افراسيانت - في نيسان الماضي التقى مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز سراً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة، خلال الشهر الماضي، ضمن جولة إقليمية، الاجتماع غير المعتاد -الذي كانت صحيفة The Wall Street Journal أول من أخبرت عنه- يعتبر أول لقاء معروف بين كبير جاسوسية الولايات المتحدة والحاكم الفعلي للسعودية.
ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، كانت هذه أحدث محاولة من مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لمناشدة السعودية بشأن النفط وسط ارتفاع أسعار الغاز الأمريكي. بينما كشف مصدران، حضرا المباحثات، لموقع إنترسبت، أنَّ الموضوعات المطروحة على الطاولة شملت أيضاً مشتريات أسلحة سعودية من الصين
موقع إنترسبت أجرى مقابلة من أجل هذه القصة مع مسؤول استخباراتي أمريكي ومصدرين لهما علاقات بمجتمع المخابرات الأمريكية، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة الأمور الحساسة، فضلاً عن مصدر مقرب من أفراد العائلة المالكة السعودية، ومسؤول بمركز أبحاث.
كان الاجتماع أيضاً فرصة لطرح موضوع يثير قلق واشنطن الشديد؛ وهي علاقة الرياض المتنامية مع الصين.
وبالإضافة إلى طلب بيرنز بشأن النفط، طلب مدير وكالة المخابرات المركزية أيضاً من المملكة العربية السعودية عدم الاستمرار في شراء أسلحة من الصين، وفقاً لمصدرين مقربين من المخابرات الأمريكية.
وكان انفتاح المملكة العربية السعودية تجاه بكين -وعلى الأخص، استكشاف إمكانية بيع نفطها بالعملة الصينية، اليوان- قد تسبّب في إثارة الذعر في واشنطن.
وحذر مدير المخابرات الوطنية أفريل هينز، هذا الأسبوع، في شهادة مجلس الشيوخ، من جهود الصين وروسيا "لمحاولة تحقيق تقدم مع شركائنا في جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى السعودية والإمارات على سبيل المثال.
وقال المصدر المقرب من المخابرات الأمريكية إنَّ ما لم يُعرَف علناً هو أن الحكومة السعودية تخطط لاستيراد صواريخ بالستية في وقت لاحق من هذا الشهر من الصين في إطار برنامج سري أُطلِق عليه اسم "التمساح".
بينما أكد المصدر الآخر المرتبط بالمخابرات الأمريكية أنَّ النقاش يتعلق بمبيعات الأسلحة مع الصين.
على صعيد آخر، قالت المصادر إن بيرنز طلب أيضاً الإفراج عن العديد من أفراد العائلة المالكة السعوديين البارزين الذين احتجزهم محمد بن سلمان، بمن فيهم ابن عمه، ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.
وكان محمد بن نايف وريث العرش قبل أن يطيح به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2017. ولأنَّ محمد بن نايف هو شريك وثيق للمخابرات الأمريكية، فقد ضغطت إدارة بايدن من أجل إطلاق سراحه وسط مزاعم بالتعذيب.
وبالرغم من أنَّ الاعتماد على مدير وكالة المخابرات المركزية لإجراء مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى من هذا النوع أمر غير معتاد للغاية، لكنه يوفر ميزة كبيرة واحدة على الأقل؛ وهي السرية.
وقال المصدر المقرب من المخابرات الأمريكية إنَّ وجود بيرنز كان بمثابة وسيلة لمحاولة إصلاح العلاقة المشحونة بين محمد بن سلمان ومسؤولين كبار آخرين في إدارة بايدن.
وقال المصدر المقرب من المخابرات الأمريكية "الشيء المختلف في هذا هو أنَّ السعوديين يتطلعون الآن لاستيراد صواريخ كاملة".
لم يكن في الحديث ألفة لأن المخابرات الأمريكية اختارت رجلها، وهو الأمير محمد بن نايف الذي عرف بـ”حبيب خدمات مكافحة الإرهاب والاستخبارات الأمريكية”. وأصبح محمد بن نايف رجل سي آي إيه في السعودية. وصوره ريدل بأنه بطل مكافحة تنظيم القاعدة ونجا من عملية اغتيال. وأثنى رجال المخابرات عليه من جورج تينت الذي وصفه بأنه “محاوري الأفضل”، إلى ليو بانيتا الذي قال بأنه “أذكى سعودي بين جيله”..
لكن الامر مختلف هذه المرة فالمخابرات الامريكية استبدلت بما هو بالعلن الى وسائل اخرى اذ تقول التقارير ان العديد من رجال المخابرات الامريكية السابقين يعملون كمستشارين داخل العائلة المالكة السعودية وعلى راسها ولي العهد محمد بن سلمان ورغم ادعاءهم بانهم متقاعدون الا انهم يمثلون العين الكاشفة والناقلة لاسرار الداخل السعودي ولا غرابة ان تقوم امريكا بمحاولة ابتزاز السعودية من خلال هذه المعلومات في الوقت التي هي بحاجة الى النفط والغاز وتغيير سياسة الاوبك .