افراسيانت - لا شك في أن الأزمة الأوكرانية، هي من الأزمات المثالية والمرتجاة للحركة الصهيونية العالمية وللحكومة الإسرائيلية كذلك، إذ إنها الحالة المناسبة لدفع اليهود في أوكرانيا إلى الهجرة، وأن تكون إسرائيل من الوجهات المقصودة، خصوصا إذا ما وفرت الحركة الصهيونية تسهيلات نفقات السفر وأماكن الإيواء والنقل والتنقل، ووعود العمل والسكن..
بالمقابل ، يتجلى النفاق اليهودي من خلال زيارات المسؤولين الصهاينة الى اوكرانيا والتي كان اخرها زيارة المدعو زئيف اليكين وهو احد كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني وذلك للاعداد لمشاركة " اسرائيل " في تعازي بالذكرى 75 اما يسمى مذبحة بابي يار والتي يزعم ان عشرات الالاف من اليهود قتلوا فيها على يد الالمان في الحرب العالمية الثانية.
إن من يراقب جيداً أي أزمة تحدث في المنطقة، وكل المؤامرات التي تحاك لدول المنطقة، سيجد أن أصابع ورائحة الصهاينة تكمن فيها، في القاهرة، ودمشق، وبيروت، وبغداد، والخرطوم، وأديس أبابا، وأخيراً كييف، هناك دائماً رائحة المؤامرة الصهيونية. وما يؤكد ذلك أن هناك مقولة بارزة يرددها خبراء العلوم السياسية والعسكرية تقول: "ابحث عن الصهاينة.. ستعلم لماذا يشتعل العالم".
وعندما نتناول أمر منطقة مشتعلة في إحدى قارات العالم، لا يهم إن كانت في حوض النيل لحصار مصر، أو كانت في العراق لبدء دولتها العظمي من النيل إلى الفرات، أو في البحرين المتوسط أو الأحمر.
حقيقة أن إسرائيل كانت تسعى لوصول اليمين المتطرف إلى الحكم في "كييف" لسبب استراتيجي، وهو جلب عشرات آلاف اليهود الأوكرانيين إلى فلسطين المحتلة، للتأكيد على يهودية الدولة، فعدد اليهود في أوكرانيا يتراوح ما بين 300 إلى 400 ألفاً، بينهم أثرياء، ولعل دفع هؤلاء نحو الهجرة إلى فلسطين، يشكل مكسباً استراتيجياً للكيان الصهيوني، في ظل الفراغ الديموغرافي الذي تشهده إسرائيل، وتزايد معدلات هجرة اليهود العكسية من داخل الكيان إلى الخارج.
كما أن عضو الكنيست المتطرف "موشيه فيجلين"، كشف مؤخراً عن توقعات بهجرة ضخمة من أوكرانيا ودول أوروبية أخرى ستصل إلى إسرائيل خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى أن على إسرائيل أن تستعد لاستقبال 1.5 مليون يهودي.
إن كل ما جرى ويجري ليس بعيداً عن أعين واشنطن بل بدعم مباشر منها لهذه الاضطرابات فقد أرادت واشنطن دحرجة الأساليب القديمة بوجه روسيا لهذا دعمت وزجت بليفي " الصهيوني برنارد ليفي الذي كان يتصدر المظاهرات في اوكرانيا"لتحريض الأوكرانيين على مزيد من العنف والقوة بداعي الحرية والاستقلال على الرغم من أنه خلال ما سمي بالثورة البرتقالية في العام 2004 لم تسقط قطرة دم واحدة ولم تتوقف منشأة حكومية أو تحرق مؤسسات الدولة ولكن هذه المرة أرادوا أن يشعلوا كرة من النار في وجه الكرملين.
فاستغل الصهيوني برنار ليفي الانقسام داخل المجتمع الأوكراني بين اتجاهين لإشعال الفوضى فنفث سمومه في آذان أحزاب المعارضة الثلاث الوطن – واودار وسبوفودا الفاشي. إلا أن هذه التطورات انعكست سلباً على الجالية اليهودية التي باتت قلقة من تفشي اللاسامية في أوكرانيا بعد أن ظهرت بوادر أولية عبر كتابات تستهدف عدداً من الأماكن اليهودية.
يسجل الان توزيع مناشير في اوكرانيا مناهضة لليهود وتطلب منهم تسجيل انفسهم في لوائح مخصصة لهم مطالبا باحالة "هؤلاء الاوغاد" الى القضاء.
