هل تصبح لاتفيا راس الحربة الامريكية ضد روسيا؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - مع بداية العام الحالي احتشدت قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من 14 دولة، في قاعدة أدازي العسكرية في لاتفيا، وذلك للمشاركة في أكبر وأضخم تدريب عسكري للحلف منذ الحرب الباردة، في وقت تتوجه القدرات العسكرية والجهود لمواجهة روسيا، رغم اختلافات أعضاء الحلف بشأن طبيعة التهديد والإنفاق الدفاعي.


ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد بدأ التدريب بتحذير مفاده أن قوات العدو عبرت حدود لاتفيا مع روسيا، وتقترب من العاصمة، وعبر التواصل بلغات متعددة، ومن خلال أجهزة لاسلكي مختلفة، تسابقت القوات للدفع بالغزاة الوهميين باتجاه الأرض الرطبة التي ستتعثر فيها دباباتهم.


ويهدف تدريب هذا العام، الذي يحمل اسم Steadfast Defender 2024 "المدافع الصامد 2024"، إلى إرسال رسالة إلى موسكو مفادها أن الحلف "مستعد للدفاع عن أعضائه، خاصة القريبين من الحدود مع روسيا، بما في ذلك لاتفيا".


الهستيريا الغربية المترافقة مع الهزائم الاوكرانية على مختلف الجبهات مع روسيا ليس لها حدود,


وتجري مناورات هذا العام، وهي الأكبر منذ عام 1988، على مدار 4 أشهر حتى مايو، في مواقع تمتد من الدائرة القطبية الشمالية إلى البحر الأسود، ويشارك فيها نحو 90 ألف جندي، و1100 مركبة قتالية، و80 طائرة، و50 سفينة بحرية.


وتأتي العملية التي تجري في لاتفيا، ضمن عدة عمليات نُفذت على مقربة من الحدود الأوربية مع روسيا. فمنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وضع الناتو حدود أوروبا مع روسيا، نصب عينية .


ويُعد تدريب لاتفيا، الذي يجري على مقربة من العاصمة ريجا، الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة التي يجريها الحلف خلال هذا العام، حيث انضمت إلى 11 دولة عضو لديها بالفعل قوات في لاتفيا، بما في ذلك كندا، والولايات المتحدة وأيسلندا وإستونيا.  


وتشكل القوات الكندية المتمركزة في لاتفيا، أكبر انتشار للقوات في الوقت الحالي خارج أوتاوا، وبالنسبة للعديد من هؤلاء الكنديين، فإن الدفاع ضد روسيا يمثل "أمراً شخصياً"، خصوصاً مع تركز الكنديين في وقت سابق في قاعدة غرب أوكرانيا، حيث تولوا تدريب القوات المحلية في سنوات سابقة. ومنذ عامين، ضربت موسكو هذه القاعدة بالصواريخ، ما أسفر عن تدمير الثكنات التي كانوا يعيشون فيها.


ورغم تاكيد دول الناتو أنه من غير المرجح أن تُقدم روسيا على غزو صريح ضد أي دولة عضو مجاورة في المستقبل القريب، رغم تصريحات بعض القادة العسكريين في الحلف مؤخراً حول إمكانية أن تكون موسكو "قوية بما يكفي للهجوم في غضون سنوات قليلة".  


انضمت لاتفيا إلى الحلف في عام 2004، بعد 13 عاماً من استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، ومنذ ذلك الحين، أجبرت متطلبات ومعايير الحلف القوات المسلحة اللاتفية على تحديث جيشها، وحلت المركبات العسكرية الغربية محل النماذج السوفيتية القديمة.  


وفي حقبة ما بعد الحرب الباردة، كانت هذه الاختلافات التقنية غير ذات أهمية، لأن قوات الناتو من الدول المختلفة قلما حاربت إلى جانب بعضها البعض، أما الآن فهي بحاجة إلى أن تكون قادرة على تقاسم المعدات ومعرفة أن مدفع جيش ما يستطيع إطلاق قذائف مدفع جيش آخر.  


ووضع خبراء في الحلف معايير المعدات وعملوا من أجل ضمان عمل هذه المعدات بشكل متبادل، ولكن حتى بالنسبة لأحد معايير الناتو الأساسية، وهي قذائف المدفعية من عيار 155 ملليمتراً، فإن الدول الأعضاء تنتج "14 نموذجاً مختلفاً".


