افراسيانت - يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تجاوز الفتور الذي شاب العلاقات السعودية الأمريكية مؤخرا، إلا أن هذه المهمة تبدو صعبة في ضوء التصريحات الأخيرة للأمير السعودي تركي الفيصل.
تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض للمشاركة في قمة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، الخميس 21 أبريل/نيسان، الهادفة لردع الصدع الذي شاب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مؤخرا، والذي بلغ مستوى غير مسبوق منذ 70 عاما، تأتي تصريحات الأمير السعودي تركي الفيصل الأخيرة لتزيد من حدة التوتر القائم في العلاقات بين البلدين.
إذ أكد الأمير تركي الفيصل، الذي شغل سابقا منصب سفير السعودية لدى واشنطن، في حوار صحفي أن القمة الخليجية ستعيد تقييم العلاقات مع الولايات المتحدة، وستبحث مدى إمكانية التعويل والاعتماد على هذا "الحليف".
وأشار الفيصل إلى أن "الأيام الخوالي" مع الولايات المتحدة انتهت بلا رجعة، مبينا أنه حان الوقت لمراجعة المصالح المشتركة بين البلدين، ومن المعروف أن خطاب الأمير تركي الفيصل، الذي لا يتقلد حاليا أي منصب رسمي، يعكس مواقف كبار الأمراء السعوديين، كما يرى موظفون كبار في البلاط الملكي السعودي الذين يعتقدون بأن لآرائه تأثيرا في دوائر السياسة الخارجية بالرياض.
تجدرة الإشارة إلى أن العلاقات بين الحليفين السعودي والأمريكي شهدت عقبات منذ العام 2011 ، مع اندلاع الانتفاضات العربية، وحملت الرياض في حينها واشنطن "خطأ" عدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ليزداد التوتر حدة لا سيما بعدما توصلت إدارة أوباما إلى اتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
هذا وبلغت الأزمة بين السعودية والولايات المتحدة أعلى درجاتها مؤخرا مع تهديد الرياض ببيع أصول بمليارات الدولارات في أمريكا، على خلفية تقديم أعضاء في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، قد يسمح في حالة إقراره لعائلات ضحايا تلك الهجمات بمقاضاة السعودية والحصول على تعويضات منها.