افراسيانت - الخليل - "القدس" دوت كوم - حذيفة رمضان - يشكل الماء عصب الحياة التي لا يمكن للإنسان العيش والبقاء دونه على قيد الحياة، ليشكل جزءا أساسيا في عملية التنمية والتطور التي تسعى لها المدن في المجالات الحيوانية والزراعية والصناعية والتجارية.
أهمية هذا العنصر الذي تقوم عليه الحياة دفع بمنظمة الصحة العالمية لتحديد الكمية التي يجب أن لا تقل عنها حصة الفرد في حالات الحروب والكوارث وهي 100 لتر في اليوم، إلا أن الفرد في مدينة يطا جنوب مدينة الخليل لا تتجاوز حصته من الماء في أحسن ظروفها 28 لتر في اليوم، الأمر الذي يشكل كارثة بيئة وإنسانية على كافة ظروف الحياة في المدينة.
مدير بلدية يطا ناصر ربعي، أكد في حديث خاص ل"القدس"، أن المدينة تعاني من أزمة حقيقة في المياه، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقا وكارثة إنسانية على واقع الحياة في المدينة، مشير إلى أن المدينة تصنف كثالث تجمع سكاني على مستوى الضفة الغربية من حيث المساحة والسكان بعد مدينة نابلس والخليل.
ويضف ربعي ان المساحة الكلية لارضي مدينة يطا يبلغ 180 الف دونم، منها 32 الف دونم ضمن الحدود الإدارية لبلدية يطا، وهي المساحة الأكبر على مستوى بلديات الضفة الغربية، تضم العديد من المنشئات الصناعية والتجارية والثروة الحيوانية التي تشكل نسبة 45% من مجمل هذه الثروة في محافظة الخليل.
وأشار ربعي إلى أن هذه الحجم من المساحة والسكان وما تضمه من منشئات على كافة الاتجاهات بحاجة إلى كمية كافية من المياه حتى يستطع المواطنون من خلالها الاستمرار في الحياة والعمل في تطوير كافة المناحي الاقتصادية.
رئيس قسم المياه في البلدية محمد علي أبو عليان أوضح، أن كمية المياه الكلية التي تستهلك في المدينة يتم شرائها بالكامل من مصادرها المختلفة بحكم موقعها الجغرافي وتمتعها بمناخ شبه صحراوي لقربها من مدينة بئر السبع.
وأشار أبو عليان أن المدينة تزود بالمياه عبر أربعة مصادر، أولها شركة المياه الإسرائيلية ماكروت التي تزود المدينة به 400 كوب يوميا في أحسن الظروف، لكن حصة المدينة الطبيعي من هذا المصدر حسب ما هو متفق عليه 1100 كوب يوميا، أما المصدر الثاني والذي يتبع لسلطة المياه الفلسطينية هو آبار بني النعيم، حيث أن الحصة المخصصة لمدينة يطا 1200 كوب يوميا ولكن ما يصل المدينة فعليا لا تتجاوز في أحسن ظروفها 700-800 كوب، بسب وجود فاقد على الخط الالتفافي، والمصدر الثالث هي محطة الريحية والتي تتبع لسلطة المياه أيضا وحصة المدينة منه 700 متر مكعب في اليوم لمدة خمسة أيام في الأسبوع، إضافة إلى المصدر الرابع وهو خزان أبو العشوش وهو ملك لسلطة المياه ويزود المدينة بواقع 5000 كوب في الأسبوع.
ويضيف أبو عليان أن مجموع ما يصل مدينة يطا من المياه في أحسن الظروف لا يتجاوز 2500 كوب في اليوم بينما حاجة المدينة الفعلي لا تقل عن 8000 -10000 كوب في اليوم.
هذا النقص في المياه ترك أثرا واضحا على قطاعات الحياة المختلفة في المدينة، ليشكل تحديا للسكان في مواصلة العمل والتطوير في كافة القطاعات التي تحتاج المياه كعنصر أساسيا فيها، لتزيد من كلفة الإنتاج بسب الحصول على المياه من خلال شرائها من السوق السوداء والتي أصبحت رائجة في المدينة.
ويشير أبو عليان أن هذه الأزمة وهذا النقص في المياه سبب العديد من الإشكالات للبلدية مع المواطنين، كون المواطن يحصل على المياه من البلدية مرة واحدة كل أربعة شهور الأمر الذي دفع بالمواطنين لعدم الالتزام بدفع أثمان المياه التي لا يشعرون بها وبوصولها على حد تعبيرهم.
مناشدات لحل الأزمة
أكد محمد أبو عليان أن حصة مدينة يطا من المياه لم تتغير منذ 14 عام، وهذا فيه ظلم للمدينة التي يزداد عدد سكانها يوما بعد يوما ، حيث تم توجيه العديد من الكتب والمناشدات لرئاسة الوزراء وسلطة المياه وكافة الجهات المعنية في التدخل من اجل إنقاذ الوضع والعمل على زيادة حجم المياه الواصل للمدينة، لكن الأمر بقي على ما هو عيه، ما يشكل خطرا حقيقيا وكارثة إنسانية تحل بالمدينة وأهلها.