افراسيانت - تتسع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية التي فقدت مساحتها البالغة 5500 كم منذ عام 1967م ، ولم يبق للفلسطينيين سوى التجمعات السكنية من مدن وبلدات وقرى ومخيمات.
تصريحات القادة العسكريين والسياسيين حول مصادرات جديدة لأراضٍ في عدة مناطق وبناء وحدات سكنية ينزع الحياة من الفلسطينيين .
بشار القريوتي الخبير بشؤون الاستيطان قال : منظومة الاستيطان في الضفة الغربية توجع الفلسطينيين وتجعلهم بدون امل ومستقبل ، فتجمعاتهم اصبحت سجونا مقابل المشاريع الاستيطانية الضخمة في شمال الضفة الغربية ووسطها وشمالها ، والطرق الالتفافية وما عليها من اجراءات امنية زادت من خطورة الوضع الميداني، واوامر الهدم للمنشات الفلسطينية يقابلها بناء وحدات جديدة في المستوطنات ومصادرة ارض جديدة ايضا لهذه الوحدات ، والخرائط الهيكلية للمستوطنات تزداد يوما بعد يوم والبلدات الفلسطينية تحرم من البناء في اراضيها الخاصة .
واشار القريوتي الى ان ملف الاستيطان في حياة الفلسطينيين من اعقد الملفات ، فاعداد المستوطنين المتزايدة، تكون على حساب ما تبقى لهم من مساحات وثروات طبيعية ، ففي كل يوم تنهب مقدرات الفلسطينيين في وضح النهار ويحرم المواطن من الرد او الدفاع عن ماله وارضه وعائلته.
د. جاد اسحاق مدير معهد اريج في بيت لحم قال: الضفة الغربية تحولت الى معازل وكانتونات وسجون، والبؤر الاستيطانية اصبحت امرا واقعا، وحكومة الاحتلال تطبق مقولة شارون عندما عاد من واي ريفر وخاطب المستوطنين عليكم "احتلال التلال والقمم واي قمة نصل اليها لن نتخلى عنها وهي لنا ،والتي لا نصل اليها فهي لهم".
واضاف د. اسحاق:الاستيطان يستولي على 75% من اراضي الضفة الغربية ، وحياة الفلسطينيين تقع ضمن نظام الابرتهايد العنصري المستنسخ من جنوب افريقيا ، فهناك اراض لا يدخلها الفلسطينيون في العام الا مرة او ومرتين لقطف ثمار الزيتون بسرعة ولا يسمح لهم البقاء فيها ، وهناك شوارع يحظر استخدامها ، وطرق مغلقة بشكل كامل من اجل المستوطنين كما هو الحال في مدخل قرية كفر قدوم شرق قلقيلية ،عدا عن عربدات المستوطنين على الاهالي في الريف الفلسطيني ، وفي الاغوار والمناطق الحدودية ، فمساحة التحرك للفلسطينيين محدودة بشكل لا يوصف .
واشار د. اسحاق الى هناك لدى الاحتلال فريق الخطة الزرقاء للاستيلاء على اراضي الضفة الغربية وهو الذي يحدد اماكن الاستيطان الجديدة والحكومة الاسرائيلية تصادق على توجهات هذا الفريق الذي ينهب الارض يوميا من اجل الاستيطان وتطويره .
المزارع السبعيني فوزي غانم "ابو خالد" من قرية اماتين شرق قلقيلية يتحدث عن تجربته القضائية المريرة مع الاستيطان والمستوطنين: انا اقاوم الاستيطان منذ عام 1991م ، وفي كل عام يزداد وجعي بسبب تعاظم قوة المستوطنين ، لأنهم يهددون حياتنا ويسرقون ارضنا، فكل فلسطيني يعيش يوميا فيلما مرعبا على ارض الواقع بكل تفاصيله ، ولو سمح لي بالتحدث عن وجعي لكتبت مجلدات لا تعد ولا تحصى .
واضاف:مع اقتراب الذكرى المائة لوعد بلفور المشؤومة في الثاني من تشرين ثاني من كل عام اقول عبر جريدة ے :في عام 1917 كان اجدادي على قيد الحياة وكان والدي يعمل في محطة حيفا، ولنا اسهم فيها ومعي الاوراق الثبوتية لذلك ، فهذا الوعد حرمنا من ارضنا وحياتنا في ال48 والاستيطان اليوم يحرمنا من ارضنا في الـ67 ، ونحن كفلسطينيين نعيش بين وعد بلفور المشؤوم والاستيطان المرعب ، والعالم يقف متفرجا علينا ، ولم تنفعنا كل القرارات الدولية ، واصبح الشعب الفلسطيني موزعا في فلسطين والشتات.