افراسيانت - رام الله -"القدس"دوت كوم - من المنتظر أن يصل خلال أيام الى رام الله طاقم ملف المفاوضات الامريكية لبحث سبل إعادة المفاوضات، وسط تشاؤم فلسطيني من أي تحرك أمريكي فاعل بعد صدور تصريحات امريكية بأن السلام بات بعيد المنال.
ويرى محللون ان زيارة الوفد تأتي لامتصاص التوتر في المنطقة، بعد أحداث مدينة القدس واعلان السلطة وقف التنسيق الامني مع إسرائيل، حيث عمد الرئيس عباس الى وقف التنسيق الامني بعد أن تجاهلته اسرائيل والادارة الامريكية وبعض القادة العرب، قبل ان ينجح بالعودة للامساك بزمام الامور بعد انتصار المقدسيين في موقعة الاسبوعين حول المسجد الاقصى المبارك.
وتشير تقارير وتسريبات عن مسؤول ملف السلام في الادارة الامريكية جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الخاص جيسون غرينبلات، ان "صفقة القرن" قد جمدت، وهو ما دفع السلطة الفلسطينية لتسخين المنطقة من أجل اعادة لفت الانظار الى القضية المجمدة في الفريزر الامريكي.
ويقول المحلل السياسي، طلال عوكل، في حديث مع "القدس"دوت كوم "ان الحراك الامريكي يأتي بعد سلوك أمريكي سلبي خلال معركة القدس، أحدث ردة فعل سلبية لدى السلطة الفلسطينية والاردن، ولذلك وعلى ما يبدو فانها محاولة لاعادة تجميع الاوراق من جديد، وربطها بامكاينة احياء المفاوضات والايحاء بان التحرك الامريكي قائم كي تظل الاجواء ايجابية لمنع تدهورها.
لكن عوكل اشار الى "ان فريق ترامب جاء يهرول الى المنطقة لاعادة احياء الامال بدفع عملية السلام، بدون تصور واضح للاسس التي ستبنى عليها عملية التسوية، والاليات التي ستسير عليها ، ولا الاهداف التي ستفضي اليها".
ولفت عوكل الى ان الزيارة التي قام بها العاهل الاردني عبد الله الى رام الله، وإشارته الى ان الحل السياسي بات في خطر، كانت تتضمن رسائل واضحة للولايات المتحدة، بان عليها التحرك.
واشار المحلل السياسي، احمد رفيق عوض، في حديث لـ "القدس" دوت كوم الى ان "الادارة الامريكية غير معنية باجراء تسوية للصراع العربي الاسرائيلي، وفي حال تقدمت بمبادرة بهذا الاتجاه فانها تريدها تسوية على المقاس الاسرائيلي، باعتبار ان طاقم المفاوضات الامريكي، منحاز ويجهل الكثير عن الصراع، وهو يتحرك من منظور اسرائيلي، حيث لم تقم الادارة الامريكية بادانة الاستيطان، وهاجمت أكثر من مرة الموقف الفلسطيني، وزعمت انه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية التسوية".
ويرى عوض ان ادارة ترامب ليس لديها رؤية حول عملية التسوية بعد 8 اشهر، وتحاول ان تفرض آليات للتفاوض من خلال ممارسة البلطجة بالضغط على الفلسطينيين بالتلويح بوقف المساعدات المالية عن السلطة، اضافة الى ان لديها اولوية بتحقيق السلام الاقليمي مع اسرائيل، بممارسة الضغوط على الانظمة العربية لعقد اتفاقيات سلام مع اسرائيل قبل التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين".
وحسب عوض فان "عودة الوفد الامريكي الى المنطقة تعود الى ان الرئيس محمود عباس عمل على تسخين المنطقة بوقف التنسيق الامني وبتبنيه احداث القدس، عندما شعر ان الادارة الامريكية والعرب اداروا له ظهورهم، وأن آمال التسوية قد تلاشت، لذلك وحين شعر الجميع ان المنطقة مقبلة على انفجار محتمل، وان الرئيس عباس مصر على تسخين المنطقة، جاء العاهل الاردني الى رام الله لايصال رسالة تطمين بان هناك مساع امريكية لتحريك عملية التفاوض".
ويعتقد عوض ان عملية التسوية مقبلة على مرحلة "حلحلة" بصرف النظر عن النتائج التي قد تصل اليها، لان هناك خشية اسرائيلية وعربية من انفجار الضفة.
ويرى المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم "ان الولايات المتحدة حتى الان غير جادة باحياء عملية التفاوض، وهي غير جادة بالتوصل الى عملية تسوية، حيث ما زالت اليات الحل مفقودة لديها".
ولا يعتقد سويلم، ان زيارة الوفد الامريكي المرتقبة الى المنطقة قد تحمل مبادرة وتحديدات ملموسة يستطيع الجانب الفلسطيني البناء عليها لاحياء عملية التفاوض، حيث تحتاج عملية التفاوض لتكون ناجحة وذات فائدة الى اعلان موقف امريكي واضح من الاستيطان، بمرجعيات وبمدد زمنية، وتحتاج الى تحديد الهدف النهائي من المفاوضات-باقامة دولة فسلطينية على حدود عام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها- وآليات تحقيق كل ذلك.
ويرى سويلم "ان زيارة الوفد الامريكي تأتي في اطار ارضاء بعض القادة العرب الذين يضغطون على الادارة الامريكية من اجل التحرك لتنفيذ ما كانت وعدت به بعقد "صفقة القرن" وقال ان "هذه الزيارة خطوة تكتكية للتلاعب بعملية التسوية من خلال اخراجها من مضمونها وبنودها الاساسية والذهاب الى التفاوض من اجل قضايا ثانوية مثل قضايا الاسرى ورعاية اهالي الشهداء، والتحريض".