اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والميليشيات المسلحة تؤدي إلى مقتل حوالي 23 شخصا وإصابة العشرات في بنغازي التي تشهد توترا أمنيا كبيرا.
بنغازي - افراسيانت - قال مسؤولون من طرفي الصراع في ليبيا إن الفصائل المتحاربة ستستأنف الثلاثاء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة داخل البلاد لاحتواء الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين.
وجاءت هذه الأنباء في الوقت الذي أعلن فيه مسعفون السبت مقتل 23 شخصا وإصابة نحو 69 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة جراء احتدام المعارك بين القوات الموالية للحكومة والإسلاميين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا ليصل عدد القتلى خلال أربعة أشهر من القتال هناك إلى نحو 700 .
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ أن أطاحت انتفاضة بدعم من حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي قبل نحو أربع سنوات مع وجود حكومتين متنافستين تتحالف كل منهما مع جماعات مسلحة تقاتل من أجل الشرعية في صراع يخشى الغرب أن يؤدي إلى حرب أهلية شاملة.
وتتمركز الحكومة المعترف بها دوليا بزعامة عبد الله الثني ومجلس نوابها المنتخب في شرق البلاد بعد أن تمكنت جماعة تسمى فجر ليبيا من السيطرة على طرابلس الصيف الماضي وأقامت حكومتها الخاصة وأعادت المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته للعمل مجددا.
وكانت الأمم المتحدة تمكنت الشهر الماضي من اقناع بعض أعضاء الفصائل بالمشاركة في محادثات في جنيف لكن البرلمان الموجود في طرابلس والمعروف باسم المؤتمر الوطني العام أعلن عن رغبته في إجراء الحوار داخل ليبيا.
وقال نائب رئيس مجلس النواب محمد شعيب لرويترز ان محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ستجرى داخل ليبيا يوم الثلاثاء مالم يحدث أي شيء غير متوقع.
وأكد عبد القادر حويلي العضو بالمؤتمر الوطني العام موعد إجراء المحادثات لكنه لم يكشف عن مكانها.
وقال برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي ليبيا في الأسبوع الماضي خلال زيارة لطرابلس إن المحادثات ستُستأنف في غضون ايام. وعقدت أول جولة من المحادثات التي تجري برعاية الأمم المتحدة في مدينة غدامس بجنوب ليبيا في سبتمبر أيلول ولكنها لم تحرز تقدما.
وتأمل الأمم المتحدة بجعل الجانبين يتفقان على حكومة وحدة وطنية . وتعتزم الأمم المتحدة ترتيب وقف إطلاق نار محلي وتبادل للسجناء كخطوة أولى لنزع فتيل النزاع.
وعقد الصراع معركة منفصلة في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا حيث شنت قوات متحالفة مع الثني هجوما في منتصف أكتوبر لطرد جماعات إسلامية مسلحة مثل أنصار الشريعة.
وقالت مصادر طبية وعسكرية إن 23 شخصا على الاقل قتلوا السبت فيما أصيب 69 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء احتدام المعارك في مختلف محاور القتال في مدينة بنغازي في الوقت الذي نجحت جمعية الهلال الأحمر في إجلاء 118 شخصا بينهم أجانب علقوا في مركز أمراض الكلى في المدينة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهلال الاحمر الليبي محمد المصراتي إن فريق الإخلاء في الجمعية تمكن السبت من توفير ممر آمن في الاشتباكات الواقعة في منطقة الهواري جنوب المدينة وتمكن من إجلاء 56 مريضا من مركز أمراض الكلى إضافة إلى 62 عنصرا من العناصر الطبية والطبية المساعدة 59 عنصرا منهم أجانب.
وأضاف أن الفريق تمكن من إجلاء 29 عنصرا من بنغلاديش و16 من الفيلبين و8 هنود، إضافة إلى 4 من مصر و2 من تشاد توزعوا بين العناصر الطبية والطبية المساعدة والعمال، لافتا إلى أن من بين الذين تم إجلاؤهم من المركز ثلاثة مسؤولين ليبيين يعملون هناك.
واشار إلى ان عملية الإجلاء شملت 15 عائلة ليبية تقطن في منطقة الهواري.
وكان مركز خدمات أمراض الكلى ناشد في وقت سابق السبت جمعية "الهلال الأحمر" الليبي سرعة العمل على إجلاء المرضى والأطقم الطبية العالقة داخل مقره في منطقة الهواري، وذلك بعد تساقط القذائف على المبنى وارتفاع التوتر الأمني في المنطقة.
وقال عضو المكتب الإعلامي بالمركز، معتز المجبري لفرانس برس إن "الوضع الأمني في غاية التوتر، نظرا لتساقط القذائف التي نشرت حالة من الهلع داخل المرفق الصحي، فيما علق داخله الكثير من المرضى والأطقم الطبية".
وطالب مركز الكلى في بيان وزارة الصحة بالحكومة الليبية الموقتة بسرعة التنسيق مع الوحدات الصحية في مدينة بنغازي وضواحيها لاستقبال المرضى الموجودين داخل المركز، مؤكدا أنه "من المستحيل عودة المرضى إلى مبنى الهواري مرة أخرى نظرا للظروف الأمنية التي تصاعدت حدتها السبت".
ويقع المركز في منطقة الهواري جنوب مدينة بنغازي قرب مقر ميليشيا راف الله السحاتي الإسلامية حيث تدور معارك بين الجيش من جهة والإسلاميين من جهة أخرى، ويحوي ذلك الخط على العديد من المراكز الطبية والخدمية التي بات من المتعذر الوصول إليها في ظل هذه الظروف.
في السياق ذاته، احتمدت العمليات العسكرية على مختلف محاور القتال في مدينة بنغازي، في الوقت الذي قال فيه مصدر في مركز بنغازي الطبي السبت، إن المركز تسلم ستة قتلى بينهم شخص مجهول الهوية، وخمسة وثلاثون جريحا، جراء المعارك التي تشهدها المدينة.
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري أن قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر أصدر أوامره بحسم معركة بنغازي، في أقرب وقت ممكن.
وقال المسماري إن الأوامر تقضي بالتحرك في محاور القتال الأربعة بالمدفعية والطائرات والدبابات. مؤكدا تقدم قوات الجيش البرية على أرض المعركة.
وتمكنت قوات الجيش السبت في إحدى عملياتها في منطقة الليثي من قتل خمسة متطرّفين بينهم أجانب، بحسب المسماري.
من جهته توقع آمر غرفة العمليات ومحاور القتال في بنغازي العقيد فرج البرعصي حسم المعركة قريبا، قائلا "ستكون مدينة بنغازي مصدر أمان لليبيا بالكامل، ذلك أن تحرير بنغازي هو تحرير لكل ليبيا.