افراسيانت - جميل يوسف الشبول - سوف تنتهي حرب غزة وكذلك المواجهة الاسرائيلية الايرانية وسوف يجلس اللاعبون في الملعب العربي يتقاسمون الغنم والغرم بغياب او تغييب للنظام العربي الذي آثر الجلوس على مدرجات الجمهور.
لانقول ذلك من باب القدح واستفزاز هذه الانظمة التي حولت فوهات البنادق للداخل لكننا نتمنى ان ينفض النظام العربي هذا الثوب وان يلبس ثياب الشعوب ويعود لاعبا مركزيا ووحيدا في ملعبه .
تدرك دول العالم انها ليست بمنأى عما يجري في غزة وان ارتدادات هذه الحرب ستطال الجميع ولا تستثني احدا وعليه فان مواقف معظم الدول تغيرت بتغيرات المعركة على الارض من جهة وتوجهات شعوب هذه الدول التي انحازت لحزب الانسانية والفطرة وهي تشاهد الجرائم الصهيونية بحق اطفال ونساء ومباني واشجار غزة .
لم يتغير شيء بموقف النظام السياسي العربي بل انه مارس نكرانا لما يجري على الارض ولم يلتقط اشارات 400 مليون عربي تصر الانظمة ان تجعلهم خارج سياج التاريخ منكرة ما حصل لهذا الشعب من تطور وضرورة تغيير اساليب الخمسينات والستينات في التعامل مع الناس.
لا مكان لمن يقف على الحياد ولا حياد اذا كان الحدث يمس الامة وكرامتها ويهدد وجودها عندها سنتحدث عن الفوضى خصوصا ان تساوت لدى الشعوب مكاسب الموت مع مكاسب الحياة .
مئة عام من عمرالامة لم ينجح احد ومئة عام من التصفيق على حساب السواد الاعظم من الشعوب.
على النظام العربي ان يستفيق من غفلته وان يستفيد مما يجري على الارض وان أميركا وطفلتها اسرائيل لم تعودا ضامنتين لاحد وان العالم يتغير وان احلافاً جديدة تتشكل وان دولا واحزابا وشخصيات سياسية في طريقها الى الزوال .
ربحت غزة وربحت القضية الفلسطينية وربح الشعب الفلسطيني في غزة وكسب احترام شعوب العالم وهو يواجه كل قوى الطغيان العالمي وكل ما انتجته مصانع اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والدولة المصطنعة من اسلحة .
ربحت غزة وربحت القضية الفلسطينية عندما عادت أميركا واوروبا تتحدث عن الدولة الفلسطينية بعد ان اسقطتها من حساباتها وما كان ذلك ليحدث لولا طوفان الاقصى والصمود الذي لم يشهده العالم من قبل.
ربحت غزة وخسرت اسرائيل اخلاقيا وعسكريا وكشفت للعالم عن حقيقتها وعن وجهها البشع وخسرت أميركا واوروبا لكن هناك خاسرا اكبر وهو النظام العربي برمته ان لم يسارع مستغلا الوقت الضائع الى قول كلمته الفصل والموحدة بان هذا العدوان يجب ان يتوقف وان هذه الدولة يجب ان تعاقب والا فان للشعوب رأياً اخر قادماً لا محالة .