افراسيانت - رام الله - "القدس" دوت كوم - مهند العدم - خلف المشهد البطولي لسقوط شهداء "هبة القدس"، يتوارى مشهد دامع كسر قلوب امهات وآباء وشقيقات على فراق احبة كانوا قبل ساعات من استشهادهم في القدس، وطولكرم، وبيت لحم، يملؤون حياة ذويهم شغفا بالحياة.
الشهيد مهند الحلبي (21 عاما) طالب كلية الحقوق في جامعة القدس، ذهب كما يبدو لخياره بديلا لـ "عجز" المواثيق الدولية والانسانية عن احقاق العدالة وكبح احتلال جاثم منذ عقود.
وقالت والدة الشهيد مهند الحلبي في حديث مع "القدس" دوت كوم، ان ابنها طبع قبلة اخيرة على جبينها وعانق شقيقه الاصغر حتى ساعات صباح يوم السبت قبل ان يتوجه كالمعتاد الى جامعته.
واضافت "في ساعات المساء وبعد ان تأخر مهند عن العودة، كانت تتوارد الاخبار على شاشات التلفزة حول وقوع عملية طعن في مدينة القدس زادت من مخاوفها على ابنها الذي لم يكن يرد على هاتفه. كانت العائلة تشاهد الاخبار حول العملية حين وردهم اتصال ان ابنهم قد استشهد.
وما لبثت ان انقضت عدة ساعات على استشهاد الحلبي حتى لحق به الشهيد فادي علون ( 19عاما) من بلدة العيساوية برصاص الشرطة الاسرائيلية التي اطلقت عليه 7 رصاصات.
وكان الشاب فادي يعيش مع والده في القدس فيما يعيش شقيقه الاخر مع امه في الاردن بعد ان انفصلا نتيجة رفض الاحتلال السماح لهما بالاقامة بالمدينة ومنحهم لم الشمل.
وأظهر مقطع فيديو نشر اثر استشهاده مجموعة كبيرة من المستوطنين وهي تحاصر الشاب فادي الذي كان يحاول الفرار منهم ، قبل أن تصل سيارة شرطة، وتطلق النار عليه وترديه قتيلا.
ومع تزايد حالة الغضب الشعبي على سقوط الشهداء واعتداءات المستوطنين على المسجد الاقصى ومنازل المواطنين، خرج مئات الشبان والفتية الى الشوارع وعمت المواجهات مختلف المناطق الضفة الغربية.
وليلة أمس الاحد، فجعت قرية بلعا قضاء طولكرم باستشهاد الشاب حذيفة عثمان علي سليمان (18 عاما) الذي اصيب برصاصة في صدره اثناء مواجهات اندلعت بالقرب من حاجز "نتساني عوز" غرب طولكرم.
ويقول محمد سليمان وهو من اقارب الشهيد، في حديث اجرته معه "القدس" دوت كوم، "منتصف ليلة الاحد وردنا اتصال ان حذيفة اصيب برصاصة بالصدر، وحين وصلنا المستشفى وجدناه قد استشهد".
ويشير سليمان الى ان الشاب يعمل في الدهان للمساعدة في اعالة اسرته، ولا ينتمي لاي حزب.
وما ان شيع ابناء طولكرم حذيفة حتى اعلن عن قتل جنود الاحتلال الطفل عبد الرحمن شادي مصطفى (13 عاماً) بعد ان برصاصة في الصدر بينما كان عند مدخل مخيم عايدة شمال بيت لحم.
وقال عم الطفل شادي مصطفى في حديث مع "القدس" دوت كوم، ان شادي وهو تلميذ في الصف السادس كان توجه برفقة اصدقائه للعب كرة القدم في "مركز الاجئ" بعد عودته من المدرسة.
واشار الى ان قناصا اسرائيليا اطلق الرصاص على الطفل عبد الرحمن واصابه بمقتل بعيدا عن مكان المواجهات المندلعة بين الشبان وجنود الاحتلال.