افراسيانت - القدس - "القدس" دوت كوم - منى القواسمي - تعرض سكان مخيم شعفاط لهجمة اسرائيلية شرسة، نفذت قوات الجيش خلالها العنف والتنكيل والضرب والاعتقال، وأقتحمت عشرات المنازل وفتشتها وخربت محتوياتها، واعتقلت 41 شابا.
وزعمت القوات الاسرائيلية من خلال مقطع فيديو نشرته عبر وسائل الاعلام المختلفة، أنها قامت بهذه الحملة من أجل جمع الأسلحة وضبط ظاهرتي السرقة وتوزيع المخدرات، علما أنه تعاون في هذه الحملة كافة فئات الأجهزة الأمنية ما بين وحدات خاصة ومستعربين وجنود وجيش ومخابرات.
في حين رافق الحملة إندلاع مواجهات عنيفة بينها وشبان المخيم، واغلاق المعبر العسكري أمام حركة السير، وتطيير مروحية وزنانة " طائرة إستطلاع" ومنطاد حراري مزود بكاميرات مراقبة.
وأبرزت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين في إحصائية لعدد المعتقلين خلال شهر أيلول الماضي، أن الاعتقالات تركزت في قرية العيسوية ومخيم شعفاط، حيث بلغ عدد المعتقلين في العيسوية 43 شابا، وفي المخيم 41 شابا.
الناشط ثائر فسفوس
وأكد الناشط المقدسي في مخيم شعفاط ثائر الدبس الذي تعرض منزله للتفتيش عدة مرات، أن ما إدعته القوات الاسرائيلية ببحثها عن سلاح ومخدرات وسرقات، عبارة عن حجج واهية، حيث بحثوا لمدة أسبوع عن السلاح في المخيم ولم يجدوه، حتى أنهم قاموا بالحفر في حدائق المنازل دون فائدة.
وكشف عن الانتهاكات الاسرائيلية التي تمثلت في حملتها، وأهمها تعذيب شاب وهو مكبل اليدين، وركل وجهه مما تسبب بتهشمه ونزفه الدماء، وأنتهاك حرمة المنازل، حيث قاموا بتفجير الأبواب وأقتحام المنازل بشكل همجي، ودهموا معظم المنازل أثناء نوم النساء والأطفال.
وقال ثائر":أكثر المنازل التي تعرضت للتدمير والتكسير هي منزل عضو إقليم حركة فتح في القدس عادل أبو زنيد، حيث قامت القوات الاسرائيلية بتدمير الأثاث وتمزيقه ومعظم الممتلكات وإتلاف الأجهزة الكهربائية، وأعتدوا بالضرب المبرح على نجليه".
وأضاف :" تعرضت العشرات من المنازل في المخيم للتفتيش والتخريب خاصة وسط المخيم والحارة التحتا، ومنزل نبيل غيث في حي رأس خميس، وأحتجزوا الأسير المحرر أحمد صندوقة بعد تفتيش منزله ثم أخلوا سبيله، كما اعتقلوا الشابين محمد ومحمود شقيقي الأسير صبحي خليفة".
وتابع:" قام 22 مستعربا من وحدة النخبة مقنعين ومزودين بأسلحة قتالية حديثة بدهم مدخل المخيم من قرية عناتا بينما كانوا يستقلوا باصا، ورصدوا حركة الشابين مؤمن مفارجة والأسير المحرر سام الأعرج، ثم نزلوا فجأة من الباص وأعتدوا بالضرب المبرح على الشبان وأصحاب المحال خلال إغلاقهم محالهم التجارية وأحتجازهم. من بينهم الشاب القاصر عدي الضابط (16 عاما) حيث قاموا بتقييد يديه وإلقائه أرضا، وعندما حاول الحديث مع أحد الجنود قام بركل وجهه بحذائه، فأرتطم رأسه في الأرض مما تسبب بتهشم وجهه ثم أخلي سبيله بعدها، كما إعتدوا على أصحاب الكازية ومحلين آخرين عند المدخل الرئيسي في المخيم.
وأشار إلى أن القوات الاسرائيلية أخلت سبيل الأسير المحرر سام الأعرج، بينما ما زال مأمون محتجزا حتى يومنا الحالي، وقد أحضرته قوات الجيش بعد يومين من اعتقاله إلى منزله في المخيم مكبل اليدين، وبعد تفتيشه غادروا المكان.
وتطرق إلى التصرفات العشوائية للقوات بينما كانت وسط المخيم، حيث قال أحد الضباط لآخر " شو رأيك نصحي سكان هذا الشارع" ، وبالفعل قاموا بإرهاب السكان وتخويفهم والصراخ في المارة والطرق على أبواب المنازل بعنف وأقتحامها وتفتيشها.
أما عن إستهداف المخيم بأجهزة المراقبة قال ثائر أن القوات أطلقت خلال الحملة منطادا حراريا من المعبر، وطائرة إستطلاع لمراقبة حركة الشبان داخل المخيم "زنانة"، وأقتحموا المخيم طوال الأسبوع من كافة المداخل، وهي رأس شحادة ورأس خميس والمعبر وأرض الأوقاف وعناتا.
