افراسيانت - ذكر محللون عسكريون روس أن الشهادات واللقطات من بلدة خان شيخون السورية لا تتضمن أي دلائل على استخدام قنبلة جوية تحتوي على مواد كيميائية، إذ من الواضح أن مصدر التلوث كان على الأرض.
وأوضح المحللون أن إسقاط مواد كيميائية من الطائرة يمكن تنفيذه بطريقتين فقط: إما عبر أجهزة خاصة لرش المادة السامة (وهو الأسلوب الذي استخدمه سلاح الجو الأمريكي في فيتنام)، أو عبر إلقاء قنابل جوية تحتوي على مادة كيميائية.
وحسب بيانات الأرصاد الجوية، كانت أحوال الطقس في منطقة خان شيخون صباح الثلاثاء (عندما وقع الهجوم المزعوم) جيدة، إذ كان الجو غائما جزئيا، فيما بلغت سرعة الريح 3 أمتار في الثانية، وتجاوز مدى الرؤية الأفقية 1500 متر.
وأكد المحللون أنه لو استخدم الطيران السوري قنبلة كيميائية أو رش مادة سامة سائلة من الجو، لبلغت حصيلة الضحايا آلاف القتلى.
وفي حال رش المادة الكيميائية السامة من الجو، سيتجاوز عرض الشريط الملوث بضع مئات من الأمتار مع ذيل رش يزيد على كيلومتر واحد.
وفي حال استخدام القنبلة الجوية الكيميائية، سيبلغ عمق منطقة التلوث حول مكان سقوط القنبلة مئات الأمتار، إذ ستشمل تلك المنطقة عشرات المنازل في الشوارع المجاورة.
وإذا ما أخذ بالاعتبار أن عدد السكان بلدة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب يبلغ نحو 40 ألف نسمة، فإن عدد الضحايا سيكون بالآلاف في حال استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة من الجو.
وأوضح المحللون أنه في ظل مثل هذا الجو الهادئ مع الرياح الخفيفة، لن يسمح الخليط من الغازات السامة في الجو لعمال الإغاثة بإجراء أي عمليات إنقاذ بدون كمامات لفترة تتجاوز 5 دقائق. ومن اللافت أن اللقطات من خان شيخون تظهر نشطاء من فريق "الخوذ البيضاء" بدون كمامات وهم يعملون على إسعاف المصابين.
ولفت المحللون إلى أنه على الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على وقوع مأساة خان شيخون، لم تنشر في الإنترنت أي صور لحفرة قد تكون تكون ناجمة عن استخدام قنبلة جوية أو شظايا مثل هذه القنبلة.
وشدد المحللون على أن التفسير الوحيد للوضع الكارثي الذي نشب في خان شيخون، هو وجود مصدر التلوث على الأرض أو تحت الأرض في المنطقة نفسها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت في بيان رسمي أن بيانات وسائل المراقبة الإلكترونية تؤكد أن الطيران السوري وجه في الساعة 11.30 – 12.30 ضربة جوية إلى مشارف خان شيخون الشرقية ، إذ استهدفت الغارة مستودعا كبيرا للذخيرة وتجمع آليات حربية تابعة للإرهابيين. وكانت ورش لتصنيع قذائف كيميائية توجد في محيط المخزن.
وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم الوزارة، أن الإرهابيين كانوا ينقلون المواد الكيميائية من هذا المستودع إلى العراق، حيث تم توثيق استخدامها من قبل الإرهابيين أكثر من مرة. وتابع أن نفس الذخائر المحشوة بالمواد الكيميائية استخدمت في حلب السورية، حيث وثق خبراء روس آثارها. وشدد على أن أعراض التسمم للمصابين في خان شيخون هي نفسها التي ظهرت عند المتضررين بسبب الهجمات الكيميائية في حلب.
وفي هذا السياق لفت المحللون العسكريون إلى أن اللقطات المصورة من خان شيخون تظهر شاحنة بيضاء لا توجد عليها أي آثار ضرر قد تكون ناجمة عن تأثير القصف الجوي المزعوم. كما لم يستبعد المحللون أن تكون هذه الشاحنة استخدمت لنقل المواد السامة أو مكوناتها إلى خان شيخون. ولفتت إلى أن المصابين موجودون على الأرض قرب هذه الشاحنة.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري قد نفت نفيا قاطعا الاتهامات التي وجهتها إليها المعارضة المسلحة باستخدام مواد كيميائية في خان شيخون. وأكد الجيش السوري أنه "لم ولن يستخدم تلك المواد في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا".
وجاء في البيان أن "المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيميائية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة".
وتقول المعارضة السورية إن الهجوم الكيميائي في خان شيخون أسفر عن مقتل العشرات بينهم أطفال.
RT