افراسيانت - القدس - المنــار المقدسية - تتواصل هبّة القدس، وتأخذ منحى جديدا، في سلسلة من التطورات المتصاعدة، وهذا ما يقلق الاحتلال، والأحزاب السياسية في اسرائيل.. من هي في الحكم أو المعارضة، وجميعها راحت تبحث عن مخارج لتفادي ضربات الجيل الشاب، وأساليب جديدة تضاف الى ما تقوم به من ممارسات قمعية، فشلت في اطفاء جذوة هبّة القدس.
في اسرائيل ارباك، واتصالات قيادتها مع أطراف عديدة بهدف محاصرة هبّة القدس لم تتوقف، لكن، دون جدوى، فهي، اي هذه الأطراف لا تجرؤ صراحة على القيام بأية خطوات لخنق الهبّة الشعبية، خشية افتضاح أمرها، واشتعال ساحاتها، فهي قلقة من تطورات قادمة، فالقلق مشترك بين اسرائيل وحلفائها في الاقليم، بمعنى أن الأخطار التي تتهدد جيل الانتفاضة الثالثة كبيرة وكثيرة.
تقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن رئيس وزراء اسيرائيل يخشى سقوط ائتلافه الوزاري بفعل الضربات المتلاحقة التي يوجهها شباب هبّة القدس، وهيئاته الأمنية في حالة انعقاد دائم، لمواجهة تصاعد جيل الانتفاضة الثالثة، ويرسل مستشاريه الى أحزاب المعارضة للانضمام الى الائتلاف الحاكم، وهذا يعني، الوضع الصعب الذي يعيشه الاحتلال بفعل الهبّة المتصاعدة، نوعيا، وتأثيرا وضربات موجعة.
وتضيف الدوائر، أن الاسرائيليين، بدأوا يدركون صعوبة الوضع الذي أدخلتهم فيه، حكومة نتنياهو وقطعان المستوطنين، وتتعالى الأصوات المطالبة، بايحاد حلول للصراع الدموي، فالاسرائيليون لم يعودوا آمنية في بيوتهم، ويخشون تطورات صعبة، كالعمليات التفجيرية الاستشهادية.
وتدرك حكومة نتنياهو أن جيل الانتفاضة الثالثة، بقود هبّته بنفسه، بعيدا عن الفصائل، وهذا ما يزيد من قلق رئيس حكومة اسرائيل، وترى الدوائر ، أن خوف نتنياهو من السقوط سيدفعه، الى زيادة ممارسات القمع والاعدام، وحتى اذا ما نجح في ضم المعسكر المعارض الى الائتلاف الذي يتزعمه، فان الارهاب الاسرائيلي لن يتوقف، فهناك منافسة بين الأحزاب الاسرائيلية، حاكمة ومعارضة، على تصعيد عمليات الاعدام في صفوف الفلسطينيين.
ولم تستبعد الدوائر، أن تذهب اسرائيل الى انتخابات مبكرة، بفعل تداعيات هبّة القدس، واذا ما حصل ذلك، فان معادلات سياسية وحزبية جديدة، ستشهدها الساحة الاسرائيلية، مع توقعات بتقدم "مرشح البوستر" يئير لبيد.
والمؤكد كما تقول الدوائر، أن استمرار هبّة القدس وتطورها، سيحدث تحولات كبيرة على أكثر من صعيد، من بينها، كسر عناد اسرائيل، واجبارها على التحرك والاقتراب من رغبة المجتمع الدولي في ايحاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حل يفرضه جيل الانتفاضة الثالثة، الذي سيحدث أيضا تغييرات في المشهد السياسي الفلسطيني.
وتشير الدوائر هنا الى أن محاولات اسرائيل تجزئة وتقسيم محافظات الضفة الغربية، على أساس الاشتعال وحدته، كأن يضع الخليل، في مقدمة الاهداف الاحتلالية قمعا وشراسة وممارسات، فهذه مسألة مكشوفة، فكل ساحة الضفة الغربية مشتعلة، وجميعها مشاركة في الهبّة المتطورة، فجيل الانتفاضة الثالثة، هو الذي يحدد، ويختار، ويوزع الأدوار، ما دام قد أمسك بنفسه زمام أموره.