افراسيانت - تفتتح مؤسسة المعمل للفن المعاصر يوم الخميس المقبل معرض "على ابواب الجنة الثامن: ما قبل وبعد الاصول" في البلدة القديمة في القدس وفي مخيم شعفاط بمشاركة أكثر من ٣٠ فنانا محليا وعالميا ضمن فعاليات قلنديا الدولي ٢٠١٦، المحفل الملهم للفنون البصرية المعاصرة الذي ينظم مرة كل عامين. وتبحث الاعمال الفنية المشاركة في المعرض موضوع العودة من زاوية مقدسية، وتجمع ما بين فنانين من مخيم شعفاط، وبيت لحم، ورام الله، والجولان، وجنوب افريقيا، واستراليا، والكونغو، وبورما والمانيا وهولندا.
واشار جاك برسكيان مدير المعمل وعضو اللجنة التحضيرية في قلنديا الدولي الى أنه "بعد حوالي 70 عاما، آن الاوان لأن نقف ونفكر ونثير نقاشات جديدة ذات معنى حول النكبة وأن نضع تخيلات وتصورات لعودة ممكنة في المستقبل. فالنكبة التي تم فيها اقتلاع أكثر من 60٪ من الشعب الفلسطيني من ارضه، لا زالت مستمرة. ومن المهم أن نتمكن كمؤسسات ثقافية وفنية ابداعية في فلسطين والشتات من محاكاة الواقع واستشراف المستقبل من خلال طرح أمثلة عملية للعودة، تشكل بديلا للخطابات المستهلكة التي عفا عليها الزمن. ووضع تصورات للعودة هو الخطوة الاولى التي يجب أن نتخذها كفلسطينيين لتحقيق العودة الفعلية على أرض الواقع وايصال صوتنا وقضيتنا الى العالم، في وقت يشهد فيه مآسي اللجوء كما لم يشهدها من قبل."
ويبحث الجزء الاول من المعرض في مقر مؤسّسة المعمل في مسألة العودة من خلال قطعتين هامّتين من الإرث الثّقافيّ الفلسطينيّ واللّتان لا تستطيعان العودة إلى موطنهما. إحداهما هي لوحة فسيفسائيّة من القرن السّادس الميلاديّ، سُلبت من مكانها في صحراء النّقب بعد الحرب العالميّة الأولى ونقلت الى استراليا حيث ثبتت بشكل دائم في المتحف التذكاريّ للحرب في العاصمة كامبيرا. ويسلط الفنّان توم نيكلسون الضوء على هذه القطعة من خلال عمل فني يقوم من خلاله بطرح مفهوم عودة هذه القطعة. أما القطعة الثّانية فتتعلق في مجموعة من الحجب والتّعويذات التي قام بجمعها د. توفيق كنعان الطّبيب المقدسيّ والباحث في الأعراق البشريّة في فترة الحكم العثمانيّ والانتداب البريطاني. ويشمل المعرض عملا يطرح عودة هذه المجموعة، الموجودة اليوم في رعاية متحف جامعة بيرزيت، الى القدس. كما ويشمل الجزء الاول من المعرض مجموعة جورج الاعمى من الصدف المحفور، والتي انتجت من خلال حرفة تمركزت في بيت لحم عبر مئات السنين، رغم اعتمادها على اصداف البحر، وكانت نقطة وصل ما بين البحر وتلاله.
ويحاكي المعرض في جزئه الثاني في مخيم شعفاط، الذي يلتف حوله جدار الفصل العنصري ويعزله عن المدينة، مشروع الفنان ريتشارد بيل المعروف "خيمة سفارة السّكّان الاستراليين الأصليّين" حيث يتحول المعرض الى "سفارة" او مكان يستقبل فيه سكان المخيم والفنّانون هناك، الضّيوف وزائري المعرض، لطرح الحوارات وتنظيم تدخلات فنية ونشاطات ثقافية تتمحور حول مسألة العودة. وترافق معرض على ابواب الجنة، الذي تنسقه فيفيان زيريل، حلقات نقاش وعروض افلام وجولات وموسيقى وغيرها من الفعاليات حتى نهاية شهر تشرين الاول/اكتوبر.
الفنانون المشاركون هم: بيسان ابو عيشة، اليزابيث بوفينالي، بينجي بويادجيان، ريتشارد بيل، ايمن حلبي، يزن خليلي، ياسر خنجر، شذى صفدي، وائل طرابيه، صبا عناب، تشيبومبا كاندا كاتولو، أليس كريشير، دونا كوكاما وجورج محشي، جواد المالحي، رندا مداح، محمد مغربي، جمانا مناع، كريستيان نامبيتا، توم نيكلسون، غوردون هوكي، ساوانغونغز ياونغاوي، الاقامة الفنية في جمعية دار للتخطيط المعماري والفني، مجموعة كارابينغ للافلام، وان جي او. وبمشاركة مجموعة توفيق كنعان للحجب بالتعاون مع جامعة بيرزيت، ومجموعة جورج الاعمى.
يذكر ان مؤسسة المعمل للفن المعاصر كانت قد أطلقت معرض على أبواب الجنة، عام ٢٠٠٧ من أجل تقديم الاعمال والعروض الفنية والانشطة الثقافية والتدخلات في الفضاءات العامة في أنحاء مختلفة من البلدة القديمة في القدس في محاولة لإعادة الحياة الثقافية الفنية لهذه المدينة المحتلة واستكشافها. ويذكر أن قلنديا الدولي هو فعالية تنظم كل عامين وتعنى بالفنون البصرية، وتستقطب زوار من فلسطين ومن جميع انحاء العالم بمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية في فلسطين وفي الشتات وتنظم هذا العام تحت شعار "هذا البحر لي".