افراسيانت - يؤكد خبراء مقدسيون ، ان باب العمود احد ابواب مدينة القدس ، معلم بارز يدل على عمق وتواصل التراث التاريخي للمدينة المقدسة.
يقع باب العمود في الجدار الشمالي لسور القدس حيث يعتبر الباب الرئيس للدخول الى زهرة المدائن ، وتميز هذا الباب عن جميع الأبواب بأبراجه الدفاعية المتينة، وبالجمال والثراء المعماري، بالغ الذوق، عظيم الزخرفات الجمالية الرائعة والأكثر استحقاقا للتأمل والتوقف عندها طويلا، فهو من ابرز نماذج العمارة العسكرية في القرن السادس عشر الميلادي. وتعرض هذا الباب للتدمير الكامل اثناء الحروب، وأعيد بناءه بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني وتم الانتهاء من بنائه عام 1538م.
ويقول روبين ابو شمسية الباحث في تاريخ القدس ل "القدس" ، ان باب العمود المعماري صممه درويش الحلبي الذي قدم من مدينة حلب الى القدس واستقر بها. أما المشرف الإداري والمالي على هذا الباب، فقد كان محمد شلبي النقاش ، مشيرا الى ان لباب العمود عدة اسماء منها: باب نابلس، وباب القديس اسطفان، وباب دمشق، والباب الشمالي.
وعند بناء الباب في العهد الروماني أيام الإمبراطور هادريان، أضيف عمود في ساحة الباب من الداخل وفوق هذا العمود انتصب تمثال ضخم للإمبراطور هادريان. وبسبب هذا العمود، حافظ سكان القدس على تسمية باب العمود، مما يدلل على عمق وتواصل التراث التاريخي .
ويقود باب العمود الى الأسواق الرئيسة التي تبدأ بعد الباب مباشرة وتنتشر داخل البلدة القديمة في كافة الاتجاهات، كما أنه بالطبع يقود الى الحرم الشريف.
ويؤكد الباحث ابو شمسية ، ان باب العمود هو في الواقع أجمل ابواب السور وأكثرها ثراء من ناحية معمارية وزخرفية. بحيث يقع الباب في الجدار الشمالي لسور البلدة القديمة، ويؤدي الى شارعين رئيسيين هما : طريق خان الزيت والواد الذي يقطع البلدة القديمة من الشمال إلى الجنوب ويعرف حاليا عند أهل القدس باسم الواد.
ويقول : سُمي بباب العمود نسبة الى عمود كان موجوداً في الفترة الرومانية ( القرن الثاني الميلادي) يحمل ثمثالا لهادريان باني المدينة ( إيليا كابيتولينا) ، وللباب مستويين الأعلى عثماني وهو الباب الحالي، والسفلي عبارة عن قوس نصر ثلاثي لا يظهر منه الا المدخل الجانبي الشرقي، ويحيط بالقوس برجان بكل واحد غرفة واسعة ,ويؤدي الى طريق تعبر المدينة من الشمال الى الجنوب ويُسمى اليوم بالواد، ويتكون باب العمود من قسمين، سفلى وعلوي، والسفلى من بناء هادريان(117-138) في عام 135م، والباب السفلي يوصل الى متحف صغير يحكي عن تطور باب العمود وفيه جزء هام من الشارع الروماني الذي ينخفض عن المستوى الحالي لباب العمود. اما القسم العلوي فهو عثماني البناء والطراز ويعود الى عام 944/1537-1538.
ويقول الباحث ابو شمسية ان مزارعي القرى المجاورة من محافظة القدس وبيت لحم اعتادوا الترويج لمنتوجاتهم الزراعية امام هذا الباب ما قبل السبعينيات من القرن الماضي، كما كانت محطات الحافلات وسيارات الاجرة على الجانب الغربي خارج الباب، وعند بداية السبعينيات تم تطوير المكان من قبل بلدية القدس فتحول المكان الى مدرج حجري وازيلت المواقف الخاصة بالحافلات ومنع القرويات والمزارعين من بسط بضاعتهم امام الباب ، كما اتخذت بلدية القدس اجراءات عدة بهدف تهميش الباب ومنها تحويل الانظار الى باب آخر هو باب الخليل من خلال انعاش ما يسمى اليوم مجمع مأمن الله التجاري، ومنع البسطات امام وداخل الباب ومنع وجود مواقف مجانية بالقرب من الباب بهدف تقليل عدد الزائرين القادمين الى المدينة عبر الباب. كما فرضت مخالفات كبيرة على كل من يخالف بالاضافة الى مصادرة بضائعهم.
ومع مرور عام على هبة القدس ، تعيد الاذهان الى منطقة باب العمود التي شهدت خلال الاشهر الماضية العديد من العمليات ما تحولت الى منطقة يحتشد فيها جزء كبير من القوات الاسرائيلية التي تقوم بوضع الحواجز وتفتيش الشبان .