افراسيانت - رام الله - "القدس"دوت كوم - يرى محللون أن خيارات السلطة في ظل انسداد الافق السياسي باتت معدومة، وأن افضلها هو الحفاظ على الوضع القائم، لا سيما في ظل عدم وجود رؤية امريكية وعربية لتطوير السلطة من "سلطة حكم ذاتي" الى دولة.
ويرسم محللون صورة صعبة للسلطة الفلسطينية في ظل انعدام آمال الحل، وغياب الخيارات التي يمكن للسلطة انتهاجها للمواجهة خلال المرحلة المقبلة، في ظل وضع عربي واقليمي ودولي غير مبال لتسوية القضية الفلسطينية.
يقول المحلل السياسي، رائد نعيرات، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، "إن السلطة لا تملك خيارات في هذه المرحلة التي تشهد انغلاقا لافق الحل، موضحا "ان الولايات المتحدة الاميركية لا تملك رؤية تجاه تقوية السلطة أو حلها، واسرائيل هي الاخرى لا يوجد لديها رؤية تجاه تقوية او حل السلطة، وهذا يدفع لتثبيت السلطة على ما هي عليه".
ويضيف نعيرات: "الاسرائيليون يريدون هذه الحالة عبر إبقاء الوضع على ما هو عليه سياسيا، مقابل التحرك ميدانيا من خلال التوسع بالاستيطان، وزيادة تعقيدات الحياة لدى الفلسطينيين، من خلال صعوبة التنقل، والبطالة، وضعف التنمية، وقد ادركت السلطة انه لا يوجد في الوقت الحالي غير هذا الخيار المتاح (الحفاظ على الوضع القائم)، لذلك تريد ضبط الخيارات والدافعية السياسية".
لكن نعيرات يرى: "ان كل الاطراف تتخوف من المفاجئة التي قد تحدث على المستوى الشعبي والمؤسساتي، وهناك مخاوف جدية بأن تنفجر الاوضاع ويخرج الفلسطينيون الى الشوارع كما حصل في احداث القدس، وهي أمور قد تدفع الى خيارات غير محسوبة لدى هذه الاطراف".
ويشير نعيرات الى :"ان الحالة العربية ضاعفت من التعقيدات امام خيارات السلطة الفلسطينية، حيث ان التدخل العربي بالقضية الفلسطينية يخضع للتنافس الداخلي بين مختلف القوى المؤثرة، السعودية، والامارات، وقطر، ومصر، والاردن، التي تحاول كل جهة دفع القضية باتجاها، بالرغم من ان هذه التناقضات خدمت السلطة كسلطة في هذه المرحلة لكنها لا تخدم المشروع السياسي كقضية".
من جهته، يرسم المحلل السياسي، نشأت الاقطش، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، صورة صعبة للسلطة في المرحلة المقبلة، لافتا الى ان "السلطة لا تملك خيارات، وان افضل الفرص المتاحة أمامها تتمثل في حكم ذاتي محدود مع الحفاظ على الوضع القائم بسلطة تدير السكان".
واضاف الاقطش: "المطلوب من السلطة الحفاظ على الامن، والحديث عن الخيارات الاخرى قد لا يكون مرضيا للسلطة، والخيارات الاخرى هنا تتمثل في حل اقليمي تكون فيه الضفة الغربية تابعة اداريا للاردن، والسلطة تقوم بالحفاظ على الامن، أو قد تكون تابعة لدولة غزة، وهنا يمكن ان تقوم الرباعية العربية بقيادة السعودية بصناعة (صفقة القرن) وفق هذه الخيارات".
ويعتقد الاقطش "انه لا يوجد امل او فرصة لتطوير السلطة الى دولة"، مرجعا ذلك لرفض اسرائيل، وغياب رؤية اميركية لحل الصراع، اضافة الى عدم تقبل الرباعية العربية لمشروع تحويل السلطة الى دولة".
ويرسم الاقطش "سيناريو قيام دولة فلسطينية في غزة بحكم قوة (حماس) التي وضعت اسرائيل امام خيارين إما ان ترفع يدها عن القطاع وتمنح (حماس) حرية اقامة دولة، او تدخل في حرب صعبة مفتوحة للقضاء على (حماس)، والخيارين كلاهما مر بالنسبة لاسرائيل".
بالمقابل، يرى المحلل السياسي اكرم عطالله : "ان السلطة لديها الخيارات اذا امتلكت الارادة الحقيقية بالعودة الى ثوابت العمل الوطني، وتوظيف احداث القدس، ووقف التنسيق الامني الكامل من اجل إعادة لفت الانظار الى القضية بالرغم من محاولة قوى عربية حرف الانظار نحو قضايا اخرى كالصراع الخليجي الخليجي وايران"، مضيفا :"ان تعميق العلاقة الاردنية الفلسطينية وزيارة الملك الاخيرة ارسلت اشارات للاميركان يان عليهم التدخل قبل انفلات الامور".
غير ان عطالله يشير "الى صعوبة خيارات السلطة في المرحلة المقبلة بسبب انشغال الادارة الاميركية بازماتها الداخلية، اضافة الى الصراع العربي العربي، وهو ما يجعل من تحريك ملف التسوية أمرا صعبا".
ويرى عطالله "ان الاشهر المقبلة ستشهد ركودا في الحالة السياسية وعدم قدرة السلطة على تحريك اوراقها لعدم الجاهزية وانشغال الاطراف الاقليمية والدولية بقضايا اخرى".