وجاءت العديد من أنظمة الأسلحة المختلفة التي تم تزويد أوكرانيا بها، والبالغ عددها 200 نظام تقريباً، من دول الناتو، وتسبب هذا المزيج المتنوع في "كابوس صيانة" لأوكرانيا، التي اضطرت إلى إجراء بحث مضن للحصول على قطع غيار.  


وخلال تدريب Crystal Arrow، عملت كتيبة يقودها اللفتنانت في جيش لاتفيا، جايديس لاندراتوفس، جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية، حيث قاموا بدور قوات غازية من دولة وهمية تحمل اسم "أوكاكوس"، وتم تمييزها بعلامات X حمراء على معداتهم، إذ يتجنب الحلف استخدام أسماء خصوم حقيقيين في التدريب.  


وكان اللفتنانت الكندي، جوناثان كوكس، الذي تمركز بصورة مؤقتة في لاتفيا للإشراف على المجموعة القتالية الدولية التابعة للناتو، قائداً لقوات الدفاع، التي تضمنت قوات من 11 دولة.


ومع انطلاق الغزو الوهمي، تحركت قواته واتخذت مواقع دفاعية في انتظار تلقي أوامر بشأن التعامل مع مهاجميهم.  


ووفق كوكس، فقد عانى الجنود الذين يتحدثون لغات مختلفة في التواصل فيما بينهم، ورغم أن الإنجليزية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان للناتو، إلا أن طلاقة التحدث بهما كانت متباينة.

لاتفيا وروسيا ..من يعوض من عن الحقبة السوفياتية؟


المثير للسخرية انه وبعد ما يزيد على عشرات السنين من تفكك الاتحاد السوفياتي أعادت لاتفيا فتح ملف ما تعتبره احتلالا سوفياتيا لأراضيها امتد لنحو سبعين عاما مطالبة روسيا بدفع تعويضات هائلة نظير ما تعرضت له من ظلم واضطهاد، وقد قوبلت هذه المطالب بسخرية روسية من أعلى المستويات بل وبالتذكير بما قدمته موسكو اقتصاديا لهذه الجمهورية في البلطيق، مما يطرح تساؤلا: من يعوض

من؟
فقد طالبت لجنة متخصصة شكلتها الحكومة اللاتفية عام 2005 لحساب الأضرار الاقتصادية والبيئية والديمغرافية التي تكبدتها البلاد جراء "الاحتلال" السوفياتي موسكو بدفع مبلغ 185 مليار يورو كتعويض.
وكانت اللجنة توقفت عن العمل في عام 2009 بسبب الأزمة المالية التي واجهتها لاتفيا ثم عادت لمزاولة نشاطها عام 2013.


وجاء إعلان مطالبة اللجنة اللاتفية بالتعويضات من موسكو بعدما وقع وزراء العدل في جمهوريات البلطيق الثلاث لاتفيا وليتفا وإستونيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 مذكرة تفاهم ونوايا لمطالبة روسيا بتعويضات مالية نتيجة الأضرار التي لحقت بجمهورياتهم خلال حقبة الاحتلال السوفياتي لها.


 وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق على مطالب لاتفيا لدى تشكيلها لجنتها عام 2005 قائلا "إن روسيا الاتحادية -وحرصا منها على عدم تكرار السيناريو اليوغسلافي على أراضي جمهوريات الاتحاد السوفياتي- قامت بعمل غير مسبوق في التاريخ الإنساني عندما تخلت عن عشرات الآلاف من الكيلومترات من أراضيها التاريخية للحفاظ على الأمن والسلام في الفضاء السوفياتي، وبعد ذلك تصدر مثل هذه الترهات للمطالبة بالتعويض".


واستعار بوتين خلال لقاء صحفي أجرته معه القناة الأولى الروسية عبارة شهيرة من التراث الروسي تقول "لن ينالوا من الحمار الميت حتى أذنيه".


وقد تناولت وسائل الإعلام وعدد من الساسة الروس هذا الموضوع بشيء من السخرية، فقد أوردت صحيفة "كومسومولسكايا برافد" الروسية ما دونته الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك بإعلانها عن جائزة لأفضل تعليق صحفي على نبأ التعويضات والمستحقات اللاتفية.  


وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي أندريه أونتيكوف إن روسيا اعتادت سماع مثل هذه التصريحات من المسؤولين اللاتفيين "وهم بذلك يحاولون استفزازنا".


واعتبر أن هذه التصريحات ليست بريئة، وأنها تأتي بدفع وتوجيه من الولايات المتحدة للإبقاء على التوتر بين روسيا وجيرانها كما هو الحال مع جورجيا.


ولم يستبعد المحلل الروسي أن تصدر دعوات مماثلة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة على اعتبار أن روسيا هي الوريث الشرعي له، واعتبر ذلك جزءا من خطط أميركية بحق روسيا.


وردا على المطالب اللاتفية لفت أونتيكوف إلى أن إنتاجية العمل في لاتفيا تضاعفت نحو ستين مرة بحلول عام 1965 قياسا بما كانت عليه قبل انضمامها للاتحاد السوفياتي، وتضاعفت معها القدرات الاقتصادية عشرات المرات.


وأضاف أن عائدات نقل النفط الروسي عبر شبكة الأنابيب التي مدها الاتحاد السوفياتي على أراضي لاتفيا تمثل 25% من إجمالي ناتجها القومي، وتساءل عما إذا كانت روسيا هي المدينة بعد هذه الحسابات أم لاتفيا؟


من جانبه، وصف خبير تقنية الحروب الإعلامية بافل رودكين المطالب اللاتفية بأنها "غبية" وغير واقعية، واعتبرها نابعة من الحاجة إلى التلاعب السياسي لصرف أنظار الشعب اللاتفي عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، على حد قوله.


وأشار رودكين إلى أن الاتحاد السوفياتي أقام في لاتفيا عشرات المصانع التي ما زالت قائمة حتى اليوم ويقوم عليها الاقتصاد اللاتفي، ومن أبرزها مصنع للسيارات والحافلات ومصنع للحديد والصلب والصناعات الثقيلة.


كما أنه -بحسب الخبير الروسي- شيد بنية تحتية تضم مؤسسات ومستشفيات ومدارس وشققا وغير ذلك من مواقع ما زالت موجودة حتى اليوم.


وأوضح أنه لو أرادت روسيا أن تطالب بالمليارات التي استثمرتها في عهد الاتحاد السوفياتي من الجمهوريات الأخرى لبلغت أرقاما خيالية.


تشعر الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية "بقلق بالغ" من نجاح روسيا بإنهاء حربها ضد أوكرانيا بشروط مواتية، وربما كان هذا هو السبب الذي دفع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إلى تحدي رغبة حزبه الجمهوري بقبول حزمة المساعدات الخاصة بأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار.


لكن الرئيس الروسي بوتين يرفض التحذيرات من هجوم روسي محتمل على أعضاء بـ"الناتو" مثل إستونيا، ويعتبره "محض هراء".


تبلغ الهستيريا ذروتها لدى بعض المسؤولين في الاتحاد الاوربي الى درجة ان رئيس لجنة شؤون الاتحاد الأوروبي في البوندستاج الألماني أنطون هوفريتر، حذر من أن صعود الأصوات الانفصالية في الولايات المتحدة، بما في ذلك من خلال تصريحات الرئيس السابق دونالد ترمب، بأنه سيدعو روسيا إلى غزو الحلفاء الأوربيين الذين "لا يدفعون بما يكفي للتمتع بحماية (الناتو)"، قد أدت بالفعل لـ"تآكل قوة الردع" لدى التحالف.


اذن امريكا تضغط على العديد من دول البلطيق بشكل تحريضي ضد روسيا ,


لكن الموقف الروسي لطالما كان واضحا وهو ان روسيا لن تقطع العلاقات من جانبها مع دول البلطيق , ومع مؤشرات الهزيمة الاطلسية في اوكرانيا لا تريد دول الحلف الاطلسي الاعتراف بهذه الهزيمة لكن ذلك لن يغير من الامر شيئا حتى لو تحولت دول اليلطيق الى مستعمرات امريكية كما هو الحال مع الدول الاوربية التي كانت ذات يوم دولا استعمارية فاذا بها اليوم تخضع بصيغة او باخرى للاستعمار الامريكي.

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology