من ارض لاقامة الدولة المستقلة..؟
*معطيات وحقائق الامر الواقع على الارض تشهد:
- المستعمرات الاستيطانية تنتشر على امتداد الجسم الفلسطيني.
- المستوطنون- ودولة المستوطنين دولة ثانية الى جانب"اسرائيل"...!
- الجدار العازل وتفريخاته من الجدران...!
- تداعيات المستعمرات والجدران على الارض والدولة..!
- تمزيق الوحدة الجغرافية والسكانية للضفة واقامة مدن المعازل...!
- الحصارات والاطواق والحواجز وتحويل حياة السكان الى جحيم...!
- الاغتيالات والاجتياحات وبلدوزر تدمير البنية التحتية..!
- تدمير البنية التحتية ومقومات الاستقلال والدولة...!
- تهويد المدينة المقدسة ومدينة خليل الرحمن...!
ربما تشكل العناوين اعلاه الخلاصة المكثفة جدا للمشهد العربي الفلسطيني في فلسطين في مواجهة "اسرائيل" العدوان والاحتلال والاستيطان والتهويد، فالعرب عمليا يتفككون ويتشظون ويفقدون البوصلة يوما عن يوم، وينجرفون الى القطرية والاقليمية والمسارية الاحادية، في الوقت الذي اصبح الفلسطينيون يتساءلون اليوم بعد واحد واربعين عاما على العدوان والاحتلال: ماذا تبقى لنا من ارض لاقامة الدولة الفلسطينية...؟، وذلك بعد ان اصبحت هذه الارض تحت السيطرة الاسرائيلية المطلقة، فدولة الاحتلال لا تنام ابدا وهي تعمل على مدار الساعة على تكريس الاحتلال والضم وتغلق آفاق التسوية السياسية بالحواجز والمعابر والبوابات والجدران والاستيطان...!
ولذلك لا نبالغ حينما نقول ان حرب حزيران 67 والهزيمة العربية الساحقة فيها شكلت بكل ما أفرزته من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية وسيكولوجية وجيواستراتيجية، تحولاً خطيراً في مجرى الصراع العربي -الإسرائيلي ما زلنا نعاني منه عربيا حتى اليوم والى اجل غير مسمى، نظرا لما نتج عنها من خللٍ خطيرٍ في توازن القوى بين العرب و"إسرائيل"، ما سمح لتلك الدولة بان تصول وتجول وتشن الحروب المتواصلة على العرب والفلسطينيين.
واليوم وبعد واحد واربعين عاما من الهزيمة والحروب الاسرائيلية المفتوحة تبقى الاسئلة الكبيرة تتفاعل على الاجندات العربية :
- لماذا حصلت الهزيمة آنذاك...؟
- ولماذ الهزيمة المستمرة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم...؟
!
- وهل استخلص العرب يا ترى العبر والدروس اللازمة من الهزيمة...؟!
- والى اين تسير الاوضاع العربية في ضوء ذلك...؟
وانتقالا الى قراءة المعطيات والحقائق التي باتت قائمة على الارض الفلسطينية المحتلة فنشير هنا الى ما قاله خليل شيحة مدير عام جمعية التنمية الزراعية في فلسطين في حديثه عن ذكرى الهزيمة واحتلال الضفة المحتلة من "أن الاحتلال منذ اليوم الأول لاحتلاله الضفة عمد إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شانها تكريس احتلاله عليها ".
وهكذا في هذا السياق تتابعت السياسات الإسرائيلية التكريسية للاحتلال وكان أقربها وأخطرها مخطط جدار الضم والتهويد العنصري والذي يعزل ما نسبته 35% من مساحة الضفة الغربية.
يضاف الى ذلك سيطرة "إسرائيل" على 90% من المياه القابلة للاستخدام حيث حرمت بذلك حوالي 220 تجمعا فلسطينيا ريفيا من شبكات الري".
ناهيك عن قيام الاحتلال بتدمير و قطع 3.5 مليون شجرة منها مليونان أثناء الانتفاضة الحالية فيما جرفت إسرائيل خلال الانتفاضة الحالية أيضا ما يزيد عن 76 ألف دونم من المحاصيل المختلفة إضافة إلى تدمير كم كبير من مزارع الدواجن و الأغنام.
ولذلك ليس عبثا ان يتساءل الفلسطينيون بمنتهى القلق: ماذا تبقى لنا من الارض لاقامة الدولة بعد تقسيم الضفة الى كانتونات معزولة وبناء المزيد من المستوطنات والطرق الالتفافية وعزلها عن قطاع غزة..؟.
فحسب أحدث التقارير الفلسطينية فقد حولت "اسرائيل" الضفة الى جزر معزولة". ويقول هاني المصري المحلل والكاتب السياسي "المشروع الفلسطيني في خطر شديد أكثر من اي مرحلة مضت وذلك بسبب تجاهل الأساس القانوني لحل القضية الفلسطينية من قبل الفلسطينيين انفسهم".
يضاف الى ذلك جملة لا حصر لها من العناوين التي تعكس حقيقة الاوضاع الفلسطينية.
ولعل الحقيقة الكبيرة الناصعة ايضا ان دولة الاحتلال لم تتوقف يوما أبدا عن سياسة التكريس والتهويد، بل انها فتحت منذ الاحتلال على الفلسطينيين كل الجبهات الممكنة المتاحة لديها. فمنذ البدايات الأولى للهزيمة العربية والاحتلال شنت دولة الاحتلال حربا مفتوحة على الفلسطينيين على قاعدة "حق اليهود في البناء والسكن والاستيطان اليهودي وفي كل مكان، وهي قاعدة حق القوي على الضعيف"، وعلى قاعدة أن الضفة الغربية وقطاع غزة جزء من "أرض إسرائيل أيضاً ".
وفي أعقاب انتفاضة الاقصى/2000 كشرت "اسرائيل" عن أنيابها تماما فاعتبرافرايم سنيه، الجنرال احتياط ونائب وزير "الدفاع" الإسرائيلي سابقا "أن هذه المعركة هي الأخيرة في الحرب من أجل أرض إسرائيل"، ومن جهته، اعتبر باراك "أن حدود إسرائيل في المعركة حيث يجري وضع آخر وتد استيطاني".
ان ما جرى ويجري هناك يحكي لنا قصة النكبة/الكارثة والبطولة الفلسطينية التي تجلت وما تزال امام العالم بالبث الحي والمباشر..!
وهنا في هذا الصدد ونحن امام الذكرى الحادية والاربعين لحرب وهزيمة حزيران 67، وقد كنا قبل ايام امام الذكرى الستين للنكبة واغتصاب فلسطين، نوثق ان فلسطين من البحر الى النهر باتت تحت مخالب الاغتصاب والتهويد والاقتلاع والترحيل، وهذه العملية تجري مع بالغ الاسف تحت مظلة "عملية السلام والتطبيع" في هذه المرحلة، وعلى مرأى من العالم العربي والمجتمع الدولي...
ليتضح لنا بالمعطيات والارقام الموثقة ان خرائط الحرب والجدران والاستيطان هي التي تهيمن اليوم، اذ تتواصل في كل ارجاء الضفة معركة تحويل كل مدينة او قرية فلسطينية الى جيب منقطع محوط بمناطق سيطرة اسرائيلية عسكرية واستيطانية على حد سواء.
في الوقت الذي يغيب فيه الدور العربي العروبي الحقيقي عن كل ما يجري هناك...!