وتؤكد تقارير اعلامية هذا الامر مشيرة الى ان المناشير التي وزعت تم توزيعها قرب كنيس يهودي من قبل مجهولين لاذوا بالفرار قبل وصول الشرطة.
الاهتمام اليهودي باوكرانيا
لا ريب ان "للمافيا اليهودية" الاوكرانية دورا اساسيا في الأزمة الأخيرة بحسب ما تؤكده جهات ووسائل اعلام تعرف الوضع الاوكراني عن كثب.
إهتمام أثرياء اليهود بهذا البلد لا يشذ عن اهتمامهم بكافة مناطق العالم، حيث تسنح لهم الفرص لتكديس المليارات، على غرار كافة الأثرياء الآخرين من ديانات أخرى. إلا أنهم دوما لا ينفكون يدورون في فلك المشروع الغربي، والذي يشكلون جزءا لا يتجزأ منه، مهما ادعوا. بناء عليه لا بد للروس وغيرهم أن يبقوا على حذر. موقفهم الحالي الذي يرفض اتهام الجهات الأوكرانية اليمينية المتطرفة المعروفة بكرهها لليهود بالمعاداة للسامية، -كما يتهمهم الروس بذلك- لمجرد كونها موالية للغرب، مثير للريبة. لا بد من الوقوف عنده.
ومثالا على ذلك ، قالت صحيفة 'معاريف' العبرية ان 'احدى اعضاء البرلمان الاوكراني عن الحزب الذي هاجمته اسرائيل، وقالت انه حصل على نسبة كبيرة في الانتخابات الاخيرة في اوكرانيا بدأ بنشر الفتن والتصريحات ضد اليهود كما كان متوقعا'، على حد قول الصحيفة.
ونقلت 'معاريف' عن النائبة ايغورميرغوشانيستكو في حزب 'سفوبودا' التي قالت الصحيفة انها 'فاتنة الجمال بالشكل، لكنها عنصرية في الفكر والكلام ووصفت اليهود بالنتنيين على صفحتها في الانترنت'، مما اثار موجة احتجاجات في اوساط اليهود في اوكرانيا وحتى في الولايات المتحدة الاميركية حيث تربت النائبة الاوكرانية صغيرة السن وجميلة المنظر.
وطالبت التجمعات اليهودية في اوكرانيا والعالم الحكومة الاوكرانية بتوجيه اعتذار علني عن تصريحات هذه النائبة، التي وصفتها بالعنصرية، موضحة ان 'هذا المصطلح كان النازيون يستخدمونه ضد اليهود وفق هذه التجمعات'.
اضافة الى ذلك فلا تخلوا صفحات وسائل الاعلام المختلفة عن اخبار ملاحقة اليهود واحراق مقارهم وغير ذلك في اوكرانيا.
كيفية استغلال الاحداث؟
وبعد ان ظهر الكره الاوكراني لليهود خاصة بعد اعلان حزب الحرية الاوكراني ان على اليهود مغادرة اوكرانيا ، استغلت الوكالة اليهودية (وهي هيئة شبه حكومية إسرائيلية) أفعلنت إرسال مساعدة تهدف لتمويل حماية اليهود الأوكرانيين، بينما طالب حاخام الطائفة بأوكرانيا من أبناء طائفته بمغادرة العاصمة كييف خوفا من التعرض لهجمات في ظل الفوضى السائدة حاليا.
وقال الناطق باسم الوكالة أفي ماير "أرسلنا مساعدة أولى بطلب من قادة المجموعة اليهودية الأوكرانية لتمويل شراء أنظمة مراقبة وحماية للمؤسسات اليهودية وخصوصا المدارس والكنس". وأكد أن الوكالة اليهودية لا يمكنها إرسال عناصر أمن.
فيما تحرك مناحيم غولدمام " وهو رئيس المجموعة الاوربية لليهود " في نفس الاتجاه ليقدم رسالة الى رئيس اللجنة الاوربية جان هنكر يقول فيها انه يريد توضيح وضع اليهود في اوكرانيا.
ولكن .. مما لاشك فيه ان الفوضى في اوكرانيا هي لمصلحة اليهود الذين وان لم يجاهروا بالعداء لروسيا الا انهم يعملون ضد روسيا بكره شديد وبخبث واضح معتبرينها عدوة رغم كل النفاق والزيارات التي يقوم بها مسؤولون صهاينة الى روسيا.