افراسيانت - لمّح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال زيارته لمصر، إلى ان بلاده تقوم بـ «دور الوسيط» من أجل حلحلة مجموعة من المسائل العالقة بين دول المنطقة، في سياق الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـــ "داعش"، مصوباً بشكل غير مباشر على الدور التركي في الأزمتين السورية والعراقية، في ظل التباين القائم بين القاهرة وأنقرة.
وكشف العبادي في هذا السياق، عن انه ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما في القاهرة امس الاول، "اقتراحات" عراقية من اجل حل سلمي في سوريا، مشيرا الى ان هذه الافكار طرحت على دول عدة اخرى في المنطقة .
واوضح ان الاقتراحات العراقية تتركز حول ضرورة "ملء الفراغ" الذي سينشأ في المناطق التي يمكن تحريرها من سيطرة «داعش» في سوريا من خلال انشاء "إدارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في مرحلة انتقالية".
وأكد أن الهدف من الاقتراح العراقي هو منع تشكل "مجموعات إرهابية جديدة" في المناطق التي يتم طرد «الدولة الإسلامية» منها مستقبلا.
واعتبر العبادي، خلال ندوة له في «مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية» في القاهرة أمس، أن "تركيا أدركت خطر الإرهاب، وأصبح عبور المقاتلين عبر أراضيها قليلاً جداً"، في إشارة إلى الدور التركي في تسهيل عمل التنظيمات الإرهابية، والتحول الذي ذهبت إليه أنقرة متأخرة بعد تبدل الظروف الدولية والإقليمية بشأن دعم هذه الجماعات.
وفي سياق حديثه عن سوريا، ذكّر العبادي بأن "هناك قراراً من مجلس الأمن الدولي يحرم عبور مقاتلين من دولة لتنفيذ عمليات في دولة أخرى"، في إشارة إلى القرار 2170، مشيراً إلى أن "وقوف العراق مع سوريا هو موقف إنساني وشعور بالمسؤولية نتيجة التهجير والتشريد لأبناء الشعب السوري".
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أن حياة بومدين، رفيقة أحد محتجزي الرهائن الذي قتلته الشرطة الفرنسية في باريس والمطلوبة في فرنسا، دخلت سوريا في الثامن من كانون الثاني عبر تركيا، فيما رأت دمشق في هذا الإعلان دليلا على أن تركيا "ممر للإرهابيين".
ودافع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن بلاده، معتبرا أنه لا يمكن لوم أنقرة بعد أن دخلت المشتبه في تورطها في هجمات باريس سوريا عبر تركيا قبل وقوع الهجمات. وقال، في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، أن "السلطات التركية يلزمها أولا معلومات مخابراتية لمنع دخول مسافرين مشتبه بهم". وأضاف أن «تركيا رحلت من قبل ما بين 1500 وألفي أجنبي، لأن أسماءهم مدرجة في القائمة السوداء التي قدمتها وكالات مخابرات أجنبية.
وبدت زيارة العبادي لمصر أكثر محورية من سابقاتها في الدول العربية الأخرى، في ظل تعويل عراقي على دور مصري في تشكيل "تحالف عربي" في إطار الحرب على "داعش"، قد يسفر عن قيام محور بغداد - القاهرة ليمارس دوراً أساسياً في تدوير زوايا القضايا العالقة في المنطقة خصوصا في الشأن السوري.
الكلام حول التحالف الجديد عززه ما لفت إليه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب والمحافظات العراقي أحمد الجبوري، أمس، حول وجود "تحالف عربي داعم للعراق" لا سيما بعد جولة العبادي على عدد من الدول العربية، حيث وعدت "الإمارات بحثّ دول الخليج على دعم العراق".
وفي هذه الأثناء، يصر العبادي على مواكبة حركته الخارجية بمواصلة خطوات أسماها مراراً بـ "الإصلاحية"، وبدأتها حكومته في الداخل العراقي.
وأكد العبادي، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أنه يعمل على عملية "إعادة هيكلة الجيش العراقي"، التي ربما "تستغرق ثلاث سنوات"، معتبراً أن تشكيل جيش عراقي "أكثر كفاءة" قد يكون صعباً خلال الحرب الدائرة مع تنظيم "داعش".
وأوضح العبادي أن عملية "إعادة هيكلة الجيش" التي ستستغرق هذا الوقت لا تعني "أن القتال مع داعش سيستمر ثلاث سنوات"، بعكس ما يزعم مسؤولون عسكريون أميركيون، سبق ان لمّحوا إلى ان الصراع في العراق قد يستمر "لسنوات"، وأن "إلحاق الهزيمة" بـ "داعش" يعتمد على قدرة العراق على تكوين جيش "أكثر كفاءة".
وكشف العبادي عن أن القوات العراقية ستشن عملية عسكرية لاستعادة مدينة تكريت أحد أبرز معاقل تنظيم "داعش" في محافظة صلاح الدين خلال فترة قد لا تتجاوز "الشهر الواحد أو أقل"، في ظل الحديث عن معركة كبيرة يتم الإعداد لها لاستعادة مدينة الموصل، وهي مسألة كان العبادي أقل حسما بما يخصها، وقال: "لا أستطيع التحديد وربما يكون قريبا جداً.. أسرع من التصور. لا نريد أن نتقدم إلى الموصل بدون تخطيط، ولكن تكريت هي أقل من شهر".