افراسيانت - القدس - "القدس" دوت كوم - استعرت حرب صور وافلام على شبكة الانترنت بين الاسرائيليين والفلسطينيين بعد انتشار شريط فيديو يظهر فيه طفل فلسطيني ينزف ويبكي وهو ملقى على الارض، بينما يشتمه اسرائيليون ويصرخون في وجهه باللغة العربية العامية "موت".
بين الفلسطينيين الذين تناقلوا الفيديو، ركزت التعليقات على التنديد بالاحتلال ووحشية قوات الاحتلال وهي تطلق النار على الطفل الغارق في دمه. في الجانب الاسرائيلي تحدثت التعليقات عن "ارهابي" طعن اسرائيليين اثنين بسكين فاطلقت عليه الشرطة الرصاص.
وبعد كل حادث اطلاق نار او مواجهة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، تنتشر بسرعة اشرطة الفيديو على شبكة الانترنت، لا سيما بين الناشطين الفلسطينيين بهدف مناقضة رواية الشرطة الاسرائيلية التي تدرج كل حادث في اطار الرد على هجمات بالسكين او غيره.
بالنسبة الى الطفل احمد مناصرة (13 عاما) الذي ظهر في شريط فيديو بعد اصابته ملقى على الارض وهو ينزف، قالت الشرطة ان هذا الفتى أقدم مع ابن عمه على طعن يهود في مستوطنة (بسغات زئيف) في القدس الشرقية المحتلة الاثنين، ما ادى الى اصابة فتى يهودي كان على متن دراجة بجروح.
وحسب الشرطة الاسرائيلية، قتل ابن عمه حسن مناصرة بعد ان صدمته سيارة عندما كان يحاول الهرب، بينما اطلقت قوات الامن النار على احمد عندما حاول مهاجمة افرادها بسكين. ونشرت شريطا مأخوذا من كاميرات مراقبة يظهر فيه احمد وحسن وهما يحملان سكاكين.
الا ان الفلسطينيين، نفوا هذه الرواية، مركزين على المقطع في الفيديو الذي يظهر فيه احمد وسط بقعة من الدم، وتسمع اصوات طلقات رصاص، ثم اسرائيلي ينظر الى احمد الذي كان يتلوى ألما وهو يوجه اليه الفاظا بذيئة ويصرخ مرارا "موت، موت" (مت).
صور دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القول في خطابه الاربعاء ان احمد مناصرة "أعدم"، قبل ان تبث اسرائيل مجددا صورا لمناصرة وهو حي.
فرد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان الفتى "على قيد الحياة ويعالج في مستشفى (هداسا) بعد ان طعن فتى اسرائيليا كان يركب دراجته".
ونشرت اسرائيل الخميس صورا للطفل وهو يتلقى العلاج في المستشفى وبجانبه صينية طعام، بينما ظهرت يده مقيدة بجانب السرير.
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان فيديو مناصرة يذكر بـ "اعدام الطفل محمد الدرة عام 2000، جريمة بشعة تتحمل حكومة إسرائيل قانونيا وإنسانيا وسياسيا مسؤوليتها".
ويذكر الجميع الشريط الذي ظهر في الايام الاولى للانتفاضة الثانية في 30 ايلول (سبتمبر) 2000 عندما قتل الدرة برصاص الجيش الاسرائيلي رغم محاولات والده حمايته.
وكانت اسرائيل اعتذرت في البداية عن مقتل الدرة ولكنها عادت واتهمت الفصائل الفلسطينية بقتله وحتى شككت في فبركة شريط الفيديو.
في شريط فيديو آخر، تظهر سيدة عربية اسرائيلية بعد محاصرتها في محطة الحافلات في مدينة العفولة في شمال اسرائيل بدعوى محاولتها طعن حارس امن في المحطة.
والاربعاء، بعد دقائق على هجوم بالطعن في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، انتشر شريط فيديو يظهر فيه الشاب باسل باسم سدر (20 عاما) من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة وهو على الارض، بينما يطلق عليه رجال شرطة اسرائيليون النار مرارا.
وترى ريبيكا ستاين التي شاركت في وضع كتاب عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في اسرائيل ان معركة السيطرة على الرواية قد تضاعفت.
وحسب ستاين، كان الوصول الى الانترنت محدودا في عام 2008 خلال عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، ولكن في الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة الصيف الماضي، كان الفلسطينيون ينشرون باستمرار اشرطة فيديو عبر الانترنت عن الحوادث والغارات الدموية.
وقالت لوكالة (فرانس برس): "يقوم بعض الاسرائيليين بمشاركة صور عمليات الطعن كدليل على الكراهية القديمة لليهود ولكن الفلسطينيين يعتبرونها تحية لمقاومي الاحتلال".
وسعى المسؤولون الاسرائيليون الى تحديد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
واعلنت اسرائيل الاسبوع الماضي انها تمكنت من اقناع موقع (يوتيوب) بازالة اشرطة فيديو فلسطينية "تحرض على القتل".
وانتشرت على الانترنت تسجيلات لفلسطينيين يقومون بطعن اسرائيليين او يدعون الى ذلك او يرشقون جنودا بالحجارة منذ بدء الهبة الشعبية في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) الجاري.
من جهتها، رأت دينا مطر من مركز دراسات الاعلام في مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ومؤلفة كتاب (معنى ان تكون فلسطينيا)، ان انتشار اشرطة الفيديو بسرعة بين الفلسطينيين يعكس الاحباط الذي يعانون منه.
ويقول الاستاذ في جامعة تل ابيب، ايال نافيه : "الحرب لا تقتصر على العنف الجسدي، بل تدور عبر الصور ايضا. يستخدم الجانبان الصور لاثبات روايتهما".
ويضيف "عنف الصورة يعزز الكراهية".