افراسيانت - أحمد شعيتو - أبرزت عملية بئر السبع مجددا هشاشة وضياع وفشل الاحتلال واجراءات أمنه وضعف جنوده الذين يفترض انهم مدججون بالاسلحة ومدربون بأعلى مستوى التدريب.
العملية التي وقعت في محطة ركاب أدت لمصرع جندي في لواء النخبة وإصابة 34 آخرين بينهم 11 شخصا أصيبوا بالرصاص وبعضهم رجال شرطة وجنود، فيما أصيب 23 آخرون بحالات هلع وصدمة.
هذه العملية النوعية شكلت خرقا كبيرا في ظل كل الاجراءات الامنية المشددة وفي خضم المواجهات والاستنفار الامني الصهيوني وهو ما اعطاها اهمية اضافية.
ولكن البارز في موضوع العملية امور لافتة عديدة بحسب المعلومات عن العملية وحسب المشاهد التي تم بثها:
- تمكن منفذ العملية من السيطرة على سلاح احد الجنود وهو يعد امرا مخزيا لجنود العدو
- تمكن منفذ العملية من خرق كل الاجراءات واطلاق النار على الصهاينة مستوطنين وجنودا
- مشاهد فرار الجنود الصهاينة وهم من جنود النخبة كما قالت المعلومات، وبثت مقاطع فيديو واضحة عن فرارهم واختبائهم وهم يحملون اسلحتهم، في مشهد يثير السخرية اثناء تنفيذ العملية مما يعيد للاذهان ضعف الجنود امام حمَلة السكاكين ومشاهد عدم دفاعهم عن انفسهم بحيث يدفعهم الخوف الى عدم استخدام السلاح الذي يحملونه الا بعد حين.
- مشاهد اطلاق النار على يهودي اريتري بعدما تهيأ للجنود فيما بعد انه منفذ العملية ولم يكن هو المنفذ وهو يظهر مستوى التخبط الصهيوني مجددا وحالة الهلع المسيطرة التي تعمي العيون والقلوب ، وقد شهدنا في الايام الماضية عدة حالات اطلاق نار بين الصهاينة فيما بينهم ظنا انهم يطلقون النار على فلسطيني.
- تمكن منفذ العملية من اطلاق النار لفترة غير وجيزة وانسحابه من المكان قبل ان يصادف جنودا اخرين باعداد كبيرة بعد ان كان نفذ العملية وهمّ بالانسحاب.
بحسب تفاصيل اضافية عن العملية نقلها الاعلام الصهيوني، اشارت وكالة فلسطين اليوم إن المعلومات هذه تقول ان الشاب طعن جنديا واستولى على سلاحه ثم أطلق النار على آخرين متسببا بهذا العدد من الإصابات، فيما أثارت هذه العملية تساؤلات طرحتها القناة الثانية حول قدرة الفدائي على فعل كل ما فعل، رغم الإجراءات الأمنية المعقدة في محطة القطار والحافلات التي شهدتها العملية.
وقال نائب قائد "نجمة داوود الحمراء" التي تتولى مهام الإسعاف لدى الاحتلال، إن طواقمهم شاهدوا عند وصولهم لموقع العملية أن الجرحى ينزفون ويصرخون على الأرض على مسافة تمتد لـ 30 مترا، مضيفا، أن الجنود حين استعادوا وعيهم وأفاقوا من الصدمة قتلوا مهاجرا أفريقيا ونكلوا بجثته.
وكشف مقطع فيديو أعمال تنكيل من قبل مستوطنين بالأفريقي الذي كان ملقى على الأرض ولم يفارق الحياة بعد، حيث حمل أحد المستوطنين مقعدا وألقاه على جسد الأفريقي، فيما داس آخر على رأسه، ظنا منهم أنه هو منفذ العملية، فيما كان الأفريقي ملقى على الأرض مضرجا بدمائه قبل أن يفارق الحياة متأثرا بإصابته والتنكيل به.
وفي تحليلها للعملية، اعتبرت القناة الثانية أن ما جرى يعد أمرا خطيرا من الناحية الأمنية، ويطرح العديد من الأسئلة الصعبة حسب المعطيات القادمة من موقع العملية.
ولم تستبعد القناة أن يكون الفدائي قد تلقى مساعدة من أشخاص آخرين أوصلوه للمحطة وساعدوه في دخولها، متسائلة، "كيف تمكن منفذ الهجوم من السير على الأقدام مسافة 50 مترا وهو يطلق النار؟".
وعن نهاية العملية واستشهاد المنفذ، قال نائب قائد "نجمة داوود"، إن الفدائي وبعد انتهائه من إطلاق النار على الجنود والمستوطنين داخل المحطة انسحب منها، ليصطدم بعشرات الجنود القادمين من الخارج ويشتبك معهم حتى انتهت ذخيرته، مشيرا أن جيش الاحتلال وجد مع الفلسطيني سكينا ومسدسا وبندقية "أم 16" غنمهما من الجنود.