افراسيانت - لم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليذهب للحرب لو ان اوكرانيا التي يحركها الغرب استجابت لمطالبه في حقه بالحفاظ على امن روسيا القومي لكن الغرب الذي يحلم بالسيطرة على العالم ويعتبر انه يجب ان يكون الاوحد الذي يهيمن ويتحكم بمصير الدول ويحركها بحسب ما يريد .وقف حلف رفض الرئيس الاوكراني الذي يعرف الجميع بانه دمية في يد امريكا .
يصف رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة لندن للاقتصاد، البروفيسور فواز جرجس، الكتابات الغربية حول شخصية فلاديمير بوتين بأنها "كتابات سطحية وتفتقد للعمق والفهم الحقيقي لعقلية بوتين".
ويضيف جرجس - أن الغرض مما يكتب عن بوتين في الغرب هو "شيطنة الرجل"، مضيفا أن هناك محاولات لتصوير الرئيس الروسي بأنه "متهور وخطير ويفتقد للعقلانية وللتقدير السياسي".
ويختلف البروفيسور البريطاني -وهو رئيس مركز الشرق الأوسط في لندن- مع التقديرات التي تقول إن بوتين لا يفكر في مصالح الآخرين، "لأن هذه الأطروحة غير مؤسسة على أسس أكاديمية وعلمية دقيقة". وهذه النظرة مردها، حسب جرجس، "إلى نقص في الفهم الغربي للنظرة الإستراتيجية لبوتين"، ذلك أنه يختار معاركه بطريقة حساسة جدا.
ومثل لاعب الشطرنج، فإن بوتين لا يكشف عن كل تحركاته مرة واحدة "بل يتحرك بشكل تدريجي ويقوم بقياس ردة الفعل قبل الخطوة التي تليها".
ولا يحمل بوتين أي حلم لإعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي، "بل يريد حماية الأمن الحيوي لروسيا بوصفها قوة عظمى لها كلمتها في العالم".
ويعزو رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، تباين التحليلات الغربية لشخصية الرئيس الروسي إلى طبيعة "شخصية بوتين؛ فهي صعبة القراءة وصعبة التوقع".
ويختلف الأكاديمي البريطاني مع التحليلات الغربية التي تصور بوتين بأنه "شخص مغامر"، ويقول "بالعكس، هو يحسب خطواته بعناية، ويقدّر أيضا ردود الفعل الغربية"، ووصف القراءات التي تقول إن بوتين شخص متهور بـ"السطحية".
لهذه الأسباب أعلن بوتين الحرب على أوكرانيا
يقول الخبراء العسكريون الروس إن كافة المعطيات أفضت إلى ضرورة تحرّك عسكري عاجل، والذهاب إلى خيار إجبار كييف على السلام، ولو باستخدام القوة.
وفي نفس الوقت، يقول دودتشاك إن المنظومة الغربية تجاهلت الحشود العسكرية الأوكرانية على خطوط التماس مع إقليم دونباس، وكذلك القصف الذي شنته ضد القوات المسلحة التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك هناك، والذي أدى لسقوط عشرات القتلى وبدء حركة نزوح جماعية للمدنيين.
إن خطاب بوتين كان شاملا ومتماسكا، وحمل في طياته، كما هو الحال في خطاب الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك، إعادة تذكير بـ "الحقائق التاريخية المتعلقة بالإنشاء غير الشرعي للكيان الأوكراني" وفي نفس الوقت "الموقف العدائي للنظام في أوكرانيا تجاه موسكو، ومشاركة الغرب بشكل مباشر في محاولة إضعاف روسيا وخنقها".
على كل حال فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلافا لما يقول الغرب يملك شخصية محببة ومن خلالها غفد وطور صدافات كثيرة لمسؤولين ورؤساء ليس بسبب المصابح وانما بسبب الصداقة نفسها .
فمثلا وعلى المثال الاردني فان العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الاردنية الهاشمية والاتحاد السوفييتي (سابقا) وروسيا الاتحادية (حاليا) بدأت في (21 آب 1963) أي قبل نحو (58) عاما بالتمام والكمال، وآخر لقاء بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان في تشرين الاول/ اكتوبر 2019 خلال مشاركة جلالته بمنتدى «فالداي» للحوار في مدينة «سوتشي الروسية».. وفي (11 يونيو/ حزيران 2020) جرى اتصال هاتفي بين الزعيمين بحثا فيه - بحسب الكرملين - «توحيد الجهود لمكافحة جائحة فايروس كورونا وملفي سوريا وليبيا».
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الاردن وموسكو شهدت خلال السنوات الماضية تطورات ملموسة، ويرتبط البلدان باتفاقيات سياسية واقتصادية وثقافية وسياحية متعددة، كان لها دور كبير في تمتين العلاقات بينهما وبناء شراكة حقيقية واستراتيجية في المجالات المختلفة، وهناك لجنة أردنية روسية مشتركة تجتمع بشكل دوري لمتابعة مجالات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الزراعة والسياحة والنقل والطاقة، ولتطوير التعاون بين البلدين في المجال السياحي، أهدى جلالة الملك عبدالله الثاني روسيا قطعة أرض قرب منطقة المغطس، شُيّدت عليها كنيسة أسهمت في زيادة أعداد الحجاج المسيحيين لهذا الموقع الديني التاريخي، وكان الأردن - ولا زال - يعوّل على عودة السياح الروس الى المملكة وتحديدا العقبة ومأدبا لتعويض ما لحق بقطاع السياحة من أضرار جرّاء جائحة كورونا.
العلاقات تطورت الى صداقة بين الرئيس الروسي فلاديميربوتين وجلالة الملك الاردني عبدالله الثاني لتتطور قدرة كل منهما على تحقيق الاستقرار في المنطقة انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية بين المملكة الاردنية الهاشمية وروسيا الاتحادية، والعلاقة الدائمة والمتواصلة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.