افراسيانت - د.هاني العقاد - لم تتوقف الولايات المتحدة الامريكية عن محاولات فصل الامة العربية عن قضيتهم الام وجعلها قضية ثانوية وليست مركزية ولم توقف اشكال التخريب المقصود في ملف الصراع وتفكيكه بازاحة قضايا كبري في الصراع عن الطاولة كالقدس واللاجئين والحدود والاعلان ان اي مفاوضات قادمة بشان حل الصراع بين الفلسطينين والاسرائيلين لن تتناول قضيتي القدس واللاجئين . اليوم وبعد ان صمت العرب على موضوع القدس وبعد ان بدت الجامعة اعلربية عاجزة عن تنفذ مقررات القمم المتعاقبة التى دعت الي قطع العلاقات مع اية دولة تنقل سفارة بلادها الى القدس وبعد ان هيمنت ادارة ترامب على القرار العربي وباتت ترسم السياسة العربية لحظة بلحظة من داخل البيت الابيض ,لا بل وتلعب في فكر الشعوب الوطني لتغير ثوابت وطنية ورثوها من الاجداد وقرأوها في كتب التاريخ واهمها عروبتهم التي باتت محط استهداف ليبقي الطلوب هو اللجوء للولايات المتحدة الامريكية ووحدها لحمايتهم وبالتالي اصبح العرب كلهم أدوات توجهها هذه الدولة المنحازة كليا لاسرائيل ومشروعها الاستعماري لذلك نري مساعي تعبيد عشرات خطوط التطبيع العربي الاسرائيلي وطرق تشجيع اشكاله على اعتقاد ان هذا يوفر حماية للعرب من اي تهديد خارجي باتي من ايران ولم تكتفي الادارة الامريكية بهذا بل قامت باصدار التعليمات الامريكية للعرب بتسريع كل اشكال هذا التطبيع وتسير الوفود الاختصاصية بالمجالات المختلفة الى تل ابيب وبل العكس.
مؤتمر وارسو المزمع عقده في بولندا ما بين 12- 13 فبراير الحالي هو مؤتمر من اعداد واخراج ادارة ترامب تحت مسمي مواجه الخطر الايراني في المنطقة على اعتبار ان التحدي الاول اليوم في المنطقة هو ايران وسلاحها وصواريخها وهو التهديد الحقيقي للامة العربية وليس اسرائيل التى تهدد كل التراب العربي والهوية الفلسكينية بالذات وتفتت تماسك الامة العربية وتنتهك شرفها وتدنس مقدساتها وتحتل وتقتل وتدمروتعتقل الفلسطينين بل وتنخر في عظم العرب كالسوس الاسود , ليس هذا فقط بل تنفذ مخطط تهويد القدس والاستيلاء عليها عملا بقرار ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل ديسمبر 2017 . وهذا يعتبر تصريحا وخط اخضر لاسرائيل التي تستولي على القدس العاصمة التاريخية للفلسطينين وتدفع بالمتطرفين المستوطنين واعضاء الكنيست الي الاقصي ليس لتقسيمه زمانيا ومكانيا بل لاقامة ما يسمي جبل الهيكل في باحاته وقد تكون الخطة ابلغ من ذلك وهو محو المسجد الاقصي عن الخارطة رويدا رويدا عبر ازالة اجزاء كبيرة منه لصالح مشروعهم المزعوم . هذا المؤتمر هو مؤتمر الشر مؤتمر التطبيع العربي الاسرائيل مؤتمر الخيانة باعتبار انه سيكون فاتحة لتطبيع كافة دول الخليج العربي مع اسرائيل وهو اعلان رسمي للحلف العربي الامريكي الاسرائيلي الجديد . هذا المؤتمر سيلتقي فيه وزراء الخارجية العرب بنظيرهم الاسرائيلي وسيكون نتنياهو على راس هذا اللقاء وسيبحثوا سبل العلاقات المشتركة اقتصاديا وسيايا وامنيا وسوف تعقد في هذا المؤتمر العديد من اللقاءات في الدهاليز لتبحث ما هو سرا ومحرما , بالاضافة الي سبل دفع العلاقات بين العرب واسرائيل لتصل الى حالة العلاقات الرسمية .
الصراع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية لن تكون حاضرة في المؤتمر ولن تكون بالتالي مركز بحث باعتبار ان الادارة الامريكية الان ستعلن صفقتها المشؤمة بعد الانتخابات الاسرائيلية وما على العرب سوي مباركتها والمساهمة في تمريرها ليس اكثر ولن يتم بحث حل الصراع على اساس حل الدولتين الذي سيتجاهله المؤتمر تماما كما وسيتجاهل قرارات الشرعية الدولية واحترام حقوق الانسان الفلسطيني وسبل حماية هذه الجقوق التى لن يتناولها هذا المؤتمرلانه مؤتمر صهيوني بامتياز يسعي لاكتمال المشروع الصهيوني ومشروع دولة اسرائيل الكبري وانكار الحقوق الفلسطينية واهمها حق تقرير المصير . في هذا المؤتمر سيركز المؤتمرون على تحديث المبادرة العربية التى لم تعد عربية بعد ان داسها نتنياهو في اكثر من عاصمة عربية , واعتقد ان المبادرة العربية الان تم قلبها وتغير قراراتها لتصبح مبادرة تعني صنع السلام مع العرب والتطبيع والاعتراف والصلح اولا ومن ثم اجبار الفلسطينين على القبول بانهاء الصراع حسب المخطط الامريكي وصفقتهم المشؤومة والا فان امريكا والعرب واسرائيل هم الذين سيفرضوا الحل باسولبهم ومؤامراتهم الماكرة .
وزير الخارجية البولندي “ياتسيك تشابوتوفيتش” سيوجه دعوة رسمية للقيادة الفلسطينية لحضور هذا المؤتمر تحت عنوان بحث قضايا مهمة في الصراع , هذه الدعوة تاتي والقضية الفلسطينية تمر باحلك الاوقات مع توافر جملة من الدلائل تؤكد ان الامريكان وحلفائهم مزمعون على تصفية القضية الفلسطينية بالكامل وهنا لابد من القول ان اي قبول فلسطيني لحضور هذا المؤتمر ولو بمسمي رمزي فانها كارثة كبيرة وتساوق مع مؤامرة التطبيع والقفز على مركزية القضية الفلسطينية في الشرق الاوسط بل ويعني الانخراط في التطبيع وتشجيهة ’ وهنا نقول لا تذهبوا الي وارسو ايها الفلسطينين ولا تشاركوا في مؤتمرباي مستوي كان وعلى الرئيس ابو مازن ان يعلن صراحة عدم مشاركة فلسطينن واي فلسطيني يشارك في هذا المؤتمر هو خارج الاطار الوطني ولا يمثل الا نفسه ولن يكلف اي احد بتمثيل فلسطين او التحدث باسم الفلسطينين وبالتالي لا يجوز ايضا لاي من العرب التحدث نيابة عن الفلسطينين والتحدث في اي قضية من قضايا الصراع . ليس هذا فقط بل على قادة منظمة التحرير الفلسطينية الاستشعار بخطورة ما يجري ومخاطبة جامعة الدول العربية لتخاطب وزراء الخارجية العرب وتقنعهم بعدم المشاركة تحت اي مسمي وخاصة ان " فردريكا مؤغريني" مقررة السياسات الخارجية بالاتحاد والاوربي لن تشارك في المؤتمر ولن تحضر لان موقف الاتحاد الاوروبي من الصرع هو موقف ثابت بان اي حل للصراع او اي حديث في اي حل لا يرتكز الى حل الدولتين لن يحظي بقبول واسع زلن يوافق عليه الاتحاد الاوروبي .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.