افراسيانت - الخليل - "القدس" دوت كوم - حذيفه رمضان - تواصل القوات الإسرائيلية سياساتها التهودية بحق الحرم الإبراهيمي في الخليل تحت حجج وذرائع تهدف من ورائها السيطرة الكاملة على الحرم ومنع المسلمين من الوصول إليه والصلاة فيه وتحويله إلى كنيس يهودي.
ومع بداية الأعياد اليهودية لهذا العام فرضت سلطات الاحتلال مجموعة من الإجراءات والخطوات تجاه الحرم الإبراهيمي والسكان القاطنين في الأحياء المجاورة له، والتي تزاد حدتها مع كل عام.
وأفاد مدير دائرة الأوقاف في الخليل إسماعيل أبو الحلاوة أن قوات الجيش قامت بإغلاق الحرم يوم الثالث والرابع والسادس من الشهر الجاري بشكل كامل، ومنعت رفع الأذان فيه لجميع الصلوات في هذه الأيام بحجة الأعياد اليهودية وفتحه للمستوطنين بشكل كامل لممارسة شعائرهم الدينية.
وأضاف أبو الحلاوة أن سلطات الجيش أبلغتهم بإغلاق الحرم ابتداء من مساء أمس الأول حتى مساء أمس بشكل كامل مع منع الآذان والصلاة فيه، والبقاء عليه لليهود فقط.
هذه الإجراءات والاغلاقات في وجه المسلمين مستمرة باستمرار الأعياد اليهودية التي ربطت من هذا المعلم الإسلامي في تاريخهم مكانا دينيا لهم، حيث أشار أبو الحلاوة إلى أن قوات الاحتلال قامت بإبلاغ مديرة الأوقاف نيتها إغلاق الحرم في الثامن والتاسع عشر من الشهر الجاري بشكل كلي مع منع الآذان والصلاة فيه تحت نفس الحجة.
هذه الإجراءات، يتبعها خطوات أخرى تفرضها قوات الاحتلال في محيط الحرم الإبراهيمي تهدف من خلالها تشديد الخناق على كافة القاطنين في أحياء البلدة القديمة والأحياء المجاورة لها، في محاولة لتهجريهم وترحيلهم من بيوتهم. وأوضح أبو الحلاوة في هذه الخصوصو إن الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال في الأعياد اليهودية لا تقف عند إغلاق الحرم ومنع الصلاة والآذان فيه فقط، وإنما يتبعها إجراءات تتعلق بالسكان في الأحياء المحيطة بالحرم، من خلال تشديد الإجراءات الأمنية على الحواجز العسكرية وتفتيش المواطنين وإعاقة مرورهم بالحواجز المقامة في محيط الحرم الإبراهيمي ليصبح الحرم ومحيطه منطقة عسكرية مغلقة.
هذه الإجراءات استبقتها قوات الاحتلال قبل فترة قصيرة بإجراءات أخرى تعتبر الاخطر في تاريخ الحرم والأحياء المجاورة فيه، وهو إنشاء أبنية لبوابات على مداخل الحرم الإبراهيمي تحت حجة تجميل المكان حسب ما ذكره ابو الحلاوة، معتبرا ذلك مساس خطير بتاريخ الحرم الإبراهيمي، كونه مكان اثري يبلغ عمره أكثر من 2000 عام، كما انه هذه الخطوات تعتبر أدوات ووسائل لتهويد الحرم والسيطرة عليه بالكامل.
الأوقاف الإسلامية ورعاية الحرم
اهتمت دوائر الأوقاف الإسلامية بالحرم عبر مراحل عدة، وقامت على رعاية المسجد في جوانب مختلفة، حيث أكد مدير مديرية الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة أن وزارة الأوقاف تولي اهتمامها وعنايتها للحرم الإبراهيمي من خلال زيادة عدد الموظفين والسدنة الذين يشرفون على الحرم والذي وصل عددهم إلى سبعين موظفا موزعين ما بين السدنة والإمامة والوعظ والإرشاد والتحفيظ والحراسة.
مسلسل سابق للانتهاكات
تعرض الحرم الإبراهيمي إلى الانتهاكات والتعديات من قبل سلطات الاحتلال منذ احتلالها للمدينة في العام 1967، والذي استمر بهدف تعزيز التواجد اليهودي في قلب المدينة والسيطرة على الحرم حسب ما اكده ابو سنينة، مضيفا أن العام 1994 كان عاما مؤلما في تاريخ الحرم الإبراهيمي الشريف، بعد أن قام المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين ومجموعة من المستوطنيين بإغلاق أبواب الحرم الإبراهيمي وارتكاب مجزرته المعروفة بمذبحة الحرم الإبراهيمي التي راح ضحيتها 29 شهيدا داخل الحرم وخاصة في الركعة الثانية من صلاة الفجر.
لجنة شمغار
واشار ابو سنينة، إلى أنه على اثر هذه المذبحة تم اغلاق الحرم لمدة ستة اشهر متواصلة وشكلت سلطات الاحتلال لجنة تحقيق سميت (لجنة شمغار) التي قضت بتقسيم الحرم إلى قسمين 56% لليهود و44% للمسلمين، ومنذ ذلك الوقت قاموا بوضع قاطع في وسط الحرم هيمن اليهود والمستوطنين فيه على منطقة اليعقوبية واليوسفية والعنبر وغرفة السدنة والمكتبة وبقيت منطقة الاسحاقية للمسلمين.
منع الآذان
أما رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي، فيخضع لسيطرة سلطات الاحتلال، حيث تقع غرفة الآذان في القسم الواقع تحت سيطرة الاحتلال حسب تقسيم لجنة شنغار، فقد أكد أبو سنينة أن سلطات الاحتلال تمنع إقامة الآذان ما بين خمسين إلى سبعين وقتا خلال الشهر، إضافة إلى أيام السبت التي لا يرفع فيها الآذان بتاتا، وفي هذا الشهر منعت سلطات الاحتلال رفع الآذان 35 مرة .