ووصفها ثائر بأنها أبشع حملة تمارس ضد سكان المخيم منذ العام 2005، حيث جرت في حينها خلال النهار، بينما هذه الحملة تركزت في ساعات ما بعد منتصف الليل، وجاءت الحملة بقرار من الكنيست ومكتب ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي، كما ساهم الجيش في الحملة ضد سكان المخيم.
مسؤول ملف القدس في حركة فتح
من جانبه أكد السيد حاتم عبد القادر أن ماحدث في مخيم شعفاط هو إرهاب دولة ومجزرة بكل ما تعنيه الكلمة، وحملة وحشية استهدفت المنازل والشبان، وأسفرت عن إعتقال العشرات من الشبان، وطالت الأطفال خلال الأيام الماضية.
لافتا إلى أنه نوع من ممارسة الإرهاب ضد مخيم شعفاط، هذا المخيم الذي يشتبك يوميا ويتصدى للاحتلال،ومحاولة لإشاعة الخوف والإرهاب بين سكانه.
وقال:" للأسف يجري كل ذلك في المخيم دون أن نرى هناك صوتا من المنظمات الدولية، للاعتراض على ما تقوم فيه إسرائيل من جرائم داخل هذا المخيم".
وأكد عبد القادر أن هذه الإعتقالات والتدمير والتفتيش والإستباحة في مخيم شعفاط وباقي المناطق في مدينة القدس، لن تؤثر على المقدسيين أو تفت من عزيمتهم في مقاومة الاحتلال، ولن تستطيع كبح إرادة المقدسيين في الدفاع عن أنفسهم والمسجد الأقصى المبارك.
مبينا أن هذه الاعتقالات لا تؤخذ بمعزل عن المخطط الذي يتم الإعداد له لإقتحامات المسجد الأقصى المبارك، خاصة أن شباب مخيم شعفاط كان لهم دور بارز في الرباط بالمسجد الأقصى والتصدي للمستوطنين.
وأضاف:" لذلك نريد ربط توقيت وشراسة الحملة بالمخطط الاسرائيلي،الذي تعد إليه إسرائيل بإقتحامات واسعة النطاق للمسجد الأقصى، ومحاولة تفريغه من المرابطين".
أما عن شكاوى تلقتها الأجهزة الأمنية من مستوطنة بسغات زئيف ضد سكان المخيم، فقد علق عبد القادر بقوله:" مخيم شعفاط موجود قبل المستوطنة، التي بنيت على أراض غير شرعية، وهي غير شرعية وسكانها غير شرعيين، وسكان المخيم هم لاجئون وهم آثار العدوان والنكبة التي خلفها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، إذا كان أحد يشكو، فالمفروض أن يشكو سكان مخيم شعفاط من وجود مستوطنة قريبة من المخيم، وأقيمت بشكل غير شرعي، ومن المستوطنون الذين يقومون بأعمال إستفزازية وتخريب وإعتداء على المواطنين، لذلك الأمر معكوس ومبرر إضافي،تسوقه إسرائيل من أجل تبرير حملتها على مخيم شعفاط".
وأشار إلى أن مخيم شعفاط كان دوما مستهدفا من قبل الإسرائيليين، شأنه كبقية المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنها تشكل رمز الصمود والنكبة التي تحاول إسرائيل إخفاءها، لذلك كل المبررات الاسرائيلية هي مبررات جوفاء، لتبرير إستمرار عدوانها على المخيمات الفلسطينية.
عضو المجلس التشريعي جهاد أبو زنيد
من ناحيتها أوضحت عضو المجلس التشريعي جهاد أبو زنيد أنه منذ بدء هبة الأقصى في شهر تشرين الأول من العام الماضي، وسكان مخيم شعفاط يدفعون الثمن يوما بعد يوم، وهناك فعلا إستهداف غير مسبوق للمخيم، وهناك تقرير أذاعته الحكومة الاسرائيلية والقناة الثانية والقناة العاشرة، وصدور عدة قرارات عن الحكومة والكنيست ورئيس الوزراء نتنياهو تدلل على ذلك.
وقالت:" نتيناهو يريد أن يتخلص من مخيم شعفاط، حيث يعتقد أن المخيم عبارة عن قنبلة موقوته موجودة في القدس، قد تنفجر في أي لحظة في وجهه، نحن نتحدث عن نحو 9 شهداء في المخيم ومحيطه إستشهدوا بدم بارد، بعد إستهدافهم من قبل قوات الاحتلال".
مؤكدة أن قوات الاحتلال تستهدف مخيم شعفاط لأنه كان وما زال عصيا على الإنكسار. وأستذكرت إحتلال مخيم شعفاط في العام 1967، وكيف حيكت ضده عدة مؤامرات إسرائيلية، وهناك عدة إتفاقيات حاولت إسرائيل تمريرها من أجل نقل سكان المخيم من هذا المكان، لأنها تعتقد أنها لن تحقق حلم توحيد المستوطنات مع بعضها ما دام هذا المخيم موجودا.
