افراسيانت - أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، اول أمس الاثنين، أن قواتها الأمنية الخاصة نجحت في القبض على الإرهابي مصطفى الإمام في مدينة مصراتة بتهمة التورط في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر 2012، والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريسوفر ستيفنز و3 موظفين آخرين، وذلك في عملية سرية بليبيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بعمليات سرية مفاجئة في ليبيا سواء عن طريق قواتها الخاصة، من أجل القبض على مطلوبين لديها ونقلهم إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم، أو القضاء على قيادات جهادية تشكل خطراً على مصالحها.
أبو أنس الليبي
ففي أكتوبر 2013 اعتقلت القوات الخاصة الأميركية القيادي المتشدد أبو أنس الليبي واسمه الحقيقي نزيه الرقيعي قرب بيته في العاصمة طرابلس، وذلك بعد حوالي 13 سنة من المطاردة، حيث تعتبره واشنطن أكبر خطر يهدّد مصالحها، خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي اعقب الإطاحة بنظام معمر القذافي ورجوعه للاستقرار في ليبيا.
وأبو أنس الليبي كان من أهم المطلوبين على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي)، حيث تتهمه الولايات المتحدة الأميركية بالمشاركة في الهجومين على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا اللذين قتل فيهما 244 شخصاً وجرح أكثر من 5 آلاف سنة 1998.
وبحسب نص الاتهام، تحمّل واشنطن أبو أنس الليبي الذي عمل مهندساً في تكنولوجيا المعلومات لتنظيم القاعدة، كذلك مسؤولية تنفيذ عمليات مراقبة وتصوير السفارة الأميركية في نيروبي سنة 1993، قبل أن يقوم في السنة الموالية بدارسة عدة أهداف محتملة لاعتداءات مع أعضاء آخرين من القاعدة، وبينها السفارة الأميركية في نيروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية في المدينة نفسها وأهداف بريطانية وفرنسية وإسرائيلية في نيروبي، ليقوم بنقلها إلى أسامة بن لادن الذي كان آنذاك متواجداً في السودان.
كما وجهت محكمة مانهاتن الفيدرالية في نيويورك سنة 2000 إلى أبو أنس الليبي و20 عضواً آخرين من تنظيم القاعدة، من بينهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بالتآمر في قتل مواطنين أميركيين والتآمر لتدمير مبان وأملاك للولايات المتحدة على علاقة باعتداءات تنزانيا وكينيا.
واعتبرت الولايات المتحدة عملية اعتقاله في ليبيا بمثابة الإنجاز الكبير، بالنظر إلى المعلومات التي يمتلكها أبو أنس الليبي بشأن عمل الجماعات الإرهابية وأماكن تنقلهم ونشاطهم، حيث قام مجموعة من المحققين الأميركيين باستجوابه على ظهر سفينة الإنزال البرمائية "سان أنطونيو" مباشرة بعد القبض عليه، إلا أنه بعد نقله إلى الولايات المتحدة وقبل أيام من انطلاق محاكمته في واشنطن أعلن عن وفاته في مستشفى في نيويورك، بعد معاناة من مرض السرطان.
أحمد أبو ختالة
ورغم تنديد السلطات الليبية بالعمليات الأميركية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية على أراضيها واعتبارها بمثابة انتهاك لسيادتها، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية واصلت ملاحقتها للمطلوبين لديها، وبعد أقل من عام من عملية القبض على أبو أنس الليبي، قامت في شهر جوان/ يونيو 2014، مجموعة أميركية خاصة باعتقال الليبي أحمد أبو ختالة، بتهمة تدبير الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012، وقتل 4 أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، ونقله على متن بارجة إلى الولايات المتحدة بعد استجوابه على متنها.
ويعد أبو ختالة من أكثر الشخصيات المتشددة في بنغازي، حيث كان يقود كتيبة أبو عبيدة بن الجراح، التابعة لتنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، ووجهت له الولايات المتحدة بالإضافة إلى تدبير الهجوم على سفارتها ببنغازي، تهماً بالتخطيط لشن هجمات أخرى ضد أميركيين.
ويواجه أبو ختالة الموجود حالياً في سجن ألكساندريا بولاية فرجينيا الأميركية عقوبات تصل إلى الإعدام، حيث مازال يخضع للمحاكمة في واشنطن.
وإلى جانب العمليات الأمنية السرية التي قامت بها الولايات المتحدة في ليبيا عن طريق قواتها الخاصة للقبض على المطلوبين لها والتي بررتها بحقها عن الدفاع عن نفسها، قامت أيضاً باستهداف عدد من القيادات المتشددة الموجودة في ليبيا بغارات جوية من أجل القضاء عليها.
نور الدين شوشان
وفي فبراير 2016، نفذت قوات الجيش الأميركي غارة مفاجئة على مدينة مصراتة استهدفت التونسي والقيادي في تنظيم "داعش" نورالدين شوشان، وهو المشتبه به الرئيسي في هجومين شهدتهما تونس في 2015، استهدف أحدهما متحف باردو في العاصمة وأسفر عن سقوط 22 قتيلاً أغلبهم من السيّاح، والثاني فندقاً في سوسة أودى بحياة 38 شخصاً بينهم 30 بريطانيا.
مختار بلمختار
كما كان الجزائري والقيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار هدفاً لغارة أميركية في يونيو 2015 بمدينة أجدابيا، وبعدها بـ5 أشهر نفذت القوات الأميركية غارة أخرى على مدينة درنة استهدفت أحد كبار قادة تنظيم "داعش" في ليبيا العراقي أبو نبيل الأنباري واسمه الحقيقي وسام نجم عبد زيد الزبيدي، ما أدى إلى مقتله.