افراسيانت - حذر نائب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تال كلمان، الأحد 3 أبريل/ نيسان، من أن شراء الدول المجاورة لإسرائيل السلاح على نطاق واسع يمثل تهديدا لتفوق تل أبيب العسكري.
وقال كلمان، في مؤتمر للترويج لاقتناء إسرائيل المقاتلة الأمريكية المتقدمة إف-35 :" توجد دول في المنطقة لديها خطط لتنفيذ صفقات سلاح بمئات المليارات من الدولارات للحصول على أكثر الأسلحة الغربية تقدما".
ولم يذكر كلمان دولا بعينها بالاسم سوى إيران التي تخشى إسرائيل أن تستغل رفع العقوبات المفروضة عليها بفضل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه العام الماضي في تعزيز برنامجها الصاروخي وتسليح المقاتلين، لا سيما حزب الله اللبناني.
وقال كلمان، في الندوة التي استضافتها مجلة شؤون الدفاع الإسرائيلية ومعهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية:" ثمة خطر كبير جدا هنا لأن عدو اليوم يمكن أن يصبح صديق الغد وصديق اليوم قد يصبح عدو الغد"، وأضاف:" الاحتمال قائم هنا أن يحدث تراجع للتفوق النوعي لقوة الدفاع الإسرائيلية والتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي".
وكان مسؤولون إسرائيليون أبدوا، في لقاءات غير رسمية، مخاوفهم بشأن نظم السلاح الأمريكية التي تقدم لدول عربية خليجية وكذلك اهتمام مصر بالأسلحة الروسية المتقدمة رغم أن هذه الدول لا تبدي عداء صريحا تجاه إسرائيل.
كذلك، أقلق التواجد العسكري الروسي في سوريا إسرائيل بعد أن أرسلت موسكو إلى سوريا نظامي الدفاع الجوي إس-300 وإس-400 القادرين على استطلاع النشاط الجوي في عمق الأراضي الإسرائيلية.
وتهدف هذه التصريحات الإسرائيلية، فيما يبدو، لضمان الحصول على مساعدات عسكرية إضافية من واشنطن.
وتنتهي المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل التي تبلغ سنويا نحو ثلاثة مليارات دولار في العام 2018. وقد تحدث المسؤولون في إسرائيل عن احتياجهم لنحو 4.5 مليار دولار، بينما أحجم المسؤولون الأمريكيون عن الموافقة على هذه الزيادة.
ويكمن لب النزاع في كيفية الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل بما يضمن لها الحصول على أسلحة أمريكية أكثر تقدما مما تحصل عليه الدول العربية. وتقول تل أبيب إنها تحتاج لزيادة حجم قواتها المسلحة لضمان تفوقها العسكري في جميع المجالات وليس لمجرد تطوير ما تستخدمه من تكنولوجيا من أجل الإبقاء على تفوقها على خصومها المحتملين.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعلن من تل أبيب، الشهر الماضي عن ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل، ما يؤكد عدم تراجع واشنطن عن سياستها العسكرية تجاه إسرائيل رغم التسريبات عن خلافات كبيرة بين الجانبين بهذا الشأن.
وتسعى إسرائيل إلى تمديد فترة تقديم المساعدات قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما البيت الأبيض، في يناير 2017.
وكانت إسرائيل طلبت العام الماضي 5 مليارات دولار كمساعدات سنوية، لكن واشنطن رفضت الطلب، ليعود المسؤولون الإسرائيليون باقتراح جديد تتراوح قيمته ما بين 4 و4.5 مليار دولار.
وتقدم المسؤولون الأمريكيون بعرض جديد يصل إلى 3.7 مليار دولار، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحسب مراقبين قد ينتظر خلف أوباما على أمل تحسين المبلغ المقدم.
وكانت هيلاري كلينتون، المرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قالت إنها ستدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض كأول خطوة لها إن فازت في الانتخابات، موضحة أنها وعدت إسرائيل بالمحافظة على تفوقها العسكري، الأمر الذي أوقف نتنياهو كما يبدو عن التسرع في التوقيع على الورقة الأمريكية الأخيرة.
وتسعى إسرائيل منذ توقيع إيران والدول الكبرى الاتفاق النووي إلى تعزيز قدراتها العسكرية. ويقول عسكريون إسرائيليون إن تفوق تل أبيب العسكري وقوة ردع جيشها أصبحا في خطر، في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة والتقارب الإيراني الغربي في شتى المجالات.