وأضافت :" إسرائيل تحاول تهويد الوجود الفلسطيني في القدس من خلال مخيم شعفاط، حيث شنت مؤخرا حملة مسعورة شملت الأطفال والنساء، وأقتحمت المنازل وقامت بتحطيم وضرب الأطفال، وكان آخرها الإعتداء على بيت صندوقة وتحطيمه بالكامل، كما إقتحمت القوات الاسرائيلية منزلي قبل خمسة أيام وفتشته بالكامل بإستخدام الكلاب البوليسية، مع أني نائب ولدي حصانة حسب القوانين، وخلال إقتحامهم المنزل قاموا بتفجير باب التسوية، وأعتدت على بيوت الجيران، علما أن منزلنا أقلهم تعرضا للتفتيش".
وتابعت:" وأقتحمت القوات الاسرائيلية بيت نضال الطويل واعتقلت نجله، ومنزل عادل أبو زنيد عضو اقليم فتح وضرب أبنائه وجبر محيسن وبيوت كثيرة، وكان أصعب إقتحام لمنزل الأسير صبحي خليفة، هذا الشاب الذي قام بطعن مستوطن داخل القطار، واعتقلوا شقيقيه محمود وأحمد وما زالا معتقلين".
وأشارت إلى أن هذه الاقتحامات تسببت بإندلاع مواجهات عنيفة داخل المخيم في الساعة الثالثة والرابعة فجرا، ولم ينم سكان المخيم مدة أسبوع جراء هذه الحملة، بهدف تركيع أهالي المخيم، وهي من أصعب وأخطر الحملات التي نفذت في القدس الشرقية.
وقالت:" قرأت ورأيت عدة تقارير إسرائيلية تتحدث عن عثور الجانب الاسرائيلي على أسلحة خلال إقتحامه لمخيم شعفاط، ولم أر إلا سلاحا واحدا في مخيم شعفاط، رغم أنهم اعتقلوا العديد من الشبان وأقتحموا عشرات البيوت، علما أنها تعرف كل نوع سلاح في المخيم، وتريد أن يقتل فيه شبابنا وأن يرفع السلاح على الفلسطينيين أنفسهم ".
وأكدت أن هناك إستهدافا غير مسبوق لأهالي المخيم، والحملة مسعورة ستفشل نتائجها بسبب معلوماتها الأمنية الخاطئة، ومخيم شعفاط عصي على الإنكسار، وسنبقى كما كنا دائما شوكة في حلق الاحتلال.
ودعت سكان المخيم إلى وحدة الفصائل والعائلات، حتى نتحدى ونتصدى لمن يقوم بالعبث بمؤسسات المخيم وتدميرها وسرقتها.
من جهته أوضح السيد محمود الشيخ أن الوضع يرثى له في المخيم، حيث تعرض المطلوبون وغيرهم لدهم منازلهم ليلا وتفتيشها بحجة البحث عن أسلحة، علما أن الحكومة الاسرائيلية تعرف مكان الأسلحة ومن يطلق الرصاص، وكافة الشبان الذين اعتقلتهم ليس لهم علاقة بالأمور التي تحدث في الشوارع.
وأشار إلى أن القوات الاسرائيلية إقتحمت منزله وطلبت منه التوجه إلى مركز شرطة النبي يعقوب برفقة أولاده، وبالفعل توجهه لهناك، وبعد ساعتين من الانتظار في المركز لم يتم التحقيق معه وأولادي ثم طلبوا مغادرة المكان.
وأعتبر الحملة إستفزازا عشوائيا لسكان المخيم دون سبب، وقال:" البيوت التي فتشوها لم يجدوا فيها أي شيء، ومارست قوات الاحتلال العنف والتنكيل والتفتيش غير الطبيعي، واعتقلت عشرات الشبان ولم يبق منهم سوى ثمانية قيد التوقيف".
وتطرق الشيخ إلى أن مخيم شعفاط بين مطرقتين السلطة الفلسطينية من جهة بسبب عدم إهتمامها بوضع المخيم وقدوم مروجي المخدرات من الضفة الغربية إليه، والمطرقة الثانية هي مطرقة الاحتلال التي تمثلت بالحملة الشرسة التي نفذتها ضد سكان المخيم بسبب شكوى تلقتها من مستوطني بسغات .
ونوه الشيخ أن القوات الاسرائيلية إقتحمت خلال الحملة أكثر من 60 منزلا، منها منازل تم تفتيشها والإنسحاب منها، وأخرى اعتقلت أحد أفراد الأسرة أو إثنين. وخلفت التخريب والتدمير فيها، وهناك العديد من السكان رفضوا الحديث عن دهم منازلهم.
وقال:" رغم قساوة هذه الهجمة إلا أن شباب المخيم وصلوا الليل مع النهار، ولم يناموا أبدا طوال 24 ساعة، من أجل حراسة الأحياء وحماية العائلات من الاحتلال".