امريكا ومن ورائها الغرب والسقوط الاخلاقي والانحطاط في ازدواجية المعايير

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - زكريا شاهين - من المؤكد ان دول الغرب وعلى راسهم امريكا سعوا على مدار نصف قرن من الضغط والتمويل وتشويه التاريخ من اجل انهاء القضية الفلسطينية وكانت اجندة التطبيع هي الاهم في استراتيجية خبيثة يراد منها النيل من قضية العرب والمسلمين.


على مدى عقود توهم البعض " ومن بينهم بعض الفلسطينيون للاسف "ان الولايات المتحدة الامريكية يمكن ان تكون وسيطا لصنع سلام بين الصهاينة والفلسطينيون فيما كانت تبيعهم الاوهام لاتاحة الوقت حتى يتم الكيان الصهيوني احتلاله لما تبقى من فلسطين وتصفية القضية كما كشف عنه في وثائق مؤامرة تهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء ومن ثم تهجير الفلسطينيون من الضفة الغربية الى الاردن او صحراء الانبار وتاليا تهجير الفلسطينيون ممن بقوا على ارضهم منذ عام 1948 الى لبنان وسوريا.


جاءت "طوفان الاقصى التي لم تكن عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية بل هي جرس انذار مما يحاك للعرب من قبل الدول الغربية التي وقفت الى جانب الكيان الصهيوني لتبرير مجازره التي راح ضحيتها اكثر من 4 الاف شهيد حتى الان اغلبهم من الاطفال والنساء".


يشير وزير الخارجية الاردني الى ان "مبادئ حقوق الانسان وغيرها من الافكار التي تغنت بها الدول الغربية تبين زيفها بعدما التزمت الصمت عن ابادة شعب كامل في قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية".


لقد كشفت عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، زيف وازدواجية المعايير الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وذلك دعما لدولة الاحتلال وجرائمها بحق الفلسطينيين.


فمن أمريكا إلى فرنسا ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي، كلهم اجتمعوا على دعم جرائم وانتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطين وأبنائها، كما اجتمعوا على الإقرار بأن من حق دولة الاحتلال الدفاع عن نفسها وارتكاب المجازر بحق أطفال ونساء وشباب غزة.


وكان اللافت للانتباه وما يؤكد ازدواجية تلك المعايير الغربية، هو التعاطف الغربي الصريح مع أوكرانيا خلال الحرب الروسية عليها مؤخراً، حيث كان واضحاً التعاطف الصريح مع أوكرانيا، أما في حرب إسرائيل على غزة فاعتبر الغرب أنه “يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها”.


في حرب روسيا على أوكرانيا، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن ما تتعرض له أوكرانيا هو “جريمة حرب”، أما بخصوص ما تتعرض له غزة خصوصا وفلسطين عموما، فأعلن ماكرون صراحة عن دعمه لإسرائيل وجرائمها قائلا “أعلن تضامني الكامل مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب”.


ولم يختلف موقف ألمانيا عن الموقف الفرنسي، إذ أعرب المستشار الألماني أولاف شولز عن استنكاره لقتل الجيش الروسي عددا لا يحصى من المواطنين الأوكران، أمّا بخصوص غزة فأكد صراحة “الوقوف إلى جانب إسرائيل وأن الغرب اتفق على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الهجمات اللاإنسانية”.


روسيا التي اجبرت على الدفاع عن امنها القومي بوجه الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها التابعون الاوربيون والتي تقاتل الاطلسي الان بكل امكاناته وقفت كما الصين مواقف داعمة لنضال الشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة .


من بين المواقف الأخرى التي تتصدر المشهد دعما لدولة الاحتلال الإسرائيلي هو الموقف الأمريكي، إذ وصف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبسبب أوكرانيا بأنه “مجرم حرب”، أمّا بخصوص غزة فأعلن أنه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “يقف إلى جانب الشعب الإسرائيلي في مواجهة الهجمات الإرهابية، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وعن شعبها بكل تأكيد”.


يستنكر كثيرون من بينهم رواد منصات التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير الغربية، معتبرين أنه “على مر عقود والغرب وأمريكا يتكلمون عن القيم الأساسية لحقوق الإنسان المتمثلة في الكرامة الإنسانية والمساواة، وقد فهمنا حقوق الإنسان عن طريق تحديد تلك المعايير الأساسية الضرورية لتأمين حياة كريمة، وها نحن نعرف الآن أن الحياة الكريمة لا تعني إلا فئات معينة من العالم فقط، وفق وجهة نظرهم.


لكن أن هذا الأمر ليس بمستغرب عن الدول الغربية وليس جديدا عليهم، ومن ينتظر الدعم أو المساندة من هؤلاء ما هو إلا ضرب من الجنون والغباء، مضيفين أنه يجب أن لا ننسى أن “من أنشأ الكيان الصهيوني هي بريطانيا وأخواتها”، وفق قولهم.


