افراسيانت - محمد الطاهر - حمل تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى أوروبا في طياته أخطارا محتملة بوصول ما يمكن وصفهم باللاجئين الخطأ إلى القارة. مخاطر رصدتها بعض وسائل الإعلام، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما مداه؟
ليس مستبعدا بطبيعة الحال أن يستغل البعض فرصة الوصول إلى أوروبا في ركب جموع اللاجئين السوريين، بل وأن يدعي البعض انهم سوريون أملا في الحصول على مأوى وحياة جديدة في أوروبا.
هذا الأمر تحديدا، أشار إليه متحدث باسم الخارجية الألمانية حيث أعلن أن نحو ثلث طالبي اللجوء إلى ألمانيا ينتحلون الجنسية السورية وهم ليسوا بسوريين.
إلا أن اللافت أن تتحدث تقارير عن وصول العشرات من الجنود العراقيين وغيرهم من أفراد الحشد الشعبي على متن قوارب اللاجئين إلى أوروبا وهم ينتحلون صفة لاجئين سوريين، وأن يجد عدد من هؤلاء مأوى في السويد.
وراجت بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا أنباء عن لجوء سجاد علي العتبي، أحد مساعدي القائد الميداني في الحشد الشعبي المعروف بأبو عزرائيل! إلى أوروبا ووصوله ضمن جموع أخرى من اللاجئين إلى مركز إيواء في النمسا.
تلا ذلك أنباء عن وصول عنصر آخر شهير في الحشد الشعبي يوصف بأنه مقاتل شرس إلى هنغاريا بغية الوصول إلى ألمانيا هو أبو تراب الأعرجي! إلا أن هذه الأنباء حتى الآن لا يوجد ما يؤكدها أو ينفيها.
وتواصلت الهواجس من دخول لاجئين غير مرغوب فيهم إلى أوروبا، ونقل موقع "vocative" حوارا مع أحد مقاتلي جبهة النصرة السابقين، ذكر فيه أنه ترك ساحات القتال في سوريا بعد أن أصيب في مواجهات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" وامتهن تهريب اللاجئين إلى أوروبا انطلاقا من تركيا.
وكشف المعني تسلل عناصر إلى أوروبا من تنظيم "الدولة الإسلامية" ومن جبهة النصرة وجنود منشقين عن الجيش السوري وآخرين ممن قاتلوا في صفوف المليشيات الشيعية في العراق. كل هؤلاء وصلوا إلى أوروبا على متن زوارق مطاطية انطلقت من الشواطئ التركية إلى جزيرة رودس في اليونان.
المقاتل السابق ومهرب اللاجئين عزا حالات الغرق التي أودت بحياة عشرات الأبرياء والأسر في المتوسط إلى "جشع" المهربين الذين يملؤون قواربهم باللاجئين أكثر من قدرتها.
تجلت تلك الشكوك والهواجس واقعا مؤخرا مع اعتقال 5 أشخاص في لبوس اللاجئين، تراوحت أعمارهم بين 20 – 24 عاما على الحدود البلغارية المقدونية وعثر في هواتفهم على مقاطع فيديو لعمليات قطع رؤوس ومواد دعائية لتنظيم "الدولة الإسلامية".
الجماعات المتطرفة على شاكلة "داعش" و"جبهة النصرة"، اتخذت موقفا عدائيا من اللاجئين، وشنت مواقع أنصارها في مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعائية هدفت إلى إقناع هؤلاء بعدم التوجه إلى أرض "الكفار" واصفة اللجوء إلى أوروبا بأنه من "كبائر الذنوب"، حاثة إياهم على اللجوء إلى المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون.