افراسيانت - رام الله - "القدس"دوت كوم - يرى خبراء عسكريون وسياسيون ان اسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة اسرائيلية من طراز (اف 16) ينذر ببداية مرحلة جديدة من التصعيد بالمنطقة، لكن الخبراء ما زالوا يستبعدون احتمالية اندلاع حرب واسعة في هذه المرحلة، بالرغم من محاولة اسرائيل جر الولايات المتحدة الاميركية لضرب ايران انطلاقا من سوريا.
الخبراء يتفقون على ان هذه المرحلة ستقتصر على الفعل ورد الفعل المحدود على الجبهة السورية لكنهم لا يغلقون الابواب امام احتمالية اندلاع حرب واسعة قد تمتد من طهران الى بيروت ودمشق وقطاع غزة، اذا ما انفلتت الامور على وقع تجدد التصعيد الاسرائيلي والرد السوري اذا ما تسبب بخسائر جديدة لاسرائيل.
ويرى الخبير العسكري، اللواء المتقاعد واصف عريقات، في حديث مع "القدس" دوت كوم، ان اسرائيل ما زالت غير مهيئة لخوض حرب واسعة مع محور يمتد من طهران الى جنوب لبنان، مضيفا:"ان تقارير اسرائيلية اشارت الى عدم جاهزية الجبهة الداخلية لتحمل عبء حرب يقدر ان تستقبل فيها اسرائيل 1500 صاروخ يوميا".
واوضح عريقات ان طلب اسرائيل من روسيا والولايات المتحدة التدخل لمنع اي تصعيد هو مؤشر على عدم رغبة اسرائيل بتدحرج التصعيد الى حرب، وكل ما تريده هو الابقاء على الحالة الموجودة التي تسمح لها بشن هجمات دون ان يكون هناك رد سوري.
وفي نفس الوقت اشار عريقات الى انه لا يمكن الوثوق بالتصريحات الاسرائيلية بعدم الرغبة بشن حرب في ظل وجود حكومة متطرفة ووجود رغبة اسرائيلية لجر الولايات المتحدة الاميركية الى مواجهة مع ايران، موضحا:" ان هناك محاولات اسرائيلية لجر الولايات المتحدة لمواجهة ايران عبر اشعال حرب مع سوريا تريد من خلالها قلب المعادلة في الشرق الاوسط بكسب المحور العربي (السني) كشريك لها في عمليتها المقبلة ضد ايران وحلفائها بالمنطقة".
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، ان ما جرى في سوريا في هذه المرحلة رسائل اختبار ورد، حيث ارادت اسرائيل ان تختبر المحور الايراني وقد فوجئت بأمرين الاول وهو وجود رد بعد ان اعتادت اسرائيل على تنفيذ ضربات دون ان يكون هناك رد سوري عليها، فيما تمثل الامر الثاني بوجود وسائل قتالية عالية قادرة على التعامل مع تفوق سلاح الجوي الاسرائيلي وهذا في غاية الخطورة بالنسبة لاسرائيل.
واضاف :"ان اشعال حرب مع سوريا يعني اندلاع حرب واسعة قد تمتد اقليميا ودوليا في ظل وجود ايران وسوريا في الواجهة". واشار الى ان هذه الحرب مؤجلة ولكن ليس لوقت طويل باعتبار انها استحقاق اسرائيلي ستدفعه اسرائيل مقابل علاقاتها مع العرب.
من جهته، لم يستبعد المحلل السياسي، اكرم عطالله "العيسة"، احتمالية انفلات حالة التصعيد وتدحرجها الى حرب اوسع، مضيفا :"انه على مدار الاشهر الماضية ونحن نسمع تصريحات اسرائيلية بأنهم يعدون انفسهم للحرب، مضيفا :"ان ما يجري الان ليس نتاج الازمة السورية نفسها بقدر ما هي نتاج أزمة داخل اسرائيل والتي ساهمت مؤخرا في تسخين الاحداث في قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية لذلك هم يتصيدون الفرص لشن حرب على سوريا لمنع اي تواجد لحزب الله وايران على حدودهم مع سوريا".
واشار العيسة الى انه في حال اشتدت الهجمات الاسرائيلية على سوريا فإن المعركة من السهل ان تنتقل الى الجانب اللبناني اذا ما شعر حزب الله ان الهجمات تستهدف اضعاف الجبهة السورية التي يراها مقدمة لاضعاف الحزب لذلك منذ اندلاع الاحداث في سوريا اعلن حزب الله تدخله بشكل مباشر.
ولم يستبعد ان تتدحرج الامور وتشتعل في قطاع غزة وان لم تكن مرتبطة بالجبهة السورية بقدر ما هي مرتبطة بتراجع قدرة (حماس) على السيطرة على قطاع غزة وحالة الانهيار الذي يعاني منه القطاع.
وفي ذات السياق، قال الخبير العكسري اللواء يوسف الشرقاوي، ان جميع الاطراف ليست بصدد توتير الاوضاع وجرها الى حرب محدودة او واسعة، لكن من يقرر توسعة المواجهة او الاكتفاء بهذه النتائج هو حزب الله، واضاف:" روسيا ستعمل على ضبط جميع الاطراف بما فيها اسرائيل وحزب الله لتفادي اندلاع حرب غير معنية بها".
واوضح انه منذ 30 عاما لم يسقط لاسرائيل طائرة حديثة، وهذا يدل ان هناك تغير في موزاين القوى والردع بالمنطقة باتجاه محور "المقاومة" لكن هذا التفوق ما زال محدودا غير انه في حال قرر حزب الله خوض حرب اوسع مع اسرائيل سينضم الى هذه الجبهة غزة وسوريا وبالتالي سنكون امام متغيرات شاملة بالمنطقة.