افراسيانت - صالح البيضاني - صنعاء - عادت سلطنة عُمان مجددا إلى لعب دور تقريبي بين فرقاء الأزمة اليمنية، ما ساعد على لحاق الوفد المشترك للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالكويت لإجراء المفاوضات مع وفد الشرعية.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية العمانية أن السلطنة قامت بمساع مع مختلف الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر في ما بينها. كما قامت بتقديم كافة التسهيلات لدعم جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للتوصل إلى تسوية سياسية بين الفرقاء اليمنيين.
وقال مصدر مطلع على مجريات المشاورات في الكويت لـ”العرب” إن الوساطة العمانية نجحت في تغيير موقف الوفد المشترك، خاصة أن مقاطعة المفاوضات قد يضع المتمردين في مواجهة مع المجتمع الدولي.
وكشف المصدر عن أن وفد الحكومة الشرعية التقى بسفراء الدول الـ18 وبممثلي الأمم المتحدة وأبلغوهم أنه لن تتم الموافقة على شروط الحوثي الجديدة وأن الأربعاء هو آخر موعد للبقاء في الكويت إن لم يأت الوفد المقابل، وهو الأمر الذي دفع أميركا إلى الضغط على الحوثيين وصالح.
وكانت طائرة عمانية قد أقلت عصر الأربعاء وفد المتمردين إلى مسقط ثم إلى الكويت، حيث كان من المفترض انطلاق مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في الثامن عشر من أبريل الجاري.
ووفقا لرسالة وجهها إلى ولد الشيخ أحمد، فقد ترك وفد المتمردين الباب مواربا للمزيد من المراوغات السياسية التي قد تكون وراء إجهاض النسخة الثالثة من المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب في اليمن.
وجاءت الرسالة التي وقعها الحوثيون وصالح ردا على رسالة ولد الشيخ التي طالبهم فيها بسرعة الانخراط في المشاورات. وتضمنت الرسالة موافقة وفد الحوثيين وصالح على الذهاب إلى الكويت مع الإشارة لاحتفاظهم بالحق في تسجيل أي موقف “في حال عدم الالتزام بوقف الأعمال العسكرية أو فرض أي أجندة غير متفق عليها”.
ويرى محللون أن شروط الحوثيين وصالح، التي تضمنتها الرسالة، تهدد بإفشال التوصل إلى الاتفاق سلفا وهي الاستراتيجية التي دأب عليها الانقلابيون في جولات المشاورات السابقة.
وقال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي في تصريح لـ"العرب"، “ذهب الحوثيون إلى الكويت، لكي يخففوا من الخسائر التي لحقت بهم جراء محاولتهم التنصل من التزاماتهم تجاه هذه المشاورات”.
واعتبر المحلل السياسي فيصل المجيدي أن كل ذرائع الحوثيين وصالح لم تكن مقنعة بقدر ما كانت محاولة استباقية للضغط والتنصل من الاستحقاقات التي تنتظرهم في الكويت بعد أن استنفدوا كل مبررات المماطلة، حيث أن ولد الشيخ أطلعهم في صنعاء على جدول مشاورات الكويت وقدموا ملاحظاتهم عليه ووافقوا على الصيغة النهائية له.
ولم يستبعد المجيدي أن تكون لإيران رغبة في إفشال هذه المشاورات، مشيرا إلى أن ثمة علاقة بين تأخر ذهاب وفد الحوثي وصالح إلى الكويت وبين زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية وأنهم كانوا يريدون معرفة هل ستنتهي إلى إجراءات ضاغطة على إيران أم لا.
واعتبر المحلل السياسي عبدالله إسماعيل أن المتمردين وضعوا أنفسهم في موقف حرج، بتقديم أنفسهم دوليا بأنهم معرقلون لجهود التسوية، وداخليا ظهروا بأنهم مفلسون تماما، وقابلون للبيع والشراء.