افراسيانت - خليل حرب - ها أنت تعودين لتقتحمين علينا سباتنا. في كل مرة نظن أننا طويناك خلف غرائزنا، تأتين خلسة تنثرين ورودك في الروح.
عبد الرحمن شادي، مهند الحلبي، عثمان سليمان، فادي علون، هديل الهشلمون وضياء التلاحمة. بعض زهورك هؤلاء. مولودون ما بين انتفاضتين، أو بعدهما. جيل ثورتين، فأي محتل هذا سيكسرك؟!
ها أنت، مرة جديدة، تفضحين ضلالنا ونحن نصفّق لفكرة. ما أصغر الدولة وهم يريدونها على مقاس أقزام السياسة. ما أصغر الدولة وتجّار الأوطان يبرمون الصفقات في حانات الخيانة لدمك هذا المسفوك منذ مئة سنة... منذ مئات السنين.
هذا وزير عربي يرمقني باستهزاء لما سألته في قمة عربية عما اذا كانوا سيسلحونك. لم تخلق القمم من أجلك. يلقون على احتلالك السلام، كل السلام، ثم ينعزلون ليتآمروا على مدن منارات الحضارة من بينهم، وانت منهم يا قدس، يا يافا، يا غزة، يا نابلس، يا طولكرم ويا حيفا.
يطوقون دمشق، ام المدن، ويحرقون حلب، ويستبيحون ادلب ودير الزور والرقة... يخنقون بغداد، سيدة العواصم، بالحصار والتآمر والفتنة. يهمشّون القاهرة، ولّادة الحضارات. يحرقون صنعاء وعدن، أصلنا وعزّنا وتاريخنا، باسم الأمن القومي العربي. ما أتعسكم.
وقبلها، بمالكم هذا وأفكاركم وفتاوى الضلال، كادت الجزائر تختنق، وكادت تونس الخضراء تصير كاليباب، وكادت الخرطوم تموت جوعاً، مثلما احتضرت قبلها الصومال وتمّزقت طرابلس وبنغازي.
ما أتعسكم، وأنتم تسخرون من دم هذه الورود في بلعا ومخيم عايدة ورام الله ودورا والعيسوية والخليل. هل سمعتم هديل الهشلمون وهي تنادي فيكم ما تبقى من نخوة والمحتل يفرغ عشر رصاصات في قلبها؟
وأظنكم سمعتم، وأشحتم بوجوهكم جانباً، وصمّت آذانكم، فلا سمعتم صراخ المعذبين، لا في حلب والبصرة ولا في عدن. غزواتكم، فتوحاتكم هذه، بعض عارنا الممتد في كل أصقاع الأرض. أما هديل، وقوافل الشهداء منذ مئة عام، فلا هم في قممكم، ولا على جداول أعمالكم البلهاء. وجيوشكم المترفة ألقت على اسرائيل، ألف سلام.