افراسيانت - فاز الروائيان الفلسطينيان "يحيى يخلف" و"إبراهيم نصر الله"بجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الثانية، في فئة أفضل رواية منشورة، وذلك عن روايتيهما "راكب الريح" ليخلف، و"أرواح كيلمنجارو" لنصر الله. في حفل أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تعتبر هذه الجائزة الأكبر من نوعها على مستوى الوطن العربي، وتمنحها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا".
الشارع الأدبي الفلسطيني بدا فخورا بهذه الجائزة، التي تعبر عن قوة الأدب الفلسطيني، وقدرته على اختراق كل الحواجز والعوائق، حتى يبلغ العالمية.
الشاعر والاديب الفلسطيني المتوكل طه، اشار الى إن الأديبين الفلسطينيين يحيى يخلف، وإبراهيم نصر الله، استطاعا أن يستوفيا كافة الشروط الفنية والموضوعية للعمل الأدبي في روايتيهما، وهما أديبان لهما تاريخ حافل، ونتاج كبير، وباع طويل في فن الرواية الفلسطينية.
وتحدث طه عن الروائي يحيى يخلف، قائلا: "إنه من الروائيين الفلسطينيين الأوائل الذين واكبوا الثورة الفلسطينية، وكتبوا في الرواية والقصة القصيرة، وواحد من شهود الثورة الفلسطينية ومؤرخيها، وروايته راكب الريح تسجل فترة تاريخية غاية في الثراء والتميز والأحداث، وحمت هذه الرواية وصانت الفلكلور الفلسطيني الذي يعتبر سمة هامة من سمات الشخصية الوطنية الفلسطينية".
كما امتدح طه الروائي إبراهيم نصر الله وأدبه، قائلا إنه: "بدأ شاعرا ورساما، وهو روائي مبدع وفذ، وأهم ما ميز تجربته الأدبية أنه حاول أن يقيم مجموعة من الروايات المتسلسلة، التي تسجل رحلة الفلسطيني منذ مطلع القرن العشرين حتى اليوم، وروايته (أرواح كيلمنجارو) هي إبراز لقوة الحياة عند الفلسطنيي حتى لو كان من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وحول فوز يخلف، ونصر الله بهذه الجائزة، اعتبر المتوكل طه، أن هذا الفوز "هو فوز لفلسطين والثقافة الفلسطينية، التي نهضت عليها كل الثورات والانتفاضات العبقرية لشعبنا"، مضيفا: انه ليس غريبا على المبدعين الفلسطينيين الذين صقلتهم التجربة الأدبية، أن يكون حضورهم طاغيا وساطعا في كل المجالات الأدبية والفنية كالشعر، والرواية، والقصة، والموسيقى، والفن التشكيلي، وغيرها. مؤكدا أن قوة المبدع الفلسطني هي قوة القضية الفلسطينية في الضمير والوجدان العربي.
العديد من الكتاب والأدباء والشعراء الفلسطينيين، سبقوا يخلف ونصر الله في حصد الجوائز الأدبية العربية والعالمية، ونقشوا أسماءهم في سجل الأدب العالمي، وفي هذا السياق يقول الكاتب والروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض، إن "الفلسطينيين لديهم كتاب وروائيون كثر، أثبتوا حضورهم في الرواية العربية منذ ستينيات القرن الماضي، مثل جبرا ابراهيم جبرا، رشاد ابو شاور، يحيى يخلف، غسان كنفاني، وغيرهم الكثير".
مضيفا: "أننا شعب مجروح ، ولدينا حكاية نضالية، لذلك ليس غريبا أن يفوز روائيون فلسطينيون بهذه الجائزة وسواها"، مشيرا إلى أن ذلك يدعم الإبداع الفلسطيني، وأن حضور الفلسطينيين في هذه الجوائز تأكيد على مساهمتهم الكبيرة في الأدب العربي".
وأوضح عوض أن أهم ما يميز كتابات يحيى يخلف هو قدرته القوية على السرد، ونفسه التاريخي الطويل، إضافة إلى شخصياته الجميلة والمفهمومة، والقريبة من خيال القارئ.
أما إبراهيم نصر الله، فبين عوض أنه صاحب كثافة شعرية كبيرة، ويكتب الرواية بروح الشعر، وعنده حبكة سينمائية إلى حد كبير في رواياته.
الحصول على مثل هذه الجوائز الأدبية كما يرى الكاتب والروائي الفلسطيني، زياد خداش، يؤكد أن الأدب الفلسطيني وصل لدرجة كبيرة من التأثير والعمق، بحيث بتنا نرى نتائجها على أكثر من صعيد.
ويرى خداش أن هذا دليل على "عافية الأدب الفلسطيني وقدرته على التأثير"، كما أنها خلّصت الفلسطيني من "الحب القاسي" بحسب مقولة محمود دوريش، عندما كان العرب يتابعون الأدب الفلسطيني من منظور حزين، ويربطونه بالكوارث التي ألمت بالشعب الفلسطيني، ولكنهم الآن كما يعتقد خداش، أصبحوا يتابعون الأدب الفلسطيني من منظار أدبي خالص، وهو باعتقاده أمر يبعث على البهجة والسرور والاعتزاز"
خداش يؤكد أيضا أن الفلسطينيين نجحوا عبر إنتاجهم الأدبي في إيصال رسائلهم النضالية، والوطنية والإنسانية، بعيدا عن غطرسة الاحتلال وحصاره. معتبرا أن الرواية الفلسطينية تواجه تحديا، يتمثل بقدرتها على اختراق الأجواء العالمية، "وإثبات أننا شعب نستطيع أن ننتج أدبا مبدعا مثل كل شعوب العالم".