طوال الوقت كانت الازدواجية والمواقف الغربية حاضرة، ويجب أن ننتبه إلى السكوت على كل جرائم إسرائيل وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وطوال الوقت كانت هناك مظلة حماية غربية إنكليزية فرنسية أمريكية، وحتى تقييمات حقوق الإنسان الغربية التي تقول إن اسرائيل أضحت دولة فصل عنصري يتم تجاهلها”.


أحيانا يتم التلاعب بالكلمات لإخفاء أو تجميل هذه الازدواجية، كما يجب أن ننتبه أن الحديث عن الحل في فلسطين يأتي دائما من مصلحة اسرائيل، أي عند مراقبة الحديث الغربي عن حل الدولتين أو دولة فلسطينية أو التسوية، نرى أنه يأتي من باب الدفاع عن "إسرائيل" وشرعنة حقها في الوجود كما يقال في التعبير الإسرائيلي.


أن “حرب غزة فضحت كل هذا السكوت على ظلم الشعب الفلسطيني وعن حصاره، وعندما انفجر الشعب الفلسطيني تم فبركة الأخبار والصور والأدلة، ولم تكن هناك جرائم أو قتل للأطفال أو اغتصاب للنساء، وحتى القول بأن الشعب الفلسطيني لا يملك حق الانتفاض أو الدفاع عن نفسه أو المقاومة أو الانفجار، هي خارج حدود المجتمع الدولي الذي يهيمن عليه الغرب بشكل عام”.


سارعت كل الدول الغربية إلى إبداء تعاطفها مع "إسرائيل"، بصفتها ضحية في حين ذهبت الولايات المتحدة إلى إعلانها تقديم مساعدات عسكرية وغير عسكرية على وجه السرعة، وأرسلت حاملة طائراتها جيرالد فورد إلى شرق المتوسط، وعززت طيرانها في قواعدها في المنطقة”، مبيناً أن ” أن الولايات المتحدة قررت إعطاء إسرائيل الوقت الكافي لتصفية حساباتها مع حماس”. وهي ترسل جنراتها الان وفقا لوسائل الاعلام الصهيوني للمساركة في التخطيط لما يعده الجيش الصهيوني الامريكي ليس لفلسطين وحسب وانما للمنطقة كلها .


أن “عنصرية الغرب وازدواجية المعايير التي يتعاملون بها بين الصهاينة وغزة جعلتهم شركاء في قتل أي فلسطيني، ما عاد هناك مؤسسات دولية ونظام دولي محايد بين المتخاصمين، الجميع يدعم الصهاينة ضد غزة، والأسوأ أن المطبعين العرب والمتصهينين أصبحوا سكيناً في خاصرة المقاومة”، وفق تعبيرهم.


يقول السيد الصفدي وزير الخارجية الاردني :أن الأردن قال ويقول بأن القانون الدولي لا يجوز أن يطبق انتقائيا وفق الجنسية والهوية والديانة، ويجب أن يطبق القانون الدولي "بحذافيره".


وأضاف أن القيم الإنسانية المشتركة وإنسانيتنا كلها تقول بأن لا فرق بين ضحية وضحية حسب مكان وجوده أو حسب مكان ارتكاب الجريمة أو حسب هوية من يرتكب الجريمة، قائلا: "الفلسطينيون ليسوا أقل إنسانية من الإسرائيليين والفلسطينيون ليسوا أقل إنسانية من أوكرانيا".


وأشار إلى أن القانون الدولي الذي حملتموه مرتكزا لكل الجهود لوقف الأزمة الأوكرانية حيث يجب أن يطبق ايضا على القضية الفلسطينية وعلى ما يواجهه الشعب الفلسطيني؛ فهذه الازدواجية بالمعايير لا يمكن القبول بها ولا السكوت عنها.


في وقت تثير فيه الأزمة الأوكرانية قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي، واصلت الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الغربية العزف على وتر "دعم سيادة أوكرانيا" مع رفعها لشعار "حقوق الإنسان"، وهو ما يعاكس الحقائق التاريخية التي تظهر تدخل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بشكل سافر في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ليفضح بجلاء ازدواجية المعايير لدى أمريكا.


يرى الكثير من الخبراء والجماهير العرب أن الولايات المتحدة هي المحرضة والدافعة الرئيسية على حدوث الصراع الأوكراني الروسي. وبعد بدء القتال بين أوكرانيا وروسيا، قامت بدعاية كبيرة للأزمة الإنسانية، متناسية ما صنعته يديها من كوارث إنسانية في منطقة الشرق الأوسط، دون أن تتحمل أدنى مسؤولية عنها.


ورأى محمد الجبوري، أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية، أن قضية النازحين من أكرانيا كشفت زيف الإدعاءات الأمريكية والغربية ومدى تشدقها بحقوق الإنسان وأظهرت الوجه الحقيقي لهذا الغرب من حيث ممارسته لسياسة التمييز العنصري والمعايير المزدوجة.


