افراسيانت - بقلم: ابراهيم دعيبس - لم يتركوا أمامنا...الا الإنفجار...!!
في كفر قدوم من محافظة قلقيلية كان المشهد مرعباً ومؤلماً، إعتقلوا طفلاً من داخل بيته وبدأت النساء تقاتل الجنود بكل قوة والطفل يتألم والجنود يدافشون بكل عنف وبنادقهم بأيديهم..وأخذوه الى الاعتقال والمحاكمة.
في القدس يواصلون إقتحام المسجد الأقصى ويصادرون مساحة واسعة بالشيخ جراح ويطردون سكانها بدعوى أنها ملك يهودي من أيام العثمانيين وينسون أنهم سرقوا كل ارضنا في فلسطين منذ بدء التاريخ، ويواصلون إقتحام الاقصى وإقامة الحفريات المدمرة في أسفله وهدم المنازل بالقرب منه.
إن رمى شاب فلسطيني حجراً يقتحمون البلدة كلها، وحين يعتدي المستوطنون على الناس ويقطعون الأشجار فهذا غير مهم ولا هو مشكلة.
بعض الأسرى يقضون عشرات السنين وراء القضبان ويمنعون أحياناً زيارة الأهل والأبناء...أما اليهود الذين يقتلون الجرحى ويطلقون الرصاص بكل الاتجاهات بدون خطر حقيقي، فإنهم يخفضون عليهم الأحكام ويفرجون عنهم.
يصادرون الأرض في كل المواقع ويقيمون المستوطنات ويقدمون التسهيلات للمستوطنين...وبالمقابل يواصلون هدم منازل الفلسطينيين بدعوى عدم الترخيص.
الممارسات الاحتلالية لا تتوقف والضغوط المختلفة على السكان تتزايد. لا يمر يوم دون حراك شعبي وطني رفضا لكل هذا الذي يجري ودون سقوط إصابات أو شهداء، هم لا يتوقفون والشعب لا يتوقف...فماذا ينتظرون...! الشعب لن يستسلم أبداً..والقادم ينذر بإنفجار كبير كما حدث في مراحل سابقة مختلفة...!!
أين القيادة مما يجري؟!
من يتابع المشهد الفلسطيني يحس أن القيادة في واد والناس والقضية في واد آخر. الاحتلال يبتلع كل شيء ولا رد للقيادة سوى الاجتماعات والبيانات والإدانات وكلها لم تعد لها أية قيمة عملية.
العالم العربي، يواصل التطبيع العلني والسري مع اسرائيل ولم يعودوا يهتمون بنا وبقضيتنا ولهم في ذلك حجتهم القوية وهي إننا لم نعد نهتم بالقضية عملياً بسبب مواصلة الإنقسام وتبادل المهاترات والاتهامات بين السلطتين في غزة والضفة.
وقد زاد الطين بلة قانون الضمان الاجتماعي الذي أثار غضباً وتظاهرات شعبية واسعة، وقد رش الملح على الجرح تصريحات لأحد الوزراء أساء فيه الى المتظاهرين بالخليل مما خلقت توتراً واسعاً ومطالبة بإستقالة هذا الوزير وربما الحكومة كلها، إذا لم تعتذر، أميركا تواصل الضغط بقطع المساعدات المالية عن السلطة والإعداد لتقديم صفقة القرن بعد الانتخابات الاسرائيلية وتلقى تأييداً غير معلن من عدد من الدول العربية، وهي صفقة نرفضها لأنها تبدو الضربة القاضية المقترحة للقضية الفلسطينية.
كل شيء يبدو سلبياً، نحن بالانقسام والعرب بالتجاهل وأميركا بالانحياز واسرائيلي بالغطرسة والتوسع، فماذا ننتظر والى متى نظل نقف موقف المتفرج أو الحاكم؟.
يتحدثون عن إجتماعات ولا أحد يتوقع شيئاً، ويجرون زيارات واتصالات عديدة بدون أية نتائج، ونظل نلف وندور بالدائرة المغلقة. فما هو المطلويب وماذا يجب أن نفعل والجواب لدى القيادة وهو من مسؤوليتها الأولى والأخيرة ولا بد أن تصحو وتبحث بموضوعية وتعيد تقييم المواقف والمطلوب. فهل تفعل ام نكتفي بالبيانات والادانات والارض تضيع والقضية تضعف..؟!.
التعليم لا التحفيظ
قررت وزارة التربية والتعليم إعفاء الطلاب والطالبات حتى الصف الرابع من أية واجبات منزلية والاكتفاء بما يتعلونه بالمدرسة، وقد رأيت ان هذه الخطوة ضرورية وهامة وعارض كثيرون هذه الفكرة، ولكل وجهة نظره.
حتى الصف الرابع يعني أن العمر نحو ٩ سنوات، أي أن المقصود هم الاطفال اولاً. وهؤلاء يقضون بالمدارس نحو ٧ أو ٨ ساعات غير المواصلات بين البيت والمدرسة، ومتى عادوا الى بيوتهم يرى البعض إلزامهم بمتابعة الدراسة وهذا يعني عدم منحهم أية فرصة للحياة العادية وممارسة هواياتهم ومعيشتهم الطبيعية.التعليم لا يعني التحفيظ أبداً كما هي الحال لدينا، حيث نرى الطلاب والطالبات يتفوقون بالاجوبة فقط لا التفكير، ومن أمثلة ذلك أن كثيرين من طلبة المدارس الحكومية يحصلون على معدلات باللغة الانجليزية أعلى من المدارس الخاصة التي تعلم الانجليزي بشكل أوسع، وهؤلاء المتفوقون بالانجليزية لا يستطيعون إجراء أية محادثة ولو بسيط بالانجليزية غير التي حفظوها.
التعليم يعني تطوير القدرة على التفكير والمنافسة وليس الحفظ، وفي دول غربية كثيرة يغادر الطلاب في المراحل الابتدائية مدارسهم ويتركون الكتب والدفاتر والحقائب بالمدرسة لكي تتاح لهم فرصة الحياة العادية غير الروتينية.
إن طلابنا، وكما نرى جميعاً، يمزقون كتبهم ودفاترهم ويرمونها بالشوارع بعد إنتهاء العام الدراسي لأنهم يرون فيه عبئاً وليس فائدة، ومشكلة وليس حلاً لأي شيء.
التعليم أساساً هو قاعدة التطور والتطوير، وهو بداية الاصلاح بالمجتمع والتعليم لا يعني مئات الجامعيين الباحثين عن وظائف، وإنما القدرة على البناء والتعمير، مما يعني ضرورة التوسع بالتعليم المهني وليس مجرد الاكاديمي.
اشير مرة اخرى الى أن التعليم ليس التحفيظ وانما خلق القدرة على التفكير والتطور والعلم.
الفساد باسرائيل
اسرائيل كما هو معروف، قلعة للفساد بكل أشكاله، من رئيس الوزراء أولمرت سابقاً، ونتانياهو حالياً، حتى اصغر الموظفين، مروراً بالوزراء وحالياً بالقضاة ورجال القانون وحماية القانون.
والاعلام الاسرائيلي لا يغطي على أحد ولا يرحم أحداً، وما هو فوق كل شيء هو القانون الفعلي وليس مجرد النظري، حيث أن القانون لا يرحم ولا يساير أحداً ولا كبير أمامه ولا رحمة لمن يخطىء ويثبت خطأه.
نحن في بلادنا العربية عموماً، ينتشر الفساد ويغيب القانون ولهذا أصبحت معظم دولنا مزارع للفساد بدون حسيب أو رقيب.