افراسيانت - رام الله -"القدس" دوت كوم - يرى محللون ان وصف الرئيس الامريكي دونالد ترامب حركة حماس بانها منظمة ارهابية، من شأنه أن يخلق تداعيات وتاثيرات كبيرة على النسيج الوطني الفلسطيني، وأن خيارات السلطة أمام التحركات الامريكية المقبلة ومطالبها ستضع السلطة في مأزق كبير في حالتي القبول او الرفض.
ويثير وصف الرئيس الامريكي حركة حماس بالارهابية أمام القادة العرب في قمة الرياض مخاوف كبيرة حول مستقبل الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكيفية تعامل السلطة مع الحركة في حال الاخذ "بالتصنيف الامريكي للحركة" من قبل الاطراف الاقليمية والعربية، اضافة الى ان ذلك سيجعل مستقبل اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية محل شك.
وقال المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "وصف الرئيس الامريكي ترامب حركة حماس بالارهابية، من شأنه ان يخلق تأثيرات وتداعيات على ملف المصالحة، حيث سيكون عامل ضغط على حماس، ومن شأنه ان يوسع الشرخ الفلسطيني، حيث ان هناك توجهات لدى السلطة في حال فشل مفاوضات المصالحة مع حماس لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بالضفة الغربية، خلال الستة شهور المقبلة".
واوضح ان "خيارات السلطة المتاحة في ظل التغيرات الاقليمية محدودة، حيث ان هناك توجها اقليميا ودوليا لاقامة منظومة تضم الدول العربية الرئيسية وامريكا للدفع نحو فرض حل، تتولى فيه الدول العربية الضغط على السلطة بينما تتولى امريكا الضغط على اسرائيل".
وقال الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، في حديث لـ "القدس" دوت كوم ان توصيف ترامب لحماس كمنظمة ارهابية، من شأنه ان يخلق تداعيات كبيرة، موضحا ان "الخطورة تكمن في اسباب اطلاق هذا الوصف حيث انها (حماس) تتبنى الكفاح المسلح، وهو ما ينطبق على منظمات فلسطينية اخرى، وبالتالي يعني انه سيطال منظمة التحرير وشطب ارثها الذي يتبنى هذا النهج، وهو ما سيترتب عليه في حال قبوله والتعامل معه من قبل السلطة مكافحة حماس باعبتارها منظمة ارهابية يتوجب على السلطة مكافحتها، وهو ما قد يتسبب بحرب اهلية ويدمر النسيج الاجتماعي. اضافة الى ذلك ستجبر السلطة على قطع رواتب الاسرى واهالي الشهداء، وفي حال رفضت السلطة القيام بذلك فان اسرائيل ستقول بأن السلطة الفلسطينية تهادن الارهاب ولا تحاربه ولا يوجد شريك فلسطيني للتفاوض معه".
واضاف " خطورة هذا الوصف وامكانية قبوله من قبل العرب يستدعي من حماس وفتح التعقل والحكمة، والاخذ بكل هذه المتغيرات الاقليمية والدولية للوصول الى حالة مصالحة، والتي تتطلب تغييرا في المواقف والسياسات للوصول الى الوحدة".
ويرى عوكل ان خيارات السلطة الفلسطينية في ظل التحرك الامريكي "خطيرة في كلا الحالتين، في حالة القبول او الرفض، فاذا قبلت السلطة التحرك الامريكي العربي في ظل الحالة الاسرائيلية القائمة والانحياز الامريكي لها (علما ان اسرائيل لا تسير باتجاه تسوية على اساس رؤية حل الدولتين) ستكون الخسارة كبيرة. وفي حال رفضت ستدفع ثمنا كبيرا خاصة في ظل الوضع العربي والاقليمي غير المناسب الذي يندفع نحو مصلحة اسرائيل".
واوضح ان "الخيار الاساسي للخروج من هذا المازق هو ابقاء التعامل على ما هو عليه الان، وان نتجه نحو اعادة بناء الذات الفلسطينية، وتحقيق المصالحة الذي من شأنه ان يمكن فتح وحماس من تخفيف الثمن الذي سيدفع وفق الخيارات المطروحة الرفض او القبول".
ويرى المحلل السياسي، اكرم عطاالله، ان مسار المصالحة الفلسطينية المجمد (لا توجد أي مؤشرات على تحركه)، سيزيد الضغوط الامريكية وبالتالي ترسيخ الانقسام القائم.
واضاف عطاالله "ما تمارسه حماس على ارض الواقع يجسد حالة من حالات الاستقلالية عن السلطة، مما قد يدفع السلطة للتعامل ماليا بشكل مختلف عن السابق، وربما التوجه نحو الرؤية الأمريكية في التعامل مع حماس".