وقال "فكلنا نعرف ما جرى للنازحين في العراق وسوريا واليمن وقضية الشعب الفلسطيني الذي احتلت أراضيه وطرد العديد منه وأمام كل هذا فإن الأمريكيين والغرب لزموا الصمت وكأن سكان هذه المنطقة ليسوا بشرا او من درجة أدني".


وأشار ألى أن وسائل الاعلام الغربية والاوروبية قامت بإبراز قضية النازحين الاوكرانيين وتحاول ان تجعلها كارثة انسانية في حين عندما كان هناك الملايين من النازحين من مناطق الشرق الاوسط، فان وسائل الاعلام الغربية تجاهلت معاناة هؤلاء النازحين الذين تسببت السياسة الامريكية والغربية بتركهم لبلدانهم.


واعتبر الأكاديمي العراقي ان هذه المواقف التميزية التي تمارسها وسائل الاعلام الغربية وخصوصا الامريكية منها لها تأثير سلبي على العالم باسره، فهي تقلب الحق باطلا والباطل حقا، من اجل ترويض الشعوب وجعلها تصدق بالروايات الامريكية والغربية الامر الذي يساهم في تفكيك الشعوب وخاصة شعوب العالم الثالث وبالتالي تصبح هذه الشعوب والدول تحت رحمة الغرب وامريكا.


وأضاف ان هذه المواقف التميزية تؤدي الى فقدان الثقة والمصداقية بين الدول لأن الامريكان والغرب يكيلون بمكيالين ووفقا لمصالحهم الخاصة دون الاكتراث لمصالح بقية الشعوب ودول العالم.


"الأشقر"، "العيون الزرقاء"، "البيض"، "هؤلاء الفارون من الحرب ليسوا مثل اللاجئين السوريين"، "هنا ليس أفغانستان، وليس العراق، الحرب تحدث في أوروبا المتحضرة"... كلمات وعبارات ظهرت من وقت لآخر في الآونة الأخيرة، مما كشف عن التحيز العنصري المتجذر والمعايير المزدوجة لدى بعض الصحفيين الغربيين في تغطيتهم لأزمة أوكرانيا، وهو ما أكد على النفاق المتمثل في "ازدواجية المعايير" وقاد إلى استياء وخيبة أمل كبيرة لدى الجماهير في الشرق الأوسط.


إن "الولايات المتحدة تمارس ازدواجية المعايير في التعاطي مع الملف الإنساني. تقول أو تدعي بأنها تهتم بالأزمة الإنسانية في أوكرانيا، لكنها في ذات الوقت تتجاهل الأزمات الإنسانية التي تقوم بافتعالها في منطقة الشرق الأوسط، في العراق وسوريا واليمن وكذلك في لبنان وعدد من الدول الأخرى، سواء عبر تدخلها ووجودها العسكري في المنطقة أو عبر فرضها للحصار الاقتصادي أو الإرهاب الاقتصادي الأحادي الجانب الذي من شأنه أن يفاقم الملفات الإنسانية ويزيد من تعقيداتها وهي الان تكشف عن وجهها السافر بدعم الكيان الصهيوني الذي يقتل اطفال فلسطين ويدمر

غوة وتعتبر ذلك دفاعا عنى النفس


يقول السيد صلاح عبد العاطي، وهو خبير سياسي في غزة، "في الوقت الذي نعلن فيه تضامننا مع ضحايا النزاعات المسلحة، نؤكد استنكارنا وإدانتنا الشديدة لاستمرار سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الغرب والتي أسقطت حتى ورقة التوت عن كل قيم ومعايير حقوق الإنسان".


وأضاف عبد العاطي أن مواقف بعض الدول بما فيها واشنطن تجاه "العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني موقف لا اخلاقي، ولا ترقى لمستوى الأذى الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يوميا في كافة مناطق تواجده. فكيف الان وهو يواجة السلاح الامريكي الذي ينصب على رؤوس اطفال غزة وفلسطين .


وأثارت المعايير الأمريكية المزدوجة استياء أيضا بين عامة شعوب المنطقة، حيث قال أحد المواطنين السوريين ويدعى علي عيسى إن الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لكل الأزمات لدينا، حيث تواصل سرقة ثرواتنا وخيراتنا في وقت تتذرع فيه بحماية اللاجئين السوريين، وترسل قواتها إلى بلادنا لحماية النفط الذي لم نعد نرى منه شيئا.


وأضاف أنه بالنسبة لأي دولة في العالم، سواء في بلادنا أو في أوكرانيا أو في أي دولة في العالم، تتدعي الولايات المتحدة الإنسانية وتزعم بأنها تريد تقديم المساعدة، لكنها تريد النهب والاستغلال فقط، وهذا ما خبرناه وشاهدناها تقوم به في بلادنا.

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology